لاقت مبادرة دعم الليرة تحت عنوان «ليرتنا عزنا» ردود أفعال كثيرة من المواطنين بين متفاعل معها ومشجع لها وخاصة أنها جاءت كمتنفس للتخفيف من الأعباء الاقتصادية الصعبة، وبين غير مكترث ولا حتى معتقد بصدق وجود هذه الحملة أو المبادرة، أو على حد قول البعض: لم نلمس أي نتيجة فعلية لهذه المبادرة.
ردود الأفعال لم تمنع من استمرار المبادرة التطوعية الوطنية لدعم الليرة السورية على مستوى المحافظات بأشكال وطرق مختلفة يتم فيه عرض المواد والبضائع بـ«ليرة سورية» من خلال الكثير من أصحاب المحلات التجارية والباعة وعدة فعاليات انطلاقا من المساهمة والتخفيف من وطأة الأزمة «على طريقتهم» الخاصة بشرط أن يكون يمتلك المستهلك هذه الفئة النقدية تحديداً.
ويرى مواطنون أن المبادرة إيجابية بامتياز، مؤكدين حصولهم فعلا على سلع وعروض من بعض المحال بـ«ليرة» سورية، إلا أنهم استغربوا من البعض ممن شكك بمثل هذه المبادرات ولم يحرك ساكناً لمساعدة الآخرين كنوع من أنواع التكافل الاجتماعي للتخفيف من تأثيرات الظروف المعيشية التي أثرت على الكثيرين، كما أضاف أحدهم: حتى ولو كانت المبادرة على نطاق ضيق على أرض الواقع إلا أن لها تأثيراً معنوياً كبيراً ويشع علامات استفهام كثيرة حول عدم تحرك العديد من الفعاليات الاقتصادية بطرح حلول ومعالجة؟!
ورأى أحد المواطنين أنه من الأجدى من كل ما سبق أن يبادر تجار وأصحاب المحلات التجارية بكافة تصنيفاتها لتخفيض أسعارها بشكل كامل، وبهذا يفسحون المجال لمن يملك ولا يملك أن يستفيد من التخفيض مع الحفاظ على ماء وجه الجميع.
وأضاف: كم هو مؤلم رؤية رجل يقف على باب بائع خضار أو فرّوج أو مواد غذائية إلخ… وهو لا يملك الليرة المطلوبة ليستجدي من هذا وذاك أن يعطيه ليرة ليشتري فرّوجاً لعائلته التي مضت أشهر ولم يعرفوا طعمه إلا من خلال مرورهم ونظرهم إليه من بعيد.
المبادرة لاقت صدى إيجابياً كبيراً في يومها الثالث من مختلف شرائح المجتمع واهتماماً كبيراً رافقه الاعتماد على صفحات التواصل الاجتماعي في تحديد المناطق التي يتم فيها بيع المواد بـ«بليرة» في عدة محافظات.
وطالب مواطنون باستمرار هذا النوع من المبادرات وعلى جميع الصعد والفعاليات الاقتصادية لإتاحة الفرصة لشريحة كبيرة من المواطنين من الاستفادة ولو لمرة واحدة في الحصول على أمر بحاجتهم، «لعل وعسى» تسهم مثل هذه الأفكار في تخفيض أسعار عدد من المواد الأساسية
في السياق دخلت غرفة صناعة دمشق وريفها على خطا «المبادرة» من خلال إطلاقها فعالية «كل شي بليرة» ضمن مبادرة «قوتنا بليرتنا» وذلك ليوم واحد في صالة الجلاء اليوم الأربعاء من الساعة 12 ظهراً وحتى 8 مساءً، وذلك للمساهمة في تنمية ثقافة المبادرة ودعم التنافسية الإيجابية التي تخلق اقتصاداً قوياً.
وفي تصريح للوطن قال عضو غرفة صناعة دمشق وريفها محمد حلاق أن للمبادرة أهمية في كسر وهم ارتفاع سعر الصرف الذي أثر على ارتفاع السلع، والقضاء على أثار المضاربين، مضيفاً إن هذا النوع من المبادرات ناجح في التقرب من المواطنين على أن تلامس هذه الفكرة القدرة الشرائية للمستهلكين من ناحية وتعزز قيمة ودور العملة الوطنية، مؤكداً أنه من الممكن تكرار هذا النوع من الحملات.
ويشارك في المبادرة 50 شركة صناعية وطنية مختصة في القطاعات الصناعية الغذائية والألبسة والمنظفات لتمثل هذه المبادرة تشاركية وتعاوناً بين غرفة صناعة دمشق وريفها وأصحاب الشركات الوطنية مع أطياف المجتمع السوري لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية نتيجة العقوبات الغربية
وأكد حلاق اهتمام أكثر من 250 صناعياً في هذه المبادرة، مبينين مشاركتهم فيها للمساهمة بدورهم من دافع ذاتي، على أن يتم بيع أي قطعة حصراً بـليرة، علماً أن هذه المبادرة عبارة عن انعكاس إيجابي اجتماعي لدعم الليرة السورية ومؤازرة وحس وطني عميق للصناعيين لدعم العملة الوطنية والقضاء على الآثار الناجمة عن المضاربة.