الحياة طبيعية في كامل المدينة.. و«أعداد قليلة» من بقايا «الإخوان المسلمين» تسعى لتأجيج الأوضاع … مصادر أهلية في درعا: أغلبية السكان يريدون السلام والأمان ويرفضون العودة إلى الفوضى والعنف
| مازن جبور
أكدت مصادر أهلية في محافظة درعا، لـ«الوطن»، أن الأغلبية العظمى من أهالي المحافظة تريد العيش بسلام وأمان وترفض العودة إلى فترة سيطرة التنظيمات الإرهابية والعنف، لافتة إلى أن من يسعى إلى تأجيج الأوضاع في بعض المناطق هم «أعداد قليلة» من بقايا حركة «الإخوان المسلمين»، الذين مازالوا موجودين بعد دحر الإرهابيين من المحافظة.
وتداولت خلال الأيام الماضية مواقع الكترونية معارضة داعمة للمعارضات والتنظيمات الإرهابية وتعمل على تأجيج الأوضاع في جنوب البلاد وتضخيمها بتعليمات خارجية، أنباء عن خروج مظاهرات مناهضة للحكومة السورية، وتحدثت عن دعوات لخروج مظاهرة يوم الجمعة القادم أمام الجامع العمري في منطقة درعا البلد.
المصادر الأهلية في درعا وفي حديثها لـ«الوطن»، أوضحت أن «الدعوات للتظاهر ليست بجديدة بل صدرت عدة دعوات في بعض المناطق، وخرجت تظاهرات قبل أسبوعين في مدينة الصنمين بريف المحافظة الشمالي وقبلها في بلدة طفس بريف درعا الشمالي الغربي، والآن هناك دعوات للتظاهر في درعا البلد يوم الجمعة القادم».
وأوضحت المصادر، أن الذريعة التي تتخذ للدعوات إلى التظاهر هي «المطالبة بالموقوفين والمفقودين والتخفيف (مما تسميه) وطأة الحواجز العسكرية الموجودة بمحيط القرى والبلدات».
ولفتت المصادر إلى أن من يدعو لهذه المظاهرات هم «ناشطون كانوا سابقاً مع المعارضات وعملوا تسويات وما زالوا موجودين في درعا»، مشيرة إلى أنه «لم يبق هناك أي تنسيقيات تابعة للمعارضات وأن هؤلاء الناشطين هم من يثيرون ويحرضون الناس».
وذكرت، أن المشاركين بهذه المظاهرات يرفعون شعارات «المطالبة بالموقوفين وكذلك هناك شعارات ترفع للمزاودة لغايات شخصية»، مؤكدة أن البعض يهدف من وراء المشاركة في المظاهرات إلى تأجيج الوضع من أجل الإفلات من جرائم ارتكبوها.
ولفتت المصادر إلى أن «هناك من يوجه هؤلاء الذين يحرضون على المظاهرات وهناك اجتماعات سرية يجري خلالها التنسيق من أجل الدعوة لها»، وأضافت: «من المؤكد أن هناك من يقودهم، فهذه الدعوات ليست من إبداع شخصي، ولا بد أن هناك توجيهات يتلقونها».
وأكدت المصادر، أن عدد الذين خرجوا بالمظاهرات السابقة أو الذين من الممكن أن يغرر بهم ويستجيبوا للدعوات الحالية للخروج في مظاهرات جديدة «قليل جداً»، لأن أهالي درعا «راضون عن الوضع الحالي، ويرفضون بعد أن عملوا تسويات واستراحوا من الحرب والعنف أن يعودوا إلى الوضع السابق بل يسعون إلى التهدئة».
وأضافت: «الناس أصبحوا ميالين إلى السلم والاستقرار، وحتى الشباب باتوا يرفضون الزج بأنفسهم في مظاهرات لا فائدة منها سوى توريطهم بقضايا أمنية».
وأكدت المصادر، أن الأهالي هم من يقفون في وجه بعض الشاذين والذين يسعون لإعادة العنف واستخدام السلاح في درعا، وأضافت: «الناس باتوا يريدون أن يتنقلوا داخل وطنهم، وأن يبحثوا عن رزقهم ويمارسوا أعمالهم بسلام».
لكن المصادر لفتت إلى أن «هناك بعض الشباب الطائش الذي عاش مرحلة الفوضى أثناء سيطرة التنظيمات الإرهابية على درعا»، موضحة أن هؤلاء لا يعرفون القانون ومن السهل التغرير بهم، ومشيرة إلى أن الأكبر منهم سناً ممن انخرطوا في التسويات يمارسون دوراً بتوعيتهم وتوجيههم بالتنسيق مع الدولة السورية.
وكشفت المصادر، أن المنتمين إلى حركة «الإخوان المسلمين» هم من يحاولون تأجيج المنطقة، وأن لهؤلاء مصلحة في ذلك والدور الأكبر في تأجيج المنطقة، لافتة إلى أن هؤلاء «أعدادهم قليلة ومنبوذون في درعا وان توجهات الأغلبية العظمى من أهل المحافظة مخالفة لتوجهاتهم».
وأوضحت، أن ما يسمى «حزب التحرير»، الذي وصفته بأنه «إخواني بحت» انسحب أعضاؤه «الرؤوس الكبار» -وفق تعبيرها- من المحافظة إلى إدلب مع الخارجين من درعا بعد تحريرها، لافتة إلى أن هذا الحزب الإخواني كان قد تشكل بشكل سري خلال الحرب الإرهابية التي تشن على سورية، مرجحة أن بعض الأفراد المغرر بهم والتابعين لـلحزب، قد بقوا في درعا.
مصادر أهلية في منطقتي درعا البلد، ودرعا المحطة، بدورها أكدت لـ«الوطن» أن الحياة في كامل المدينة طبيعية جدا، ولم يحدث أي أحداث جسيمة تعكرها، موضحة أنه في بعض الأيام تخرج مجموعات أعدادها لا تتجاوز الـ15 شخصاً ولفترات قصيرة للغاية ويرددون بعض الهتافات، من دون أن تكترث بهم الأغلبية العظمى من الأهالي.
ولفتت المصادر، إلى أن جميع المؤسسات والدوائر التابعة للحكومة والخاصة والمدارس العمل فيها يسير على أحسن حال، مؤكدة أن الموظفين القاطنين في بعض القرى الريفية التي يتردد أنه يحصل فيها بعض الحوادث يأتون بشكل يومي إلى عملهم، ما يؤكد أن تلك الحوادث «بسيطة وفردية» وتجري معالجتها.