من دفتر الوطن

نظرية العصافير تزقزق!!

| عبد الفتاح العوض

نظرية «السماء صافية والعصافير تزقزق» جزء من طريقة التفكير التي تربينا عليها.
وكما في كل الأشياء التي كتبناها بكثير من الشغف أيام الطفولة ولا أحد من تلاميذ وطلاب ما قبل الحرب إلا وكتب هذه الجملة على الأقل مرة واحدة في موضوع تعبير عن «الربيع»!
نحن الآن في أيام يمكن اعتبار «النق» فيها غير مستحب، ولهذا سأحاول- أحاول الحديث عن آلية التفكير الإيجابي من خلال نظرية العصافير تزقزق!!
في بلدنا لدينا طبقة مبدعة في تطبيق هذه المقولة، وخاصة عندما يتعلق الأمر كيف يتم نقل صورة الواقع من المسؤول الصغير إلى الأكبر منه، فغالباً ما يتم تصوير هذا الواقع على أنه أقرب إلى المثالية، وكثير من المشاكل التي أصابت المجتمع السوري كانت جراء نقل «الصورة» غير الصحيحة عن الواقع.
لكن أكثر الأشخاص في بلدنا لا يؤمنون بنظرية العصافير تزقزق ولا تنسوا هنا أني أتحدث عن مفهوم التفكير الإيجابي وليس التزييف.
من الصعوبة جداً أن تسوّق لمسألة التفكير الإيجابي في الأيام السوداء.
لكن حتى قبل الأيام السوداء لم يكن التفكير الإيجابي جزءاً من سلوكنا ونمط تفكيرنا.. ففي معظم الحالات عندما يكون هناك تقييم شخصي لأحد ما فإن التركيز يكون على النقاط السلبية، فقد يكون لديه مجموعة من الخصال «الحميدة» لكن عندما تريد أن تقيّمه تركز على خصلة أو اثنتين من الخصال غير الحميدة متجاهلين وكفى المرء نبلاً أن تعد معايبه.
أيضاً من الواضح تماماً أننا في كل المجالات نركز على المشاكل وليس على الحلول، وكل منا يسهب في تحليل المشكلة وأسبابها وأعراضها، لكن قلة منا التي تتحدث عن مبادرات وأفكار لإيجاد حلول.
صحيح ليس من واجب المواطن أن يجد الحل فهذه مسؤولية الحكومات، ومع الأسف فإن بعض مسؤولينا يشرحون لنا «معاناتنا» لكن بأسلوبهم التبريري!
موضوع التفكير الإيجابي ليس مجرد «تفاؤل» ورؤية النصف الملآن بالكأس.. هو أسلوب حياة ورغم القناعات عند الكثيرين بأن هذا الأسلوب مثمر ومميز لكن ليس لدينا القدرة على تطبيقه بشكل دائم، وفي أحيان كثيرة نفقد السيطرة على «العصافير» فلا تزقزق! وخاصة في حالات أن تكون محاطاً بأشخاص لديهم روح سلبية، أو عندما تمر بحالة خاصة فاشلة سواء على المستوى المهني أم الشخصي.
من أكثر الأشياء المهمة في موضوع التفكير الايجابي أن نتوقع الأفضل خلال القادم من الأيام، وهذا امتحان مع قدوم عام جديد لقدرتنا على التفاؤل، وبظني أن الإيجابية تقتضي ألا نسقط في الوهم ونحن نركض خلف «المستقبل»، لكن ليس من الحكمة أبداً ولا من الواقعية أن يصل بنا التشاؤم لاختيار الأسوأ من التوقعات!
عودة إلى نظرية العصافير تزقزق.. يقال إنه إذا توقفت الطيور عن التغريد فإنها بحاجة إلى ذكر مغرد يحثها على التغريد!! غردوا مع 2020.

أقوال:
– القيادة هي فن التفكير السريع.
– إذا شعرت أن سفينتك تغرق فقد يكون هذا هو الوقت المناسب للتخلص من الأشياء غير الضرورية التي تثقلها.
– هو عبء على الحياة ثقيل من يظن أن الحياة عبء ثقيل.
– لم يكن هناك ليلة استطاعت هزيمة الشمس.
-لا تبالغ في المجاملة كي لا تسقط في النفاق ولا تبالغ في الـصراحة كي لا تسقط في الوقاحة.
– بدل أن تلعن الظلام، أوقد شمعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن