الخبر الرئيسي

المقداد لممثلي منظمات دولية غير حكومية: إجراءات واشنطن حرمت السوريين من الغذاء والدواء … أنزور لـ«الوطن»: الدولة السورية لا يمكن أن تُؤخذ بالضغط

| سيلفا رزوق - وكالات

على حين أكد نائب رئيس مجلس الشعب نجدة أنزور أن الدول الأوروبية لم تتعلم من دروس التاريخ، بأن الدولة السورية لا يمكن أن تُؤخذ بالضغط، اعتبر نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي فرضتها الولايات المتحدة، أضرّت بشكل مباشر بالمواطنين الأبرياء من أطفال ونساء وعجزة، وحرمت الشعب السوري من الحصول على الدواء والغذاء من خلال إجراءات غير إنسانية نتيجة لهذه العقوبات الغربية.
المقداد الذي يلتقي اليوم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأمن والسلامة بيتر درينان، شدد خلال لقائه أمس ممثلي المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في دمشق، بحضور ممثلين عن وزارة الإدارة المحلية والبيئة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وممثلين عن الأمانة السورية للتنمية والهلال الأحمر العربي السوري، على أن سورية ترحب بعمل المنظمات الدولية غير الحكومية التي تلتزم قولاً وفعلاً بسيادة واستقلال الجمهورية العربية السورية، وبحيادية العمل الإنساني الدولي والتقيد الصارم بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بالعمل الإنساني.
وطالب المقداد حسبما أوردت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية والمغتربين على «فيسبوك»، بأن تقوم المنظمات الحاضرة بمبادرات مباشرة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري مؤخراً في محافظتي حلب وإدلب، وخاصة المساعدة على إعادة إعمار البنى التحتية التي دمرها الإرهاب، بما في ذلك المدارس وسد الحاجات الأساسية للمواطنين السوريين في هذه المناطق.
لقاء المقداد مع ممثلي المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في سورية، وإعلانه عن انفتاح دمشق للتعاون معها دون تسييس، ترافق مع إصرار أوروبي على استكمال سياسة «تسييس المساعدات»، والسعي المستميت لاستثمار المعابر لإدخال ما يقول إنها مساعدات إنسانية عبر الحدود، حيث عبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ جراء تقييد وصول هذه المساعدات، وذلك في أعقاب اتخاذ مجلس الأمن قراراً بتمديد سريان إدخال تلك المساعدات لمدة ستة أشهر وعبر معبرين فقط.
نائب رئيس مجلس الشعب نجدة أنزور اعتبر أن العالم اليوم مصاب بداء العمى وفاقد للمعايير الوجدانية الإنسانية، بسبب مخالفته للقانون الدولي، حيث لم تعد هذه الحكومات تعبر حتى عن مصالح شعوبها.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، قال أنزور: إنهم يستسهلون الضغط على الحكومة السورية، ويريدون أن تتحكم المجاميع الإرهابية في شمال سورية بطرق المساعدات، حتى تبقى بيدهم ورقة ضغط على الدولة السورية، إضافة إلى أدوات الحصار الأخرى التي باتت آثارها واضحة على سورية كما على الدول المجاورة.
ولفت أنزور إلى أن الدول الأوروبية لم تتعلم من دروس التاريخ، بأن الدولة السورية لا يمكن أن تُؤخذ بالضغط، لكن غالباً لم يتمكنوا لتاريخه من إيجاد وسائل مبتكرة أخرى أكثر للتأثير على الشعب السوري سوى محاولة تجويعه، وأن تكون إحدى أهم أقنية المساعدات هي عبر نفس الجماعات التي تأخذ جزءاً كبيراً من الشعب السوري كدرع بشري محاولين محاكاة لعبة «الخوذ البيضاء» في الموضوع الإنساني، مع أن كل العالم بات يعرف أنها تعمل تحت مظلة المخابرات البريطانية.
ووصف أنزور قرار الأمم المتحدة بتمديد سريان إدخال المساعدات لستة أشهر بأنه جزء من تسوية كي يتم تمرير هذا القرار، لأن الغرب حاول بمشروع القرار الذي سبقه أن يمرر عملياً لتصبح تركيا كممر لهذه المساعدات، وهذا الأمر رفضه حلفاء سورية، وتم تعديل صيغة المشروع بهذه الطريقة كحل وسط بين الدول الكبرى.
أنزور ذكّر بالثوابت الوطنية التي لن تتغير، وهي أن كل سورية سوف تعود واحدة موحدة، أما آليات تنفيذ ذلك فمرتبطة باللحظة، والدولة السورية تستعيد اليوم حضورها مستخدمة قواها الدبلوماسية، ووسائلها السياسية، بما في ذلك العسكرية، كحق للدولة في تحرير شعبها من براثن إرهاب الدول، بغض النظر عن كيفية ممارستهم لهذا الإرهاب إن كان بالوكالة أم بالأصالة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن