رياضة

خطأ إداري يحرم لاعب منتخب السلة من السفر واتحاد السلة يتكتم؟!

| مهند الحسني

يبدو أن اتحاد كرة السلة بات مؤهلاً للدخول في سجل غينيس للأرقام القياسية أو برنامج أمور لا تصدق، ليس لعمله الخارق، ولا للمستوى الفني المتطور لسلتنا الوطنية بجميع مفاصلها، وإنما لأخطائه الإدارية التي ما زال يقع بها في أكثر من مرة، رغم امتلاكه لجيش من الإداريين العاملين لديه.
هذه المرة كان الضحية لاعب المنتخب الأول توفيق صالح الذي عاد أدراجه من مطار دمشق، ولم يتمكن من السفر مع بعثة المنتخب يوم الإثنين الماضي، ليتفاجأ الجميع بأن هناك خطأ إدارياً حرم اللاعب من السفر، في طريقة لا تمت للعمل الاحترافي بصلة.
فإن تخطئ ثلاث أو أربع مرات في الفترات الماضية في أمور تعد بديهية، فهذا يعني أن هناك تقصيراً واضحاً في عمل الاتحاد بشكل عام، والشيء الذي لا يمكن أن نقبله، أن أمانة السر وتوابعها مضى عليها أكثر من عشر سنوات في مركز صنع القرار بالاتحاد، وهي مدة كافية ووافية لتجاوز مثل هذه الهنات، ويبدو أن غياب المحاسبة والتكتم والتستر عن مثل هذه الأخطاء فتح الباب لأخطاء أكثر دون أن نرى حلولاً جذرية لهذه الأمور.

غياب

ما إن وصلنا خبر هذا الخطأ الإداري، وعودة اللاعب مكسور الخاطر، حتى أجرينا العديد من الاتصالات، وكان من بينهم مع أمين سر الاتحاد الدكتور دانيال ذو الكفل، وإذا كانت حجته في عدم التواصل معنــا بــأن اتصالنا معه كان بوقت متأخر من الليل، غير أنه كان حرياً به وضعنا بصورة الأمر.
أيها السادة، اتحاد السلة الذي لا يتوانى دائماً عن رفع شعارات الشفافية، والعمل المؤسساتي، والعلاقة القوية مع الإعلام، هو نفسه من تكتم عن هذا الخطأ الفادح الذي حرم المنتخب من جهود لاعب في حصتين تدريبيتين سيجريهما المنتخب في دبي قبل دخوله أجواء البطولة، مع العلم أن اللاعب توفيق صالح يعد من أميز وأبرز وأهم اللاعبين هذا الموسم.
وكم كان كبيراً صادقاً وواضحاً اتحاد السلة لو قام وأعلن عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي عن حقيقة ما جرى مع اللاعب المذكور بكل وضوح وشفافية، فكان أكد شفافيته وقوته، وبأن من يعمل لابد أن يخطئ، لكن تستره وتكتمه بهذه الطريقة وضع نفسه تحت أمور كنا لا نتمناه أن يكون فيها.

حليمة وأخطاؤها القديمة

لم يمض الزمن الكافي لنحكم على التغييرات المزعومة في مسيرة اتحاد كرة السلة الجديد، ولا زال الوقت مبكراً لتقييم مدى التزام الاتحاد بوعوده المعسولة ببناء فريق عمل جديد يجمع الخبرة والشباب والاحترافية، ولكن ما يمكن تأكيده اليوم بأن العناوين تدل على المضامين.
وعناوين المرحلة الماضية البارزة هي استنساخ للسنوات العجاف من عمر سلتنا، ولعل التهلهل الإداري بات سمة ملاصقة لعمل اتحاد كرة السلة، كما أن قصة الأخطاء البشرية المتكررة في التحكيم أصبحت مزمنة في التنظيم الإداري، ولعلها المرة العاشرة ولن تكون الأخيرة التي يقع فيها أحد منتخباتنا الوطنية في مشكلة إدارية، ورغم استقالة عضو سابق في اتحاد كرة للسلة احتجاجاً على عدم التحقيق في سبب الخطأ الإداري في قضية مشاركة اللاعب (جميل صدير).
بات واضحاً أن هناك من يدعم هذه الأخطاء، ويتستر عليها ويحمي المتسببين بها، وما دامت المحاسبة غائبة، فلا بد أن ننتظر المزيد والمزيد من الأخطاء البشرية المحمية بحصانة متنفذي الاتحاد وزعاماته، وجهابذة التنظيم والتخطيط والنزاهة والإصلاح ورواد النهضة السلوية الذين توقف التاريخ عند أطراف أصابعهم حسب زعمهم، مدعوون اليوم ليصدقوا مع أنفسهم قبل أن يصدقوا مع ناخبيهم، بعد أن تساقطت أوراق التوت عن عوراتهم الفكرية الكبيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن