سورية

مجلس الأمن يمدّد قراره إدخال المساعدات لـ6 أشهر وعبر معبرين فقط … الجعفري: تحسين الوضع الإنساني في سورية يتطلب دعم جهود الدولة

| وكالات

أكدت دمشق أن تحسين الوضع الإنساني في سورية يتطلب دعم جهود الدولة ورفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب عن الشعب السوري وعدم عرقلة عملية إعادة الإعمار، وذلك عقب رضوخ الدول الغربية للمطلب الروسي وتبني مجلس الأمن الدولي قراراً بتمديد سريان قراره الخاص بإدخال مساعدات إنسانية إلى سورية لمدة ستة أشهر وعبر معبرين فقط.
وذكرت وكالة «أ ف ب»، أنه بعد سلسلة من التنازلات من دول غربيّة منذ أواخر كانون الأول، تمّت المصادقة في مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي على تمديد تسليم المساعدات بأغلبية 11 صوتًا وامتناع روسيا والصين والولايات المتّحدة وبريطانيا عن التّصويت.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في بيان عقب التصويت على مشروع القرار، وفق وكالة «سانا»، أن سورية بذلت منذ بداية الحرب الإرهابية عليها قصارى جهدها لضمان استمرار توفير الخدمات الأساسية وتقديم المساعدات الإنسانية والدعم لجميع مواطنيها دون تمييز، مشدداً على أن تحسين الوضع الإنساني فيها يتطلب دعم جهود الدولة ورفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على شعبها.
وأوضح الجعفري، أنه مقابل جهود الدولة السورية المدعومة من حلفائها المؤمنين بمبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق، أبى ممثلو الدول الغربية في مجلس الأمن إلا أن يمعنوا في انتهاك أحكام الميثاق من خلال استخدامهم منبر المجلس للإساءة للدولة السورية وإطالة أمد الأزمة فيها وعرقلة حلها.
وبين الجعفري، أن ما يدعو للاستهجان انحياز مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» التام واتخاذه موقف الشريك لدول غربية في استعداء سورية.
وأكد الجعفري، أن القائمين على «أوتشا» وعلى آلية الرصد الأممية، عجزوا عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها من المدنيين السوريين وعدم وقوعها بأيدي التنظيمات الإرهابية، وعن تقديم إيضاحات كافية حول ماهية ما يسمى «الشركاء والشركات المستقلة من طرف ثالث» الشريكة لهم رغم مطالبات سورية الرسمية المتكررة في هذا الشأن.
وأكد الجعفري افتضاح الحقائق المرتبطة بالدعم غير المحدود الذي وفرته حكومات دول معروفة للإرهاب واستخدامها المعابر الحدودية التي لا تسيطر عليها الدولة السورية لضمان استمرار وصول إمداداتها من مال وسلاح بما في ذلك الأسلحة الكيميائية للتنظيمات الإرهابية ولتهريب ما تنهبه من نفط وآثار ومقتنيات سورية.
وشدد الجعفري على أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يستمد مقومات استمراره في محافظة إدلب التي يسيطر عليها من مواصلة دعم النظام التركي المارق له عبر غرفة عمليات في مدينة غازي عنتاب ومن سيطرته على المعابر الحدودية مع تركيا وما يرد عبرها من مال وسلاح ومساعدات.
وأكد الجعفري، أن تحسين الوضع الإنساني في سورية يتطلب دعم جهود الدولة ورفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والكف عن محاولات عرقلة عملية إعادة الإعمار وتحقيق التعافي والمساعدة في عودة المهجرين إلى بلدهم.
على خط مواز، أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن ترحيب بلاده بقرار مجلس الأمن الدولي حول تمديد آلية تسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية.
وقال، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن الاقتراح الذي تم التصويت عليه لا يختلف عن الاقتراح الروسي الذي تم تقديمه في وقت سابق، وكان من الممكن الموافقة عليه في كانون الأول الماضي، إلا أن روسيا وشركاءها الغربيين لم يتفقوا آنذاك.
وفي 20 كانون الأول الماضي، انتهى اجتماع مجلس الأمن على خلافٍ بين أعضائه الخمسة عشر بعد «فيتو» مزدوج من جانب الصين وروسيا اللتين رفضتا اقتراحا أوروبياً يقضي بتمديد عمليّة تسليم المساعدات لمدّة عام عبرَ ثلاث نقاط دخول، اثنتين في تركيا وواحدة في العراق.
حينذاك، قدّمت روسيا نصاً لم يحصل على أغلبية الأصوات التسعة اللازمة من أصل خمسة عشر لكي يتمّ اعتماده.
ولم ينصّ الاقتراح الروسي سوى على نقطتَي دخول مِن الحدود التركيّة، وعلى تفويضٍ محدّد لمدّة ستّة أشهر، وتقع نقطتا العبور مع تركيا في باب السلام وباب الهوى.
وقال عدد من الدبلوماسيّين، وفق «أ ف ب»: إن الأمر مع روسيا «معقَّد»، مشيرين إلى المفاوضات المكثّفة التي جرت في كانون الأول وتلك التي جرت على مدى أسبوع مؤخراً، وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين: إن الروس «في موقع قوّة» ويعتبرون أن التفويض عبر الحدود هو «اعتداء على السيادة، وهذا واقع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن