الأولى

التمهيد الناري يدمّر مقرات الإرهابيين ومستودعات الذخيرة والأسلحة … الجيش يتأهب لتحرير غرب حلب

| حلب - خالد زنكلو

تزامناً مع تأكيد دمشق، استمرارها في ممارسة واجبها الدستوري والقانوني في مكافحة الإرهاب، وإنقاذ السوريين من ويلات وممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة وذلك في الرسالتين المتطابقتين اللتين أرسلتهما إلى الأمم المتحدة أمس، واصل الجيش العربي السوري ولليوم الثاني على التوالي تمهيداً كثيفاً بالوسائط النارية المناسبة باتجاه مقرات وتجمعات الإرهابيين في ريف حلب الغربي، ووضع وحداته البرية في حال من التأهب القصوى استعداداً لعملية مرتقبة، وفق ما تشير إليه المعطيات الميدانية.
وأكد مصدر ميداني في حلب لـ«الوطن»، أن ضربات الجيش المركّزة والمتعاقبة، وبموجب بنك أهداف يجري تحديثه بشكل آني، تحقق الهدف المرجو منها بتدمير أوكار الإرهابيين ومستودعات ذخيرتهم ومخابئ أسلحتهم ونقاط الدعم والإسناد ومراكز التحكم والسيطرة، وأرتال التنظيمات العسكرية في الخطوط الخلفية لجبهات الريف الغربي.
وأشار إلى أن غارات الطيران الحربي المشترك السوري الروسي، حققت إصابات مؤكدة في تجمعات ومعاقل إرهابيي «جبهة النصرة» و«الجبهة الوطنية للتحرير»، الممولة من تركيا، على امتداد مناطق الريف الغربي، إذ جرى تدمير مقر عمليات في فندق هرشو ومستودع ذخيرة في قرية الهوتة، وآخر في بلدة عينجارة وتجمع لإرهابيي الإيغور في منطقة الإيكاردا على طريق عام حلب- سراقب ومثله في ريف المهندسين الأول المحاذي للطريق من جهة الغرب، عدا تدمير سيارات دفع رباعية مزودة برشاشات و٣ دبابات و٥ ناقلات جند يوم أمس.
ولفت إلى أن سلاح صواريخ الجيش السوري ومدفعيته الثقيلة بعيدة المدى، دكّا تجمعات ومقرات الإرهابيين في محيط بلدات أورم الكبرى وعينجارة وكفرناها والمنصورة وخان العسل وكفر داعل، بالإضافة إلى خطوط دفاعهم القريبة من خطوط التماس في جمعية الصحفيين، ومنطقتي الراشدين والبحوث العلمية، وتلة شويحنة وصالات الليرمون الصناعية ومحور الرسول الأعظم غرب جمعية الزهراء، وتمكنت من قتل وجرح عشرات الإرهابيين.
إلى ذلك، كشف خبراء عسكريون لـ«الوطن»، عن أسباب وعوامل تعزز توجه الجيش العربي السوري نحو ريف حلب الغربي، نظراً لأهميته الاستراتيجية الكبرى سواء لموقعه الحيوي أو احتوائه على مقرات عسكرية مهمة للجيش السوري، وثروات زراعية وكنوز وأوابد أثرية غاية في الأهمية.
وأوضح الخبراء أن الريف الغربي لحلب، يشكل عمقاً استراتيجياً لحلب يصلها بإدلب وبالحدود التركية ويشكل صلة وصل مهمة بين ريف المحافظة الشمالي والريفين الجنوبي والجنوبي الغربي، وصولاً إلى أرياف إدلب الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية، حيث تدور معارك بين الجيش السوري والإرهابيين، وبالتالي يقطع الجيش طرق إمداد الإرهابيين إلى إدلب بمد نفوذه إلى الريف الغربي، الذي يشكل أيضاً ممراً حيوياً بين المنطقتين، اللتين تحتلهما تركيا وتسميهما «درع الفرات» شمال شرق حلب و«غصن الزيتون» في ريف المحافظة الشمالي، إلى بقية مناطق هيمنة ميليشياتها وتنظيمات إرهابية في ريف إدلب الشمالي المتاخم لحدود تركيا الجنوبية.
وبين الخبراء أن وقوع الريف الغربي على طريق عام حلب- حماة، الذي يعد من أهم الطرق السريعة في البلاد ونص اتفاق «سوتشي» منتصف أيلول ٢٠١٨ على وضعه في الخدمة مع طريق عام حلب- اللاذقية قبل حلول عام ٢٠١٩، يمنحه بعداً حيوياً، ونوهوا بأن من شأن سيطرة الجيش على الريف الغربي، وقف تعديات الإرهابيين بالقذائف والصواريخ على الأحياء الآمنة لمدينة حلب، وتأمين مطار حلب الدولي والمدينة الصناعية في الشيخ نجار، وكذلك تأمين منطقتي الشقيف والليرمون الصناعيتين الواقعتين على خط تماس الجبهات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن