ثقافة وفن

عيسى محمود سلامة لـ «الوطن»: مفردات الحضارة الغنية تبني علاقتي مع المنحوتات

| هناء أبو أسعد

من بين الجبال على الساحل السوري حيث أودع ذاكرته الإبداعية.. ومن قريته الساحلية يرنو إلى المدى البعيد مستحضراً بأنامله كل ما لدى سورية من جمال وأصالة وحضارية فينيقية عريقة، في أعماله يعكس الجمال الذي حاول عالم الجهل والإجرام قتله وقتل الحياة في سورية، هو عضو في اتحادي التشكيليين السوريين والتشكيليين العرب، تفرغ للنحت منذ عام 1987 وأقام العديد من المعارض الفردية، كما شارك في المعارض الجماعية والملتقيات النحتية في جميع المحافظات وحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير.

ما تأثير وجودك في منطقتك الساحلية على أعمالك؟
لاشك بأن الطبيعة تؤثر في العمل الفني، وغنى المنطقة الساحلية بالمناظر القريبة للروح تجعلك تتناغم معها لتسخر الحجر لتجسيد هذا الجمال. في معظم أعمالي أنهل من تراث المنطقة العريق ومفرداتها الغنية بالحضارة التي تخلق علاقة حميمية بين الفنان والمنحوتات – سواء كانت من صخر أو من خشب – فلدينا في الساحل موروث ثقافي ولابد أن يؤثر هذا الشيء في حياتنا وأعمالنا الفنية.

منحوتات من الحجر والخشب، يشعر من يتأملها وكأنها تنطق إبداعا، كيف ذلك؟
التعامل مع الحجر أو الخشب يتطلب جهداً كبيراً ويواجه مصاعب، فأنت تتعامل مع جسم صلب لكنه عمل جميل جداً وممتع لأنك تحوله إلى صورة تشعر كأنها ستنطق في لحظة ما. كل ذلك يعتمد على رؤية الفنان البصرية وبحثه في القيمة الجمالية للكتلة التي يحولها إلى قيمة جمالية راقية ومعان بصرية وإنسانية عميقة، تتناغم معها وتتوحد مع عوالمها، بذلك تشعر وكأنها تبادلك الشعور وتكاد تنطق.

كيف يتعامل الفنان مع قساوة الحجر ويصبح مطواعا بين يديه ليخلق منه حجراً يكاد ينطق؟
الفن النحت على الحجر من أهم الفنون التشكيلية وأقدمها وكذلك من أصعبها، له أدواته الخاصة لأنه يتميز بالصلابة والقوة فنستخدم الازميل بأشكاله وأحجامه المختلفة، والمبارد والسكاكين وأدوات قياس وأخرى للطرق، والإبداع موجود في كل شيء في الكون فعندما تمتلك الإرادة وتتعامل بصبر ومحبة وإحساس وبحرفية مع الكتلة تصبح مطواعة بين يدي النحات وبالتالي يجعل العمل يكاد ينطق بين يديه

هل تروي حكاية أو قصة من خلال منحوتاتك؟
في بعض الأحيان ربما أروى حكاية أو قصة، مثلا في ملتقى النحت «طرطوس أم الشهداء» كان عملي قصّة وسام الشهادة نفذته على كتله من الرخام، بارتفاع مترين عبرت فيها عن أم الشهداء تزغرد وحولها الشهداء والنسر السوري والعلم السوري.
وفي ملتقى «تدمر بوابة الشمس» قدمت عملاً من الخشب بعنوان «الانتصار» جسدت من خلاله الفارس السوري يعلو جواده وبيده خنجر يطعن به الأعداء الخانعين وقد أكلت الرمال وجوههم، ولي أعمال كثيرة أخرى.

هل من منحوتة تميزها أكثر من أخرى؟
كل عمل فني أقوم به له موضوعه الخاص ولكن أفضل المنحوتات الضخمة النصبية الضخمة في الساحات والحدائق.

ما رأيك بملتقيات النحت الدورية التي تقام في سورية؟
ملتقى النحت عبارة عن تجمع ثقافي يحمل ثقافات متنوعة من جميع المحافظات والمدن السورية، كل فنان يحمل بذاكرته تاريخ منطقته وتراثها ويجسدها من خلال منحوتاته، لتكون بذلك لوحة أمام الجميع… كذلك تلك للملتقيات تحمل أهمية كبيرة، لأنها تسمح بالاطلاع على خبرات النحاتين وغنى منطقتنا بالثقافة والحضارة.. لكنني أتمنى أن تتم الدعوة للملتقيات عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وليس كما يتم الآن حسب العلاقات والمعرفة والصداقة.

أين النحات السوري عالمياً؟
النحات السوري من أهم النحاتين العرب اليوم بما يملكه من تراث وحضارة عريقة ولكن ينقصه الدعم والاهتمام، وخاصة فيما تتعرض له بلادنا من محاولات لطمس حضارتها، وبرأيي أن توافر الدعم المادي والمعنوي يوصل النحات السوري إلى العالمية بسهولة وخاصة أننا نرى التميز الذي تلاقيه الأعمال السورية في ملتقيات النحت العربية والعالمية.

الملتقيات التي شاركت بها؟
تفرغت للنحت منذ عام 1987 وأقمت العديد من المعارض الفردية، كما أني شاركت في المعارض الجماعية والملتقيات النحتية في لبنان وجميع المحافظات السورية أذكر منها « مهرجان المحبة – طرطوس أم الشهداء – قلعة دمشق – ملتقى السلام والمحبة – ملتقى الإبداع من وحي المقاومة تكريما للشيخ المجاهد صالح العلي – تدمر بوابة الشمس… وغيرها »، وحصلت على عدد من الجوائز وشهادات التقدير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن