قضايا وآراء

ميلاد إدلب

| ميسون يوسف

عندما كان الجيش العربي السوري يطهر منطقة في سورية كان يضطر أحياناً إلى ترحيل من لا يستسلم ولا يتابع القتال وينقله إلى إدلب، حيث كان الإرهابيون قد انتشروا فيها وأفسدوا أمنها وحاولوا أن يوحوا بأنها ستكون إمارة إرهابية نهائية برعاية ووصاية لا بقيادة تركية، وتعزز الظن لدى البعض في نهاية مرحلة تطهير الداخل السوري حتى بلغ عدد من تجمع من الإرهابيين في إدلب ومنطقتها ما يزيد على الـ70 ألف إرهابي.
عند مقاربة مسألة تطهير إدلب كان الكثير من المتابعين يتهيب الموقف فضلاً عن الضغوط الشديدة التي كانت تمارس على سورية لمنعها من إطلاق عملية التحرير، لأن الغرب بقيادة أميركية، كان يرى في إدلب ورقة الحسم والفصل النهائي، إذا سقطت من يده دفن العدوان على سورية، ولذلك حاولت روسيا أن تقارب المسألة عبر «مسار أستانا» وتسند إلى تركيا موضوع الحل المتدرج البطيء البعيد عن الإثارة، لكن تركيا استغلت الموقف وراحت تسوف وتماطل ظناً منها أنها ستمنع التحرير وستبقي يدها على المنطقة.
الرئيس بشار الأسد كان له نظرة أخرى، فذهب إلى إدلب منذ أسابيع ووقف منتصب القامة شامخاً على أحد المرتفعات المشرفة على المدينة والضباط القادة في الجيش يتحلقون حوله، نظر إلى إدلب وخاطبها بقلبه وعقله قبل أن ينطق لسانه قائلًا: «إدلب يا حبيبتنا إنّا إليك آتون قريباً نحمل إليك الحرية والتحرر من الإرهاب ونحتضنك لتعودي إلى قلب الوطن».
لم تمض أيام على زيارة الرئيس الأسد إلى إدلب إلا وبدأت تحضيرات معركة تحرير إدلب الكبرى، وما هي إلا أسابيع إلا وكانت الخطة في صيغتها النهائية والتحضيرات في أعلى مستوياتها ثم بدأ التمهيد الناري الذي استهدف القواعد القيادية والنارية واللوجستية للإرهابيين، فشتتهم وأطاح بمعنوياتهم وأرسل إلى الخارج وإلى عملاء الداخل رسالة قاطعة أن «قرار تحرير إدلب وضع موضع التنفيذ».
بعدها تحركت وحدات الجيش البرية الميدانية على محاور عدة لتؤكد الوعد وتجدد العهد بأن كل أرض سورية ستطهر وستحرر ولن يبقى فيها محتل أو إرهابي، أمر هال تركيا التي سارعت إلى روسيا مستنجدة فكان الرد: «تأخرتم، إدلب سيحررها الجيش العربي السوري وسندعمه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن