سورية

مراسم تشييع شعبية ورسمية حاشدة وغاضبة في بغداد … «كلُّنا سليماني والمهندس» و«الموت لأميركا»

| وكالات

وسط هتافات «الموت لأميركا» ومطالبات بإخراج القوات الأميركية من البلاد شارك آلاف العراقيين في مراسم تشييع جثامين قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما الذين استشهدوا جراء عدوان أميركي بالصواريخ على طريق المطار الدولي في بغداد.
وذكرت وكالة «سانا» أن آلاف العراقيين تجمعوا في موكب حاشد لتشييع سليماني والمهندس ورفاقهما في حي الكاظمية ببغداد مرددين عبارات تندد بالعدوان الأميركي الذي استهدف سيارتهما بعد خروجهما من مطار بغداد، لافتة إلى أنه شارك في مراسم التشييع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وعدد من النواب، وشخصيات وقياديون في الحشد الشعبي.
وانطلق موكب تشييع جثامين الشهداء من مطار المثنى وسط بغداد باتجاه مدينة الكاظمية، حيث أدان المشاركون في التشييع العدوان الأميركي الذي يشكل جريمة وانتهاكاً سافراً لسيادة العراق وللقوانين الدولية وطالبوا بإلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة وطرد قوات الاحتلال الأميركي.
بدورها ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن المشاركين في مراسم التشييع رفعوا أعلام العراق والحشد الشعبي وكتائب حزب اللـه وسط غضب شعبي عارم في العراق وهتافات ترتفع كـ«الموت لأميركا» و«كلا كلا أميركا» ومطالبات بتسريع إخراج القوات الأميركية وتشريع قانون لإنهاء الوجود الأميركي في العراق.
وبعد مراسم التشييع في الكاظمية توجه الموكب إلى مدينتي كربلاء والنجف فيما يتم نقل جثمان الشهيد سليماني إلى إيران لإجراء مراسم تشييعه.
على خط مواز، نقلت وكالة «أ ف ب»، عن بيان للحرس الثوري الإيراني: «يوارى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الثرى الثلاثاء في مسقط رأسه كرمان بوسط إيران بعد مراسم تكريم تستمر ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد».
وأشارت الوكالة إلى أن جثمان الشهيد سليماني سيصل إلى طهران مساء السبت (أمس)، على أن ينقل اليوم الأحد إلى مدينة مشهد المقدسة حيث ستجري مراسم التشييع بالقرب من مزار الأمام رضى، على أن تجري مراسم بعد ذلك في طهران صباح الإثنين ثم يوارى جثمان جندي الشعب والأمة الطاهر الثرى في كرمان صباح الثلاثاء.
ولفتت الوكالة إلى أن مجموعة كبيرة من الطلاب ستنظم مراسم تشييع تكريماً للجنرال سليماني في جامعة طهران، كما سيتوجهون إلى مطار مهر أباد في طهران لاستقبال الجثمان.
على خط مواز، طلبت قوات الحشد الشعبي من الأجهزة الأمنية، الابتعاد عن القواعد الأميركية لمسافة لا تقل عن 1000 متر ابتداء من مساء اليوم الأحد، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني. وأعلن الأمن الوطني العراقي برئاسة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، في بيان له، حسب موقع «اليوم السابع» المصري، أن القصف الأميركي في بغداد، انتهاك لسيادة العراق وخروج عن شروط وجود القوات الأميركية، داعياً مجلس النواب لعقد جلسة استثنائية من أجل تنظيم وتوحيد الموقف الرسمي العراقي، واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لحفظ كرامة وأمن وسيادة العراق، مؤكداً دعمه لموقف القائد العام للقوات المسلحة باستنكار وإدانة انتهاك سيادة العراق، ورفض الاعتداء وما يمثله من خروج عن دور وشروط وجود القوات الأميركية.
من جانبه، قال الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية في العراق نوري المالكي، حسب الموقع: «إننا نؤكد استنكارنا الشديد لهذا العمل الغادر الذي استهدف عدداً من رجال العراق الأبطال»، داعياً الحكومة العراقية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، القانونية والسياسية والدبلوماسية وغيرها، والكفيلة بانتزاع حقوق الشهداء وعدم تكرار مثل هذا الفعل الشنيع.
في الأثناء، قال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال والقائد العام للقوات المسلحة في العراق عادل عبد المهدي، حسب وكالة «الأناضول» التركية: إن «هيئة الحشد رشحت زعيم تحالف الفتح هادي العامري لمنصب نائب رئيس الهيئة خلفاً لأبي مهدي المهندس»، وأضاف خلف: إن «قبول ترشيح العامري شبه محسوم».
بدوره، ​​​​​​​توعد الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي في بيان له حسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، أميركا قائلاً: «لتعلم أميركا الشر أنها ارتكبت حماقة ستندم عليها، فبقدر ما في قلوبنا من ألم وحسرة على فقد طاهر القلب والسريرة ورفاقه عهداً علينا أن كل ذلك الألم وتلك الحسرة ستتحول إلى حماس وغضب وثورة نترجمها أرقاماً على أرض الواقع وإن غداً لناظره قريب».
من جهته، خاطب المسؤول العسكري للمقاومة الإسلامية في العراق حركة النجباء، الولايات المتحدة الإرهابية، حسب وكالة «فارس» قائلاً: إن «قافلة الجهاد التي قادها الشهيدان العظيمان لن تتوقف برحيلهما لأن بوصلتها ثابتة نحو زوال قواعدكم الخبيثة ولقيطتكم إسرائيل»، مؤكداً أن دماء الشهيدين العظيمين قد أوقدت في قلوبنا ناراً لن تهدأ ولن تُطفأ إلا بعد أن نمرغ أنوفكم بالتراب.
وعيّن سماحة آية اللـه العظمى الإمام علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، العميد إسماعيل قاآني، قائداً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وذلك بعد استشهاد سليماني، داعياً جميع الكوادر في فيلق القدس إلى التعاون مع قاآني، مشدداً على أن الخطط هي ذاتها المعتمدة في عهد سليماني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن