عربي ودولي

بعد التدخل العسكري التركي في أراضيها … ليبيا مبعث القلق لدى الدول العربية والأجنبية

| رويترز – روسيا اليوم - أ ف ب– سانا

قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أمس: إن ليبيا تشكل خطراً أمنياً على أوروبا يتعين على الاتحاد الأوروبي التعامل معه، وذلك بعد لقائه نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وأضاف دي مايو للصحفيين لدى مغادرته مقر الاجتماع «تشكل ليبيا في الوقت الحالي خطراً على أوروبا فيما يتعلق بالهجرة وكذلك الإرهاب».
وتابع قائلاً: «كان من المفترض عقد هذا الاجتماع في ليبيا لكن الوضع الأمني هناك لم يسمح بذلك. سيُحدّث الاتحاد الأوروبي إستراتيجياته بشأن ليبيا اعتباراً من الغد (الأربعاء)».
بدورها أعلنت الرئاسة التونسية، رفض أي تدخل أجنبي في ليبيا بما فيه التدخل التركي.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة رشيدة النيف: إن «تونس ترفض بشكل قاطع استخدام أراضيها من قبل أي طرف للتدخل في الصراع الليبي.
من جهته أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ثبات موقف بلاده الرافض لكافة أنواع التدخل الأجنبي في ليبيا، داعياً المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى فرض وقف إطلاق النار والعودة لطاولة الحوار.
وشدد تبون، على أن الجزائر «تدعو المجموعة الدولية، إلى تحمل مسؤولياتها في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا، وتناشد الأطراف المتنازعة إنهاء التصعيد».
وأضاف: «ندعو جميع الأطراف الخارجية إلى العمل على وقف تغذية هذا التصعيد والكف عن تزويد الأطراف المتقاتلة بالدعم العسكري المادي والبشري، ونطالب باحترام الشرعية الدولية لتسهيل استئناف الحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة».
وجدد تبون حرصه على «النأي بالمنطقة عن التدخلات الأجنبية لما في ذلك من تهديد لمصالح شعوب المنطقة ووحدة دولها ومس بالأمن والسلم في المنطقة وفي العالم».
وندد بأعمال العنف، وآخرها الهجوم على الكلية العسكرية بطرابلس الذي راح ضحيته 30 طالباً.
كما عبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء التصعيد في ليبيا ودعا إلى إنهاء التدخل الخارجي في البلاد.
من جانبه، دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، الدول الخارجية إلى وقف التدخل لدى طرفي الصراع الليبي.
وقال سلامة: «إن دولاً كثيرة للغاية تتدخل في شؤون ذلك البلد.. ابقوا بعيداً عن ليبيا».
وكانت السعودية أعربت عن رفضها وإدانتها لما وصفته بـ«التصعيد التركي الأخير في الشأن الليبي»، منددة بموافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وفي بيان لها وصفت الخارجية السعودية هذه الخطوة بأنها «انتهاك لقرارات مجلس الأمن الصادرة بشأن ليبيا وتقويض للجهود الأممية الرامية لحل الأزمة الليبية ومخالفة للموقف العربي الذي تبناه مجلس جامعة الدول العربية في 31 كانون الأول 2019».
وأكد البيان أن «هذا التصعيد التركي يشكل تهديدا للأمن والاستقرار في ليبيا وتهديداً للأمن العربي والأمن الإقليمي.. كونه تدخلاً في الشأن الداخلي لدولة عربية في مخالفة سافرة للمبادئ والمواثيق الدولية».
في هذه الأثناء قالت القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية إنها انسحبت من مدينة سرت الإستراتيجية الساحلية «لتجنب إراقة الدماء» بعد سيطرة قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر عليها في هجوم خاطف.
ومن شأن السيطرة على سرت أن تمنح حفتر مكسبا مهما. ويشن حفتر منذ نيسان هجوماً على العاصمة طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني في محاولة لتوسعة سيطرته على الأراضي في أرجاء البلاد.
وتقع سرت إلى الغرب مباشرة من الهلال النفطي الليبي وهو قطاع من الساحل تقع فيه عدة موانئ لتصدير النفط تسيطر قوات حفتر عليها كما تتمتع بموقع إستراتيجي على طرق إمداد بين شرق وغرب وجنوب ليبيا.
وقالت قوة حماية وتأمين سرت المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني في بيان «اتخذت قواتنا بعد تدارس الموقف قراراً بالانسحاب إلى خارج سرت، ثم انتظار الأوامر».
وأضاف البيان: «قواتنا ما زالت تحتفظ بكامل مقدراتها، وانسحابنا من سرت ليس النهاية».
وقالت قوات الجيش الوطني الليبي الإثنين إنها سيطرت على سرت في تقدم خاطف سبقته ضربات جوية.
وقالت قوات حماية وتأمين سرت إنها انسحبت «مع الأخذ في الحسبان حفظ دماء المدنيين وحفظ شبابنا في القوة» في سرت. وأضافت إن القوات المهاجمة تلقت دعماً من «خلايا نائمة» في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 120 ألف نسمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن