كشف عن استئناف قريب للحوار بين الحكومة السورية والقوى الكردية … أوسي لـ«الوطن»: الأراضي المحتلة من قبل تركيا ستعود إن كان حرباً أو سلماً
| سيلفا رزوق
دعا رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، عضو مجلس الشعب عمر أوسي إلى تنسيق فوري وسريع بين «قوات سورية الديمقراطية- قسد» والدولة السورية، للتصدي للتهديدات التركية الخطيرة الساعية إلى إحداث تغيير ديموغرافي في المناطق التي تحتلها أنقرة ومرتزقتها، وكشف أن الحوار بين القوى الكردية والحكومة السورية قد يستأنف خلال الأيام القادمة، لافتاً عن وجود مناخات إيجابية.
أوسي وفي تصريح لـ«الوطن» أشار إلى أنه وبعد مرور نحو عامين على احتلال مدينة عفرين من قبل الاحتلال التركي يتكشف أن المشروع التركي هو مشروع خطير، حيث لم يكتف بعفرين بل امتد إلى منطقة رأس العين وتل أبيض، وبات يحتل مناطق بطول 120 كيلومتراً وبعمق 30 كيلومتراً، معرباً عن اعتقاده بأن الجيش التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان لن يكتفوا باحتلال هذه المناطق، وعينهم على مناطق أخرى من الجزيرة السورية، لتحقيق أطماعهم بما يسمى «الميثاق الملي التركي» لعام 1920.
وشدد أوسي على أن «هذا أمر خطير يستوجب التصدي له فوراً، من قبل كل مكونات الشعب السوري في الشمال وشمال شرق البلاد، وبالتنسيق مع الدولة السورية».
ودعا أوسي إلى التنسيق السريع والعاجل بين «قوات سورية الديمقراطية- قسد» والحكومة السورية، في غرفة عمليات عسكرية للتصدي للتهديدات التركية، والمشروع التركي الساعي للتغيير الديموغرافي وتتريك المناطق التي تحتلها، لافتاً إلى ضرورة استئناف الحوار بين الحكومة السورية و«قسد» والذي انقطع بعد جولتين.
وكشف أوسي، عن وجود «مناخات إيجابية، وقد يستأنف الحوار خلال الأيام القادمة»، معتبراً أن هذه المناخات الايجابية، تبشر بالخير.
وحذر أوسي من عمليات التطهير العرقي التي يقوم بها الاحتلال التركي للمكون الكردي واستبداله بما يسمى «اللاجئون السوريون» في تركيا، لافتاً إلى أن «هؤلاء غرباء عن المنطقة، حيث يجري إسكانهم في تلك المناطق بدل السكان الأصليين، وهذا المشروع على غاية في الخطورة».
واعتبر أوسي، أن هذه التحركات الخطيرة يجب أن يتنبه لها الشعب السوري بكل مكوناته، وكذلك الدولة السورية، والاتجاه فوراً نحو الاتفاق سريعاً بين «قسد» و«مجلس سورية الديمقراطية- مسد» من جهة، والحكومة المركزية الشرعية في دمشق من جهة ثانية، ورأى أن «هذا هو الحل الأمثل لصد كل هذه المشاريع، ومنع التوسع التركي في مناطق أخرى من الجزيرة السورية».
وأكد أوسي ضرورة أن تبادر قوات «قسد» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، و«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إلى تقديم بعض التنازلات، وأضاف: «هذا ينبغي أن يكون متبادلاً للوصول إلى حلول، كي لا تبقى الخلافات القائمة وحلها في إطار برنامج وطني سوري شامل، يراعي المصالح العليا للوطن السوري»، مؤكداً أن الكرد السوريين وأهالي الجزيرة وشرق الفرات هم جزء لا يتجزأ من الجغرافية الوطنية السورية، وأمام التدخل العدواني التركي يجب بأي شكل من الأشكال الوصول إلى حلول للتصدي له، وسحب الذرائع التركية، وبالتالي إفساح المجال للجيش السوري لاستكمال انتشاره على كامل الحدود لتثبيت انتشاره، ورفد مواقعه بالأسلحة الثقيلة، ورفع العلم السوري على هذه المناطق، والاتفاق على مشروع وطني سوري لإيجاد حل وطني للقضية الكردية ولكل مشاكل أبناء المنطقة بكل مكوناتها».
ولفت أوسي إلى عوامل الضغط التي قد تؤثر على الحوار المنتظر بين القوى الكردية والحكومة السورية، والمتمثلة بالاحتلال الأميركي في شمال شرق سورية وخاصة حول آبار النفط، حيث تحاول واشنطن استكمال حربها على الدولة السورية، والشعب السوري عبر الحرب الاقتصادية، التي قد تكون أصعب من الحرب العسكرية والأمنية المباشرة.
وعبر أوسي عن تفاؤله بالمناخ الإيجابي الذي سيساعد على مواصلة الحوار، متمنياً له النجاح وسحب الذرائع من الاحتلال التركي المستميت لإنشاء ما يسمى « المنطقة الآمنة»، منبهاً من أن التركي معروف عنه أنه أينما تطأ أقدامه فمن الصعب خروجه منها، وهذا ما فعله في لواء إسكندرون وفي قبرص وغيرها من المناطق.
وقال: «في حال وقفت جميع مكونات الشعب السوري في مناطق الجزيرة وأيضاً قوات «قسد» إلى جانب الجيش السوري، فإن الجيش سوف يقوم بواجبه على أكمل وجه», وتوجه أوسي إلى أهالي عفرين وبقية المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي، بالقول: «أطمئنكم بأن هذه الأراضي سوف تعود إلى السيادة السورية في القريب العاجل إن كان حرباً أو سلماً من خلال المقاومة الشعبية التي ستتألف من جميع مكونات الشعب السوري في تلك المنطقة، وبمؤازرة الجيش السوري، وهذه المقاومة ستتصدى للاحتلال التركي ومرتزقته، وستعود تلك المناطق بكل تأكيد، رغم تعقيد الموقف».