سورية

الرئيس الروسي في دمشق ويتجول مع رئيس الجمهورية فيها ويعقدان عدة اجتماعات قبل توجهه إلى اسطنبول … الرئيسان الأسد وبوتين يناقشان خطط استكمال القضاء على الإرهاب والأوضاع في شمال شرق سورية وسبل دعم المسار السياسي

| الوطن – وكالات

فيما يمكن اعتباره رسائل سياسية بالغة الوضوح لكل الدول والتنظيمات التي عملت على إسقاط الدولة السورية، بأن رهاناتها على تحقيق ذلك فشلت، حط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في دمشق في زيارة مفاجئة، التقى خلالها الرئيس بشار الأسد وعقدا عدة اجتماعات وتجولا في المدينة.
صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية على موقع «فيسبوك» وبعد ظهر أمس، أعلنت أن الرئيس الروسي وصل دمشق في زيارة التقى خلالها الرئيس الأسد في مقر تجميع القوات الروسية في دمشق، بالترافق مع تحليق عدة حوامات في سماء العاصمة التي شوهد فيها منطاد كبير.
وهذه الزيارة هي الأولى للرئيس الروسي إلى العاصمة دمشق منذ شن الحرب الإرهابية على سورية قبل نحو تسع سنوات من قبل دول غربية وإقليمية استخدمت فيها أدوات إرهابية من شتى أصقاع العالم بهدف تدمير الدولة السورية.
وتأتي الزيارة في وقت تمكن فيه الجيش العربي السورية بمساندة روسيا وإيران وقوى المقاومة من استعادة السيطرة على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار إليها.
بدورها وكالة «سانا»، ذكرت أن الرئيس بوتين وصل إلى مطار دمشق الدولي في زيارة إلى سورية، حيث عقد الرئيسان الأسد وبوتين اجتماعاً في مقر تجميع القوات الروسية بدمشق واستمعا إلى عرض موسع لتقارير عسكرية بحضور وزيري دفاع البلدين.
وقدم الرئيس بوتين التهاني والتبريكات للقوات الروسية العاملة في سورية بمناسبة عيد الميلاد المجيد وهنأهم على أداء واجباتهم إلى جانب زملائهم من الضباط والجنود السوريين والتي أثمرت دحراً للإرهاب وعودةً للأمن والاستقرار إلى الكثير من المناطق السورية ومنها دمشق التي عبر الرئيس بوتين عن سروره بمظاهر الحياة والأمان التي شاهدها فيها خلال طريقه من مطار دمشق الدولي.
كما هنأ الرئيس الأسد الضباط والعسكريين الروس بمناسبة الميلاد وأعرب عن تقديره وتقدير الشعب السوري لما حققوه من إنجازات كبيرة خلال الأعوام الماضية ولما قدموه من تضحيات إلى جانب أقرانهم من أبطال الجيش العربي السوري مؤكدين بذلك على الإرث النضالي والأخلاقي والإنساني الذي ورثوه عن أجدادهم الذين قارعوا النازية وانتصروا عليها قبل عقود.
بعد ذلك ناقش الرئيسان الأسد وبوتين في اجتماعين أحدهما مغلق التطورات الأخيرة في المنطقة وخطط استكمال الجهود المشتركة للقضاء على الإرهاب الذي يهدد أمن وسلامة المواطنين السوريين في إدلب.
وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع والإجراءات التي تقوم بها تركيا في شمال شرق سورية إضافة إلى سبل دعم المسار السياسي وتهيئة الظروف المناسبة له بما يزيل العقبات التي توضع في وجهه ويثبت الإنجازات التي تحققت عبر الجهود السورية الروسية المشتركة في مكافحة الإرهاب.
وأكد الرئيسان الأسد وبوتين أن الهدف الأساسي من المسار السياسي هو عودة الاستقرار والأمان إلى جميع المناطق السورية وتحقيق مصالح الشعب السوري في الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها بما يدفع باتجاه توفير بيئة اقتصادية أفضل للانطلاق بعملية إعادة الإعمار.
ووفق وكالة «أ ف ب» نقلت وكالات أنباء روسية عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: «خلال محادثاته مع (الرئيس) الأسد، لفت بوتين إلى أنه اليوم، يمكن القول بثقة إنه تمّ اجتياز طريق هائل نحو إعادة ترسيخ الدولة السورية ووحدة أراضيها».
كما جال الرئيسان، حسب «سانا» في العاصمة دمشق وزارا الجامع الأموي الكبير وضريح النبي يحيى عليه السلام (القديس يوحنا المعمدان) فيه وقدم بوتين نسخة تاريخية من القرآن الكريم تعود للقرن السابع عشر هدية للجامع وسجل كلمة في سجل الزوار.
وختم الرئيسان الأسد وبوتين جولتهما في دمشق بزيارة إلى الكاتدرائية المريمية حيث هنأ الرئيس بوتين القائمين على الكنيسة بمناسبة عيد الميلاد المجيد وقدم لهم أيقونة للسيدة العذراء عليها السلام وأضاء الرئيسان شموعاً ليعم السلام والأمان في سورية.
وفي نهاية الجولة اختتم بوتين زيارته لسورية حيث ودعه الرئيس الأسد على أرض مطار دمشق الدولي، متجها إلى اسطنبول.
وسبق للرئيس الروسي أن زار سورية في كانون الأول 2017، حيث اقتصرت زيارته حينها على قاعدة حميميم بريف اللاذقية، في حين قام الرئيس الأسد بزيارة إلى موسكو في تشرين الأول 2015.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن