سورية

«واشنطن بوست» تؤكد أن بومبيو مهندس جريمة اغتيال سليماني … قانونيون ودبلوماسيون أميركيون سابقون: تهديد ترامب بالعدوان على إيران «لا أخلاقي»

| وكالات

بينما اعتبر قانونيون ودبلوماسيون أميركيون سابقون وشخصيات من المعارضة الديمقراطية، أن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن عدوان على مواقع ثقافية إيرانية «لا أخلاقي ومعارض للقيم الأميركية»، كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، أن وزير الخارجية مايك بومبيو هو من دفع باتجاه اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الشهيد الفريق قاسم سليماني.
وذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن الصحيفة نشرت تقريراً يسلط الضوء على دور بومبيو في قرار البيت الأبيض اغتيال سليماني، ونقلت فيه عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، تأكيدهم أن «قرار اغتيال سليماني جاء بإصرار بومبيو»، لافتة إلى أن بومبيو أجرى اتصالات متعددة مع الرئيس دونالد ترامب خلال الأيام السابقة لاغتيال سليماني.
وأشارت الصحيفة إلى أن التغيرات الأخيرة في فريق الأمن القومي الخاص بترامب ومخاوف الأخير من أنه يبدو متردداً في وجه إيران أتاحت لبومبيو فرصة للإصرار على الخطوات التي كان يؤيدها.
وأكد مسؤول أميركي بارز حسب الصحيفة، أن بومبيو تحدث لأول مرة مع ترامب عن إمكانية اغتيال سليماني قبل أشهر، غير أن ترامب ووزارة الدفاع الأميركية لم يكونا مستعدين حينئذ للمصادقة على مثل هذه العملية.
وتحدثت الصحيفة عن أن هذه الأجواء تغيرت إثر مقتل متعاقد أميركي من جراء هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أميركية في كركوك العراقية في 27 كانون الأول الماضي، مشيرة إلى أنه وبعد يومين من ذلك وصل بومبيو برفقة وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارك ميلي إلى منتجع مارالاغو التابع لترامب في فلوريدا كي يعرضوا عليه في موجز سري خيارات الرد المحتملة على الهجوم، بما فيها اغتيال سليماني.
ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن ترامب اختار بومبيو للدفاع عن قرار اغتيال سليماني أمام وسائل الإعلام والشركاء الأجانب في الأيام الأخيرة، ونقلت عن دبلوماسيين أوروبيين اثنين قولهما: إن وزير الخارجية الأميركي كان يتوقع أن يعرب الحلفاء الأجانب عن دعمهم للعملية على الرغم من أنها نفذت من دون التنسيق معهم.
وخلصت الصحيفة إلى أن اغتيال سليماني سيجلب عواقب وخيمة، ما سيلحق ضربة موجعة بتطلعات بومبيو السياسية.
في سياق متصل، أشارت وكالة «أ ف ب» إلى أن ترامب توعد مجدداً مساء الأحد بضرب مواقع ثقافية في إيران، رغم التنديد الذي أثارته تهديداته السابقة سواء في إيران أو في الولايات المتحدة نفسها حيث ارتفعت أصوات تتهمه بالتحضير لارتكاب «جريمة حرب»، ما جعل بومبيو يقضي صبيحة أمس في كبرى الشبكات التلفزيونية الأميركية وهو يزعم أن الولايات المتحدة ستحترم «القانون الدولي» في حال وجهت ضربات إلى إيران.
ولفتت الوكالة إلى أن قانونيين ودبلوماسيين سابقين وشخصيات من المعارضة الديمقراطية في الولايات المتحدة حذروا من تنفيذ ترامب لتهديداته.
ونقلت الوكالة عن السفير الأميركي السابق لدى «الناتو» نيكولاس بيرنز قوله: إن تهديد ترامب «لا أخلاقي ومعارض للقيم الأميركية».
ولفتت الوكالة إلى أن البعض شبّه هذه التهديدات بإقدام حركة طالبان على تدمير تماثيل بوذا العملاقة في باميان بأفغانستان في آذار 2001.
وأشارت الوكالة إلى أن السيناتورة إليزابيث وارن التي تحتل موقعاً متقدماً في حملة الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لتعيين مرشح الحزب للبيت الأبيض، ردت مباشرة على تغريدة ترامب فكتبت على «تويتر»: «تهدد بارتكاب جرائم حرب. لسنا في حرب مع إيران. الأميركيون لا يريدون حرباً مع إيران»، في حين كتب كولين كال المستشار السابق في المسائل الأمنية لنائب الرئيس الديمقراطي جو بايدن «يبدو لي من الصعب أن أصدق أن «البنتاغون» حددت لترامب أهدافاً تتضمن مواقع ثقافية إيرانية».
وأضاف: «قد لا يكون ترامب يكترث لقوانين الحرب، لكن المسؤولين والمحامين (في وزارة الدفاع) يكترثون… والواقع أن استهداف مواقع ثقافية يشكل جريمة حرب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن