ثقافة وفن

الفنانون يشاركون في «ليرتنا عزتنا» … منظمات أهلية وشعبية وفنانون ينضمون إلى هذه الحملة في إشارة رمزية لقيمة الليرة

| سارة سلامة

شهدت حملة «ليرتنا عزتنا» التي أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الجدل، حيث أطلق ناشطون حملة تهدف لدعم الليرة الوطنية ودعوة التجار لبيع بضائعهم بقيمة ليرة واحدة، شريطة امتلاك المشتري ليرة سورية «معدنية»، وذلك يحمل رمزية لقيمتها.
حيث ساهم ارتفاع أسعار جميع الخدمات والسلع بما فيها المنتجة محلياً، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية وبقائها مرتفعة عندما يعاود سعر الصرف للانخفاض بالوصول بنا إلى أماكن ضيقة جداً.
وبالرغم من غرابة الفكرة إلا أن آلاف المحال التجارية والمقاهي وصالونات التجميل بدأت بالمشاركة في هذه الحملة. وكانت محافظة حمص السباقة في انطلاقة تلك الحملة حيث انضم عدد كبير من المحال التجارية لها، وأعلنت عن تقديم خدماتها بمختلف المجالات مقابل ليرة سورية واحدة فقط لتمتد بعد ذلك إلى عدد كبير من المحافظات السورية.

واستطاعت هذه الحملة أن تحرك السوق بشكل لم يحصل طوال الأزمة وتضمنت الحملة مواد مختلفة «كالفلافل، شاورما، مكياج، قهوة، غسيل سيارة، دخان، سكر، رز، ومحال موبايلات..)، وغيرها الكثير.. وهناك من أعلن عن تقديم خدماتهم مقابل ليرة واحدة، كمصورين فوتوغرافيين ومراكز تجميل وصالات أفراح.

فنانون يدعمون

وكذلك انضم عدد من الفنانين إلى الحملة حيث أعلنت الفنانة تولين البكري بأنها مستعدة لتجسيد أي دور درامي مقابل ليرة سورية واحدة، فيما نشر الفنان حسام جنيد فيديو يعلن فيه انضمامه لحملة «ليرتنا عزتنا» ودعمه لليرة السورية على طريقته الخاصة عبر إقامة 3 حفلات غنائية جماهيرية رسم الدخول إليها بـ«ليرة واحدة».
أما الفنانة جيهان عبد العظيم فدعمت الليرة على طريقتها الخاصة قائلة: «أنا في القاهرة ولست في بلدي ولكن هذا الشيء لا يعني أنني لم أدعم ليرتنا السورية من خلال تقديم فستان زفافي إلى أي بنت سورية مقبلة على الزواج مقابل ليرة واحدة وذلك لا يغلى على سوريتي».
بينما أعلنت الفنانة إمارات رزق عن تضامنها لدعم الليرة، وانتقـدت الأشخاص المستائين من حملة الليرة واتهمتم بأنهم لا يساوون ثمنها. وتابعت رزق أن الاتهـامات التي تتعرض لها لعدم وضع الأموال بالمصرف المركزي تكون لأصحاب المليارات، وأشارت إلى أنه من الأفضل خروج أناس مفلسفين كمحللين اقتصاديين تقديم شيء بسيط لدعم الليرة ولو بطريقة عفوية».

تحريك السوق

من مر في أسواق دمشق مساء أمس يخيل له أننا ننتظر أحد الأعياد ربما الأضحى أو الفطر أو الميلاد مثلاً، محال عديدة ألصقت على واجهاتها «ليرتنا عزتنا»، هذه العبارة كانت كفيلة بتنشيط وتجييش المارة للدنو من المحال، وفي زيارتنا إلى أحد المحال لتقصي الواقع ولمس المصداقية أقل ما يمكن، دخلنا إلى أحدها في سوق الشعلان وهو محل «وكالة أجنبية» شاهدنا التجمع الهائل والتدافع بين الناس وتطاير البضائع بالداخل حيث دنت الستاندات من الفروغ.
كل شيء غريب، المحاسب في عجلة كبيرة أشبه بمحل شاورما والعرض القائم كان من خلال تخفيض كبير على كل القطع ليصل سعر أحد المعاطف إلى 6000 ليرة بعد أن كان 24 ألفاً، أما العرض الأساسي فهو كل قطعتين بسعر مخفض والثالثة بليرة واحدة. ومدة العرض حسب المحاسب الذي جاوبنا على عجل قائلاً: «واضح أختي بس لتخلص البضاعة.. منكون خلصنا».

على أي حال حتى لو كانت البضاعة من موسم قديم ربما أو ليس لها بهجة لا أعرف لماذا، إلا أنها لفتة جميلة أما الأجمل منها فهي ابتسامة النساء داخل المحال.
واللافت أيضاً التجمهر الحاصل على باب المحل لأناس يستفسرون إذا كان العرض سارياً بشكل صحيح أم إن هناك تلاعباً في شيء لا أدري ما هو، وهذا ما سمعته عندما خرجت وسألني عدد من الشباب يقفون على باب المحل النسائي عن مصداقية العرض ويشككون فيه.
وبغض النظر عن فعالية تلك الحملات على الوقت الطويل إلا أنها شكلت حالة شعبية ورسمت ابتسامة فُقدت منذ زمن، كما حركت جمود الشارع وأشعلت فتيلته، وأعطته دفئاً في هذا الشتاء البارد. شعور جميل يلف المارة على أمل أن تستمر تلك العروض ولا تكن آنية، وخاصة المتعلقة بقوت المواطن وغذائه ودفئه علها تسهم في خلق حالة شعبية واجتماعية وتشكل مسؤولية جماعية تجاه بعضنا.
ويبقى السؤال الأبرز في العاصمة اليوم من أين نأتي بالليرة؟ الكثيرون اليوم يبحثون عن الليرة ومن أين يأتون بها! على مبدأ الجمل بليرة ولا توجد ليرة، ربما هي حملة ترمي لأهداف رمزية هدفها إعادة الثقة بليرتنا ودعمها في ظل إخفاق الحكومة بذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن