ثقافة وفن

إن مشاركة ممثل عربي في أي عمل لا تجعله عربياً ولا يفقد العمل هويته … أمير برازي لـ«الوطـن»: العمل مع «الخطيب» ليس بالهيّن.. لأنه يعطي الممثل الحرية في تجسيد الشخصية

| سوسن صيداوي

فنان دمث الخلق،هو ممثل شاب يخوض التجارب المتنوعة بين الدراما مع السينما والانطلاق من مسرح الطفولة، كي يثبت أنه صاحب موهبة، وموهبته حقيقية رغم أنه لم يدرس التمثيل أو يتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية. الممثل أمير برازي يسعى لنيل الجماهيرية المحلية أولاً عبر مشاركاته في عدد من الأعمال نذكر منها: غرابيب سود، كوما، قناديل العشاق، أحمر، بقعة ضوء، عناية مشددة، وراء الشمس، أنا وأنت وأمي وأبي، ليليت السورية، حمرا طويلة. واليوم في حواره مع «الوطن» نسلط الضوء على مشاركته الأخيرة في مسلسل (حارس القدس) إخراج باسل الخطيب، من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، إلى جانب القدير رشيد عساف، ليزودنا ببعض التفاصيل، ولنذهب بالحديث حول السينما والمسرح والدراما العربية المشتركة. وفي المزيد نترككم مع الحوار:

لنبدأ حوارنا حول المشاركة بمسلسل (حارس القدس).. والبداية من الدور… كنت صرّحت حوله أنه دور كبير… هل تزوّدنا بالمزيد من التفاصيل؟

دوري في مسلسل (حارس القدس) هو دور رئيسي، بل يمكنني القول إنه دور محوري، بل دور كبير، لكوني أجسّد دور الأب (بطرس)، وهي شخصية دينية كانت موجودة مع المطران (كبوجي) أثناء عيشه في مدينة القدس المحتلة، وهذه المرحلة كانت حساسة ومحورية في حياة المطران، وبالطبع الأب (بطرس) شاهد على هذه الحقبة الزمنية المهمة.

وأيضاً هذه أول مشاركة لك مع المخرج باسل الخطيب.. كيف التعامل معه… وماذا اكتسبت من هذه التجربة؟

لم يكن العمل مع (الخطيب) والوقوف أمام كاميرته بالهيّن لكونها أول تجربة بالعمل معه، فهو مخرج ذكي، وكما نقولها بالعامية إنه (حرّيف) ولا يقبل الغلط على الإطلاق. ولابد أن أشير إلى أن هذه التجربة علمتني الكثير من الأمور المهنية، ومن أهمها التركيز جيداً داخل (السيت)، والتماهي مع الشخصية برؤية المخرج من وجهة نظره وبطريقة الممثل العفوية، بمعنى أن (الخطيب) يعطي الممثل كامل الصلاحية في عمله من حيث الإحساس والتفاعل مع الشخصية في تجسيدها، ولكن وفق منظوره هو، وهذا طبيعي فالمخرج على دراية تامة بما هو مطلوب من الممثل.

وأيضاً لابد من الحديث عن مشاركتك بالحضور إلى جانب قامات لها بصمتها في مقدرة الإمكانات والإبداع كالفنانين رشيد عساف وأمل عرفة.. لنقف هنا.. كيف تحاورت معهم وهل كان الحضور متعباً؟

برأيي ومن الناحية العملية يجب أن يكون الممثل مرناً ومطواعاً مثله مثل العجينة، سواء أكان يقف أمام نجوم كبار ولهم باع طويل في المهنة أم على العكس. وبطبيعة الحال أنا ممثل ومطلوب مني أن أكون جاهزاً أثناء التصوير بالشكل الصحيح والمهني. هذا وبالفعل أغلب مشاهدي مع القدير رشيد عساف، وبالطبع هذا الحضور ومن دون أدنى شك يمنحني حافزاً لأن أكون أكثر حرصا بعملي. ولابد لي من الإضافة بأن الأستاذ رشيد ممثل له تاريخ كبير وأنا سعيد جداً بالوقوف أمامه، إضافة إلى دماثته في التعامل مع الجميع، فهو رجل صاحب نكتة وابتسامته العريضة دائمة الحضور على وجهه، ما أضاف على التعامل والأداء أثناء التصوير الشكل الودي واللطيف.

هذا تعاملك الثالث مع المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. هناك ثقة متبادلة بالتعامل بين الجهتين وخصوصاً في تنفيذ مسلسل (حارس القدس) بعدما دارت إشكاليات كثيرة حول الإنتاج واختيار الممثلين…. إلخ… ما تعقيبك؟

في الحقيقة إشكالات الممثلين مع المؤسسة أمر لا يعنيني، فهو موضوع شخصي، ولكل رأيه وطريقة تعامله الخاصة، ولكن هنا بالإجابة عن هذا السؤل أستطيع القول وبوضوح تام، إن الأجور تكاد أن تكون مخجلة، ولكن وبالعموم أنا سعيد بهذا التعامل وبهذه التجربة المهمة مع المخرج باسل الخطيب.

في وقت سابق أبديت انزعاجك لحذف معظم مشاهدك، في فيلم «ليليت السورية» (سيناريو وإخراج غسان شميط)، لأي مدى هذا الأمر فيه من الظلم للممثل.. وكيف للفنان أن يدافع عن حقه.. وهل صيغة العقد كافية للحماية.. وماذا عن الرقابة من المؤسسة العامة للسينما.. ألم تأت بالموافقة قبل مباشرة عمليات التصوير؟

بالفعل هذا ما حصل معنا في فيلم «ليليت السورية» وفي الحقيقة تفاجأت أثناء عرضه، ولكن الأمر وقتها لم يقتصر على حذف عدد من مشاهدي ولم أكن أنا الممثل الوحيد بالحذف، وأضيف بأنه لا دخل للرقابة هنا، وما حصل بأن توقيت الفيلم بعد الانتهاء من جميع العمليات من مونتاج ومكساج، زاد عما يريده المخرج، ما تطلّب منه حذف مشاهد لي ولبعض الزملاء. وتابع ضاحكا: وأما حول الشق الأخر من السؤال حول الرقابة، فهذا الموضوع شائك وطويل ولا أود الخوض به في الوقت الحالي، وأحب أن أختم بالنسبة لمن يدافع عن حقوقنا، الفنان السوري لا أحد يحميه سوى اللـه سبحانه وتعالى.

حصد الفيلم السوري «حمرا طويلة» جائزتي أفضل فيلم قصير وأفضل إخراج في مهرجان نيويورك السينمائي الدولي.. برأيك ما شروط الولوج إلى العالمية وحصد التأييد والجوائز؟

كنت سعيداً بجائزة (حمرا طويلة) لمخرجه رامي محمد، الشاب الموهوب الذي يسعى دائماً للعمل حتى لو كان الإنتاج-كما في حمرا طويلة حسب ما أذكر-على حسابه الشخصي، وجاءت النتائج جيدة جداً وحصل على جوائز عالمية. أما بالنسبة لكلمة عالمية فأنا أعتبرها كلمة رنانة، وتحتاج لتحقيقها إلى توفيق من اللـه مع الحظ والاجتهاد، ويجب أن يكون الممثل عالمياً في بلده أولاً من حيث استحقاقه لجماهيرية واسعة، ومن ثم جماهيريته في الوطن العربي، لتأتي بعدها العالمية. والممثل السوري ممثل ذكي ويستطيع دوما اكتساب الفرص التي تصنفه دائماً في المقدمة.

شاركت بمسلسل (قناديل العشاق) لمخرجه سيف سبيعي.. المشاركة العربية ماذا تأخذ من الممثل المحلي وبرأيك هل تغنيه؟

أنا أعتبر جميع المسلسلات السورية هي مسلسلات عربية، وبرأيي مشاركة أي ممثل أو ممثلة لبنانية في المسلسل لا تعني بأن المسلسل أصبح عملا عربيا، هذا وأؤكد بأن الدراما السورية غزت العالم، ولكن بفترة الحرب أصابها التراجع، لكنها لم تتأثر رغم كل شيء وبقيت الدراما السورية بالمقدمة، وجميع الأعمال العربية المشتركة صنّاعها سوريون، سواء من حيث الإخراج أم النص أم النجوم الأبطال، إضافة إلى الفنيين. وبقي أن ألفت هنا إلى نقطة مهمة، لا توجد قواعد لعمل الممثل، فأنا قادر على السفر إلى الصين كي أشارك في تجربة جديدة ومهمة طالما أنها ستكسبني ما هو جديد في التميّز والحضور.

ماذا عن المسرح… ألا يستهويك؟

لا يوجد ممثل يمتلك موهبة حقيقية ولا يهوى المسرح… عملت في مسرح الطفل لمدة 5 أعوام وبشكل شبه يومي، وبالطبع هذا الحضور منحني ثقة كبيرة جداً بمواجهة الجمهور.. ولكن كي أكون شفافاً وصادقاً مع القرّاء لابد لي من الذكر:أولا أنا لست بخريج في المعهد العالي للفنون المسرحية. ثانياً موضوع المسرح والوقوف على الخشبة يحتاج إلى الاختصاص والعلم، لأن حاله مختلفة تماماً عن التلفزيون والسينما، ولكن هذا كله لا يمنع من أنه إذا أتيحت لي فرصة للمشاركة بعرض مسرحي، فسأقبل وسأقضي وقتا طويلا في التدريب والعمل لأكون جاهزاً لمواجهة الخشبة. وبمناسبة الحديث عن المسرح أحب أن أوّجه تحية للصديق المخرج عروة العربي، فأسلوبه الإخراجي من السهل الممتنع، وأتمنى أن أشاركه التمثيل في أحد عروضه القادمة.

في الختام.. باستثناء مسلسل (حارس القدس)… هل هناك من مشاركات أخرى للعام الجديد؟

نعم لعام 2020، أنا أشارك بمسلسل (الجوكر) إخراج جمال الظاهر، وفي مسلسل (صقار) البدوي لشعلان الدباس. وأيضاً لدي مشاركة في سلسلة عشارية الحلقات للمخرج علي علي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن