سورية

مباحثات سورية إيرانية في طهران تناولت أهم القضايا الثنائية والإقليمية … خميس: الأحداث تتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون لمواجهة المؤامرات والعقوبات … جهانغيري يؤكد مواصلة بلاده دعم سورية حكومة وشعباً من أجل إرساء الاستقرار والهدوء فيها

| الوطن - وكالات

بدأ الوفد الحكومي أمس برنامج زيارته إلى طهران التي حملت عنوان «التضامن مع إيران قيادة وحكومة وشعباً»، بجلسة مباحثات ترأسها رئيس مجلس الوزراء عماد خميس والنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري وتناولت العلاقات الثنائية بين سورية وإيران وأهم القضايا الثنائية والإقليمية.
صفحة وزارة الخارجية والمغتربين على موقع «فيسبوك»، ذكرت أنه في مستهل المباحثات في القصر الجمهوري بمجمع سعد أباد الثقافي الرئاسي في طهران بمشاركة أعضاء الوفد الحكومي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ووزير الدفاع العماد علي أيوب، ومن الجانب الإيراني وزير الطرق وبناء المدن محمد إسلامي ووزير الدفاع العميد أمير حاتمي قدم خميس والوفد الحكومي واجب العزاء والتضامن مع إيران حكومة وشعبا باستشهاد الفريق قاسم سليماني.
ونوه خميس بعمق العلاقات المتجذرة بين البلدين، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في مرحلة تواجه فيها إيران فصلاً جديداً من فصول الحرب عليها وعلى المنطقة باستشهاد الفريق سليماني، ومؤكداً تضامن سورية الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعم حقها بالدفاع عن نفسها والتصدي لأي مؤامرة كانت وهي قادرة على تخطي هذه المحنة.
وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والتحولات الإقليمية والدولية ومواضيع ذات اهتمام مشترك، حيث أكد خميس على تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات المشتركة لمواجهة المؤامرات والعقوبات الجائرة على كلا البلدين ولاسيما في ظل تطورات الأحداث التي تتطلب المزيد من التنسيق والتعاون.
من جانبه أشار جهانغيري إلى أن المنطقة تعاني عدم الاستقرار نتيجة التدخلات الأجنبية، مؤكداً مواصلة التنسيق والتشاور مع سورية حتى عودة السيادة السورية على كامل أراضيها وتطهيرها من الإرهاب.
وشدد الجانبان على استمرار العمل والتنسيق في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وبما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة.
بدورها، نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن جهانغيري تأكيده خلال المباحثات أن الانتقام الحقيقي من الأعمال الاجرامية وغير القانونية الأميركية وعلى رأسها اغتيال الفريق سليماني هو خروج القوات الأميركية من المنطقة، معتبرا أنه لحسن الحظ أن البرلمان العراقي اتخذ قراراً جيداً جداً بشأن إخراج القوات الأميركية من هذا البلد، معربا عن أمله أن يُتخذ هذا القرار في باقي الدول الإسلامية في المنطقة.
وأكد جهانغيري أن بلاده ستبقى كما السابق إلى جانب سورية حكومة وشعباً وستواصل دعمها لها، وقال: إن «إيران ستدعم استقلال الأراضي السورية وسيادة هذا البلد من أجل إرساء الاستقرار والهدوء، ونأمل تسوية أزمة إدلب بشكل مناسب وأن تعم سيادة دمشق على جميع الأراضي السورية».
وثمن جهانغيري تقديم الرئيس بشار الأسد أعلى وسام في سورية لمقام الشهيد سليماني، مشيراً إلى رغبة طهران بتعزيز علاقتها وتعاونها الاقتصادي مع دمشق، ومؤكدا ضرورة متابعة وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة خلال زيارته الأخيرة إلى سورية.
وأكد، أن الشركات الإيرانية ترغب كثيراً بالمشاركة الفاعلة في عملية إعادة الإعمار في سورية، «والآن حيث تم الانتهاء من التنسيقات والتوافقات لإعادة إعمار سورية فإننا نأمل أن نشهد في عام 2020 أموراً إيجابية ونتائج جيدة في هذا المجال».
وأشار جهانغيري إلى بدء مسيرة التعاون المصرفي بين إيران وسورية وأضاف: إنه «علينا الإسراع بعملية التعاون البنكي بين البلدين لأن العلاقات البنكية هي الضرورة الأساسية للتعاون الاقتصادي بين الجانبين».
وأوضح، أنه بغية تطوير العلاقات الاقتصادية ورفع مستوى التعاون بين البلدين، ينبغي المتابعة السريعة لاتفاقيات التعاون الإستراتيجي بعيد الأمد الموقعة بين الجانبين وانجاز مراحلها القانونية كي نشهد تفعيلها وتنفيذها.
وأعرب جهانغيري عن أمله بالارتقاء بالعلاقات بين طهران ودمشق في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك بما يوازي العلاقات السياسية والعسكرية الجيدة بينهما.
حضر جلسة المباحثات السفير السوري في طهران عدنان محمود والسفير الإيراني بدمشق جواد ترك أبادي.
وكانت جرت مراسم استقبال رسمية لرئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق، حيث عزف النشيدان الوطنيان وتم استعراض حرس الشرف.
من جانبها ذكرت وكالة «سانا»، أنه خلال لقاء الوفد الحكومي مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني قدم خميس والوفد الحكومي التعازي لإيران قيادة وحكومة وشعبا باستشهاد الفريق سليماني، مؤكداً وقوف سورية قيادة وحكومة وشعباً إلى جانب إيران والتضامن معها في التصدي للمؤامرات التي تحوكها أميركا في المنطقة.
وأشار خميس إلى أن الرد الإيراني على الجريمة الأميركية وضرب قاعدتها العسكرية «عين الأسد» أعطى رسالة لجميع دول العالم وخصوصاً قوى الاستكبار أن الغطرسة لن تستمر وأن إيران قوية قادرة على ردع كل المؤامرات التي تتعرض لها وأن خيار المقاومة يتعزز وهو الأنجع لتحرير المنطقة من الإرهاب وداعميه.
من جانبه، أكد لاريجاني أن استشهاد الفريق سليماني سيسرع من خروج القوات الأميركية من المنطقة، وقال: إن المقاومة ومحورها ستتعزز وستستمر في نهج سليماني بالتصدي للإرهاب وجميع مخططات الهيمنة على المنطقة.
وشدد الجانبان على استمرار التعاون والتنسيق والتشاور والعمل معا في مختلف المجالات.
كما قدم الوفد الحكومي برئاسة خميس واجب العزاء والتضامن باستشهاد الفريق سليماني إلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على شمخاني.
ولفت خميس خلال اللقاء إلى أن الشهيد سليماني كما هو شهيد إيران فهو شهيد سورية والمنطقة، مشيراً إلى الدور البارز الذي لعبه في محاربة الإرهاب والمجموعات الإرهابية، ومؤكدا أهمية التعاون والتنسيق بين سورية وإيران لتحقيق تطلعات البلدين وإفشال المؤامرات التي تستهدف المنطقة وشعوبها وثرواتها.
وأشار خميس إلى أن أميركا تتحمل مسؤولية المآسي التي تتعرض لها المنطقة، مشدداً على أن سورية ماضية بتحرير كامل التراب السوري من الإرهاب ومواجهة مفرزات الحرب الاقتصادية.
من جانبه، قال المعلم: إن «عنوان الزيارة هو التضامن مع إيران قيادة وحكومة وشعبا في هذا المصاب».
بدوره جدد شمخاني مواقف بلاده الداعمة لسورية في مختلف المجالات، وقال: إن «الرد الإيراني على جريمة اغتيال الفريق سليماني ستكون له تداعيات دفاعية في المنطقة»، مؤكداً أن «الوحدة والتعاون بين محور المقاومة غيرا معادلات المنطقة ونحن مستمرون بالتمسك بنهج المقاومة».
ووصل الوفد الحكومي برئاسة خميس إلى العاصمة الإيرانية أول من أمس لتقديم واجب العزاء لكبار المسؤولين الإيرانيين باستشهاد الفريق سليماني والتضامن مع الشعب الإيراني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن