سورية

طهران تتوعّد «واشنطن»: استشهاده سيترك تبعات لا يمكن لأحد احتواءها … روحاني: سليماني كان شخصية سياسية وإستراتيجية والفراغ الذي تركه لا يمكن ملؤه بسهولة

| وكالات

أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الفريق الشهيد قاسم سليماني كان شخصية سياسية وإستراتيجية لا نظير لها، في وقت اعتبر سياسيون إيرانيون أن أميركا ورطت نفسها بعملها الإرهابي.
وقال روحاني، خلال زيارة منزل الشهيد سليماني، حسب وكالة «سانا»: إن «قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الفريق الشهيد قاسم سليماني كان شخصية سياسية وإستراتيجية لا نظير لها»، موضحاً أن الفراغ الذي تركه سليماني لا يمكن ملؤه بسهولة، وأن جهوده وتضحياته كانت على مدار الساعة وخدماته كانت بهدف الحفاظ على الأمن في البلاد والمنطقة.
من جهته، اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، أن أميركا أقدمت على انتحار سياسي وعسكري باغتيالها الشهيد سليماني، موضحاً أن سليماني استشهد إثر استهدافه بطائرات أميركية مسيّرة والاحتمال وارد أن كيان الاحتلال زود أميركا بمعلومات عن تحركاته لذلك يمكن اعتبار هذه المؤامرة أميركية صهيونية، مؤكداً جهوزية جبهة المقاومة واستعدادها للقيام بأي عملية، مبيناً أن واشنطن بعملها الإجرامي هذا ورطت نفسها.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن استشهاد سليماني سيترك آثاراً وتبعات لا يمكن لأحد احتواءها وأن جميع عواقبها ستتحملها الإدارة الأميركية الإرهابية.
كما أكد ظريف خلال لقائه في طهران، وزير خارجية مشيخة قطر، حسب وكالة «فارس»، أن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية جرائمها الإرهابية في المنطقة ومنها جريمة اغتيال الفريق سليماني، مضيفاً: إن «إيران لا تريد توترات في المنطقة»، ولافتاً إلى أن وجود وتدخل القوات الأجنبية في المنطقة هما سبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن فيها.
واعتبر وزير خارجية الصين، وانغ يي، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، حسب «رويترز»: «إن الولايات المتحدة يجب أن تكف عن إساءة استخدام القوة وتسعى إلى حلول من خلال الحوار»، مؤكداً أن السلوك العسكري الأميركي المنطوي على مخاطر ينتهك الأعراف الأساسية للعلاقات الدولية وسيزيد من حدة التوتر والاضطرابات في المنطقة.
وبحث ظريف مع وزراء خارجية طاجكستان وروسيا هاتفياً، آخر التطورات الإقليمية والدولية وخاصة بعد عملية اغتيال الفريق سليماني إضافة إلى العلاقات الثنائية.
على خط مواز، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، مجتبى ذو النوري، أن القوات والقواعد الأميركية في المنطقة لن تنعم بالأمن بعد الآن، مشيراً إلى أن اغتيال سليماني هو جريمة بمعنى الكلمة.
من جانبه، قال السفير الإيراني في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، حسب وكالة «رويترز»: إن «الولايات المتحدة دخلت باغتيال سليماني مرحلة جديدة بعدما بدأت حرباً اقتصادية بفرض عقوبات مشددة على إيران في عام 2018، وأضاف: «لذلك كان هذا… فصلاً جديداً يعادل بدء حرب ضد إيران»، مؤكداً أن إيران ستوجه رداً قاسياً.
بدوره، قال قائد فيلق محمد رسول اللـه (ص) في طهران العميد محمد رضا يزدي، حسب وكالة «فارس»: إن «ابتهاج الأعداء حيال ارتكاب هذه الجريمة لن يطول كثيراً وسيتحول إلى مرارة بسرعة وإن التعبويين في العالم الإسلامي على استعداد للانتقام من أميركا جراء هذه الجريمة».
وأوضح أن سليماني لم يكن شخصية ذات بعد واحد حيث يقال إنه سعى في جبهات المقاومة للدفاع عن الشعوب المضطهدة في المنطقة لعدة سنوات بل إن الأبعاد الروحية والأخلاقية للشهيد كانت تُلاحظ بشكل دقيق في حياته.
وأشار نائب قائد الحرس الثوري الإيراني علي فدوي، حسب وكالة «أ ف ب»، إلى أن بلاده تلقت رسالة من واشنطن بعد استشهاد سليماني في بغداد، تدعوها إلى أن يكون ردها على الاغتيال متناسباً.
ولم يوضح فدوي كيف تلقت إيران الرسالة الأميركية في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أربعة عقود.
لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة إن «الموفد السويسري نقل رسالة حمقاء من الأميركيين هذا الصباح».
وتابع إنه تم بعد ذلك «استدعاء» المسؤول في السفارة السويسرية «في المساء وتلقى رداً خطيّاً حازماً… على رسالة الأميركيين الوقحة».
بدوره اعتبر كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي، أن إيران هي من تحدد مكان وكيفية الرد على اغتيال سليماني، لافتاً إلى أن أميركا ارتكبت هذه الجريمة لتحقيق أهدافها الاستعمارية في المنطقة كونها كانت تعتبر سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي هما الأساس في محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن