رياضة

رياضة الدير على شفير حفرة.. غربة قاتلة وملفات كبيرة تنتظر القيادة الجديدة … الفتوة يضع الأوكسجين واليقظة في غرفة العمليات

| شادي علوش

قطع رجال اليقظة نصف مشوارهم في دوري الدرجة الأولى بنتائج خيبت آمال المحبين والمتابعين، واقترب الفتوة من إنجاز نصف المشوار أيضاً في الممتاز بحال مشابهة لجاره وتوءمه.. وقيادة رياضية جديدة لفرع الدير ووعود تنتظر التنفيذ.
هذه هي العناوين العريضة لواقع الحال الكروي الديري في خضم منافسات شاقة بموسم كروي يأمل فيه الشطر الأزرق بتجاوز محنة النتائج السلبية والترتيب المتأخر للبقاء بين الكبار، ويسعى فيه الشطر الأخضر لتحقيق حلم الصعود والعودة للدوري الممتاز بعد عقد ونصف من آخر ظهور فيه.
وفي الوقت الذي يكافح فيه الناديان كروياً تأتي قيادة جديدة لفرع الاتحاد الرياضي الديري ومن أولى المسؤوليات التي تنتظرها إنجاز الملف الأهم عودة ملعب المدينة للخدمة ووضع حد لغربة قاسية عانى منها ناديا المدينة بعد أن اقتربت من إنجاز عامها التاسع.

ملفات شائكة تنتظر الحل

جاء الفوز الأخير لأزرق الدير على النواعير بمثابة بداية للخروج من مأزق عميق كاد أن يودي بالنادي نحو مصير مجهول ليتم بعد ذلك التقاط شيء من الأنفاس المساعدة لاستكمال المشوار.
أداء غير مطمئن ومشاكل فنية بالجملة وتغييرات عديدة طالت الجهاز الفني للفريق، هذه كانت العناوين العريضة لمشوار الفتوة في الدوري الممتاز بعد عشر مراحل جمع خلالها الفريق تسع نقاط حصيلة الفوز مرتين والتعادل ثلاث مرات والخسارة في خمس مناسبات.

الأداء دون المتوسط الذي ظهر عليه الفريق في أغلبية مبارياته أثار إشارات الاستفهام حول نوعية بعض التعاقدات التي قام بها النادي قبل الدوري التي أثبتت عدم جدواها وفائدتها الفنية مقابل الاستغناء عن خدمات العديد من الأساسيين الذين ساهموا بصعود الفريق في الموسم الماضي لتأتي المشاكل الشخصية لبعض اللاعبين والمتعلقة بمطالبات مادية أو ظروف خاصة كي تزيد الطين بلة ولتتبعها الحالة السلبية بعدم متابعة العمل من أغلبية أعضاء الإدارة باستثناء رئيس النادي ومعه عضوان فقط ولتأتي الخاتمة بكثرة التغييرات الفنية لمدربي الفريق والتي وصلت إلى أربعة حتى الآن.
هذه المشاكل جعلت الأيادي توضع على القلوب قلقاً على مصير النادي ولولا نقاط مباراة النواعير لازداد الوضع سوءاً إلى درجة كبيرة.
ما بعد النواعير استقرت الأحوال قليلاً مع قرار الثبات على المدرب ياسر المصطفى وتدعيم الفريق ببعض العناصر الخبيرة كعلي غليوم وعبد اللـه جمعة والشاب ضياء البرازي وإدخال الفريق في معسكر مغلق لمدة عشرة أيام لرفع الجاهزية الفنية والبدنية قبل معاودة المنافسات.

الارتياح سيطر في الفترة الأخيرة على نفوس المتابعين والعاملين ضمن النادي مع التزام الإدارة المالي وقيامها بتسديد المستحقات المتأخرة ومكافآت الفوز على النواعير دون أن يخلو الأمر من بعض المنغصات كغياب اللاعبين أحمد كلزي وحازم جبارة عن التدريبات وقرار الإدارة بإيقاف عقديهما لعدم الالتزام، ولكن بالمجمل يبدو أن الأمور تسير نحو الاستقرار رغم انتظار الفريق لثلاث مباريات بالغة الصعوبة في نهاية مشوار الذهاب أمام كل من تشرين والوحدة والجيش توالياً..
على الورق يبدو وضع الفتوة صعباً للغاية في مواجهاته الثلاث القادمة ولكن تفاؤل المدرب الجديد للفريق ورهانه على حس اللاعبين وإدراكهم للمسؤولية قد يؤديان إلى نتيجة إيجابية واحدة على الأقل تعطي دفعاً معنوياً قبل الإياب.

بدايات مثالية ونهايات مريبة

حير رجال اليقظة جماهيره ومحبيه بعد بداية مثالية في التحضيرات لانطلاق الموسم وتعاقدات كبيرة ومبالغ مالية لم يتم دفع نصفها طيلة تاريخ مشاركات النادي في الدوري السوري بمختلف درجاته.

أشد المتشائمين بأخضر الدير لم يتوقع له ذلك التراجع الذي حدث خلال رحلة ذهاب دوري الدرجة الأولى بعد أداء مثالي وأجواء متفائلة في مرحلة التحضيرات وبداية صاروخية بفوز كبير على الكسوة ليأتي بعد ذلك التراجع المريب أداء ونتائج ولينتهي المطاف بحصيلة فوزين وثلاث هزائم وضعت الفريق في المرتبة الرابعة، فكان من الطبيعي تقديم المدرب عماد دحبور لاستقالته وتعيين أحمد جلاد بديلاً قبل العودة لمنافسات الإياب التي سيكون اليقظة مطالباً فيها بتحقيق الفوز ولا شيء سواه إذا ما أراد الاستمرار بطريق تحقيق شعار جماهيره وإدارته بالعودة للدوري الممتاز.

ما حدث مع رجال اليقظة أرجعه الخبراء لعدم نوعية التعاقدات والاعتماد على الكم والأسماء أكثر من الالتفات لما يخدم مصلحة الفريق ورغم السخاء الكبير لإدارة النادي إلا أن حسابات الحقل الفني لم تنطبق على حسابات البيدر حتى الآن ولا يزال الفريق يعاني عقدة التهديف والارتباك الدفاعي الذي ساهم بخسارة نقاط مباراتين على الأقل.
المدرب جلاد وفور توليه المسؤولية باشر بعلاج الكثير من الأخطاء الفنية البدنية والتكتيكية عن طريق التدريبات المكثفة والمباريات الودية وحسب تصريح أخير له أن الأمور الفنية تحسنت قليلاً وأن الأنظار متجهة الآن نحو مباراة الكسوة والتي ستكون مباراة الموسم بأكمله وستحدد المسار الأخير للفريق ما بين فتح أبواب المنافسة على مصراعيها أو الاستكانة لنتائج بعض الأخطاء الفردية التي كانت الأغلبية تظن أنها غير مؤثرة.

فرع الدير أمام الامتحان

أفرز مؤتمر فرع الدير مؤخراً تشكيل قيادة جديدة برئاسة الرئيس المكلف سابقاً حسين المزيد وعضوية ستة أشخاص يمارسون العمل في هذا الموقع للمرة الأولى وسط ظروف عصيبة تعيشها الرياضة الديرية على جميع الأصعدة ليجد الفرع الجديد نفسه مطالباً في اليوم التالي لانتخابه بإنجاز ثلاثة ملفات بالغة التعقيد.

أولها المنتظرة تجهيز ملعب الدير لعودة أندية المدينة إليه والخلاص من الغربة وتبعاتها الباهظة نفسياً ومالياً، إنجاز الملعب يسير ببطء شديد والانتقادات والمطالبات تزداد يوماً إثر يوم دون أي مستجد حقيقي على الساحة حتى اللحظة.
ثانيها استثمار منشآت اليقظة والفتوة كسبيل للخلاص من عقدة العوز المادي المزمنة ويبدو أن هذا الملف سيستغرق وقتاً طويلاً ولكن المانع منفي هنا إذا تمت البداية بالسرعة المطلوبة.

ثالث الملفات دراسة وضع الناديين الإداري وإجراء بعض التعديلات التي باتت مطلوبة بقوة بعد الترهل الشديد الذي أصاب العمل وظهور تواجد بعض الأشخاص في الإدارتين لمصالح خاصة بهم.

ثلاثة ملفات ستحدد المسار الحقيقي لعمل الفرع الجديد ولرياضة الدير بالمجمل.. فهل سيستطيع الفرع إنجازها أو على الأقل البدء بها أم إن الآمال ستخيب كالعادة؟! هذا ما ستقرره الأيام القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن