سورية

المقداد قدم التعازي في السفارة: أرواح ودماء الشهداء هي السبيل إلى التحرّر الناجز … القائم بالأعمال لـ«الوطن»: القوات الأميركية ستخرج بسواعد الشجعان العراقيين

| موفق محمد

قدم نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أمس، تعازي الوزارة إلى السفارة العراقية في دمشق، باستشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني ورفاقهما، في حين شددت القائم بالأعمال المؤقت في السفارة نيران هاشم النعيمي على أنه سيتم إخراج القوات الأميركية من العراق «بسواعد الشجعان العراقيين»، وأكدت أن أميركا هي من «جلب الإرهاب» إلى البلاد. واعتبرت أن عملية اغتيال سليماني والمهندس ورفاقهما تندرج في سياق «الإرهاب والجرائم الدولية التي حرمها القانون» الدولي.
وقالت الصفحة الرسمية للوزارة على موقع «فيسبوك»، إن المقداد قدم تعازي وزارة الخارجية والمغتربين والعاملين فيها من دبلوماسيين وإداريين إلى السفارة العراقية في دمشق، لافتة إلى أنه ولدى وصوله إلى السفارة كان في استقباله القائم بأعمال السفارة العراقية نيران هاشم النعيمي.
وكتب المقداد في سجل التعازي كلمة نقل فيها التعازي الحارة إلى الشعب العراقي وإلى القيادة العراقية باستشهاد هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم ودماءهم لكي يكون العراق حراً ومستقلاً وذا سيادة.
وأدان المقداد بأشد العبارات الجريمة الإرهابية التي ارتكبها رئيس الإدارة الأميركية على أرض العراق في تحدٍّ صارخ لسيادة هذا البلد العربي الشقيق.
وأشاد بالتضحيات التي قدمها الشهيد المهندس من أجل أن يحيا العراق وأن يكون بلداً سيداً مستقلاً، معبراً عن دعم سورية لقرار مجلس النواب العراقي بإنهاء تواجد قوات الاحتلال الأميركي على أرضه لأن الهدف الأساسي لهذا التواجد هو الإضرار بالمصالح الوطنية والقومية لكل من سورية والعراق.
وفي نهاية كلمته وجه المقداد التعازي للقيادة العراقية ولشعب العراق ولأهالي الشهيد قائلاً: إن أرواحهم ودماءهم التي ضحوا بها هي السبيل إلى تحرّر العراق الناجز وتحقيق نهضته كبلد عربي موحد وقادر على مواجهة التحديات التي يتعرض لها.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، على هامش مجلس العزاء، قالت النعيمي في ردها على سؤال حول كيف يمكن أن تنعكس عملية الاغتيال على مستقبل العراق: إن «مستقبل العراق باهر وزاهر بوجود رجال أشاوس أقوياء وشجعان يؤكدون التزامهم على طريق المقاومة، وإن الشهادة هي خير هدية يعطينا إياها اللـه ونكسبها».
وأضافت: «طريق النصر موعود لأننا ملتزمون بمبادئ الإنسانية ورفض استخدام القوة وسنحافظ على السيادة الوطنية للعراق».
ولفتت النعيمي إلى أن «العراق تعود على مؤامرات الامبريالية والاستعمار من صهاينة وأميركيين، والتي تحاك علينا منذ عقود من الزمن، ولكن أبى شعب العراق وحكومة العراق وجيش العراق (الرضوخ) لهذه المؤامرات، ولذلك نحن مستمرون بهذه المقاومة التي طالما أنها موجودة فإن سيادة العراق محفوظة ومستقبل العراق زاهر».
واعتبرت القائم بالأعمال المؤقت في السفارة العراقية، أن عملية اغتيال سليماني والمهندس ورفاقهما التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية تأتي في سياق «الإرهاب والجرائم الدولية التي حرمها القانون» الدولي.
وشددت النعيمي على أن «جميع المواثيق الدولية منعت استخدام القوة»، وأضافت «هكذا لا تعالج الأمور بالجرائم والقتل. لا يمكن معالجة الأمور بسفك الدماء، إنما بالحوار والتعاون وفتح المجال لشتى أنواع الحوار».
وتابعت: «لا يمكن أن تحل الأمور بالقتل والدمار، فالحياة يجب أن تستمر وأن نبني، فنحن بناة ولسنا مدمرين، هؤلاء (الأميركيون) هم المدمرون وهم المخربون، وهم الذين جلبوا لنا تنظيم داعش. هم الذين جلبوا لنا الإرهاب، أما شهداؤنا فهم ذهبوا في عليين إن شاء اللـه لأنهم ضحوا بحياتهم في مقاومة الإرهاب الذي جلبه لنا الامبرياليون».
ورداً على سؤال، حول رسالة قائد قوة المهام الأميركية في العراق وليام سيلي الثالث التي ابلغ فيها الجيش العراقي بخطة أميركا للانسحاب، ومن ثم نفي وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر ذلك، قالت النعيمي: «مجلس النواب العراقي صوت بالأغلبية الساحقة على إخراج الوجود الأميركي من العراق، وهذا الأمر موقوف الآن على قرار من الحكومة العراقية التي ستصدر هذا القرار وسوف يكون نافذ المفعول بعد مرور سنة استناداً إلى الاتفاقية» الأمنية مع أميركا.
وإن كان سيتم إخراج القوات الأميركية من العراق فعلاً، قالت القائم بالأعمال المؤقت في السفارة العراقية: «إن شاء الله.. إن شاء اللـه بسواعد الشجعان العراقيين سيخرج الأميركيون».
وإضافة إلى المقداد ومسؤولين سوريين آخرين، أمّ مجلس العزاء الذي تم افتتاحه أمس ويستمر حتى اليوم حشود غفيرة من المعزين بينهم شخصيات سياسية وفكرية وثقافية وعلماء ورجال دين والعديد من الضباط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن