اليوم توقيع اتفاقية تعاون تربوي بين سورية وإيران … خميس: ضرورة التعاون في مجال تبادل الخبرات والمعارف … العزب لـ«الوطن»: الجانب الإيراني تكفل بترميم 250 مدرسة بكلفة تتجاوز 12 مليار ليرة
| فادي بك الشريف
بيّن رئيس مجلس الوزراء عماد خميس أن الدولة السورية أولت اهتماماً خاصاً بتوفير متطلبات التنمية البشرية والتصدي لمفرزات الحرب الإرهابية التي حاولت تشويه القيم الأخلاقية والثقافية للشباب السوري.
وأشار خميس خلال لقائه أمس لوزير التربية والتعليم الإيراني محسن حاجي ميرزائي والوفد المرافق له إلى حرص الحكومة على إعادة تأهيل المدارس في المناطق المحررة من الإرهاب وتطوير منظومة البحث العلمي وتوفير متطلبات التعليم المهني بمختلف فروعه، مبيناً أهمية تعزيز التعاون مع الدول الصديقة في مجال تبادل الخبرات والمعارف وإقامة النشاطات المشتركة التي من شأنها تعزيز ثقافة مكافحة الإرهاب لدى الأجيال القادمة.
بدوره أشاد ميرزائي بصمود المؤسسات التعليمية في سورية رغم اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة عليها وإصرارها على محاربة الإرهاب بنشر المعرفة والعلوم بين الاجيال، مجدداً وقوف بلاده إلى جانب سورية في خططها التنموية ورغبتها في دفع التعاون لتطوير المناهج التدريسية وتوسيع آفاق البحث العلمي في كافة المجالات.
من جانبه استقبل وزير التربية السوري عماد العزب، الوزير الإيراني ميرزائي، والوفد المرافق له.
وأكد العزب على أهمية العلاقات التي تربط البلدين، منوهاً بأن الاهتمام بالعملية التعليمية، والتربوية من أولويات عمل الحكومة السورية، مشيداً بتفوق الطلاب الإيرانيين في المسابقات العالمية، مما يعكس مدى اهتمام الحكومة الإيرانية بالعملية التعليمية.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشف العزب أنه سيتم التوقيع اليوم على مذكرة تفاهم مع الجانب الإيراني وذلك بعد دراسة جميع التفاصيل المتعلقة بتفعيل التعاون، وذلك وفق مخطط زمني مع التركيز على تبادل الخبرات بين الجانبين.
وبيّن العزب أن المذكرة تتضمن المساهمة في ترميم المدارس السورية، كاشفاً عن تكفل الجانب الإيراني بترميم 250 مدرسة سورية في مختلف المحافظات بكلف تتجاوز 12 مليار ليرة، معظمها في حلب وريف حلب وريف دمشق، وذلك بشكل مبدئي، علماً أنه من المقرر أن تنجز أعمال التأهيل قبل شهر آب هذا العام، بما فيها الأعمال التي تقوم بها وزارة التربية لإنجاز أعمال التأهيل
وبيّن وزير التربية أن عدد المدارس التي خرجت عن الخدمة وبحاجة إلى ترميم يتجاوز الـ8 آلاف مدرسة على مستوى البلاد، مبيناً أن خطة الوزارة خلال عام 2020 ترميم ما يقارب 2000 مدرسة، علما أن الحكومة السورية رصدت 50 مليار ليرة لترميم المدارس السورية هذا العام.
في السياق أشار العزب إلى التركيز ضمن المذكرة على التأهيل والتدريب، مع مساهمة الجانب الإيراني على صعيد الخبراء، وفتح تبادل الزيارات وإرسال الوفود السورية للاطلاع على التجارب الإيرانية، إضافة إلى المساهمة في التدريب والتأهيل في العمليات الامتحانية، والآليات المتطورة المتبعة فيها وخاصة مع وجود 16 مليون طالب في إيران، لافتاً إلى رغبة الجانب الإيراني الاطلاع على الآليات المتبعة في سورية وخاصة في تطوير المناهج، مع فتح المجال لزيارات الوفود الإيرانية بشكل أوسع ومنظم.
ولفت العزب إلى التعاون في مجال طباعة الكتب، وضبط الامتحانات، ودعم التعليم المهني والتقني، إلى جانب محاور عدة، مؤكداً حرص الجانبين على تحويل بنود المذكرة فور توقيعها إلى واقع تنفيذي، وتبادل الوفود التربوية بين البلدين.
بدوره أكد مرزائي خلال لقائه العزب أهمية الزيارة لتحديد قواسم مشتركة، في مجال تطوير النظام التعليمي، وإمكانية تقديم الدعم للجانب السوري في مجالات عدة، وتبادل الرؤى، والزيارات بين الجانبين.