سورية

الجيش الفرنسي يسعى للتقارب مع نظيره الروسي على مسارح وجودهما معاً!

| وكالات

في مسعى فرنسي للتقرب من روسيا، بالترافق مع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الإرهاب، أعرب رئيس الأركان الفرنسي الجنرال فرنسوا لوكوانتر عن رغبة بلاده في التمكن، من فتح حديث بين عسكريي البلدين على مسارح الأحداث التي يتواجدان فيها معاً.
ويمثل شمال شرق سورية أحد الميادين التي تتواجد فيها القوات الروسية بصورة شرعية على حين تتواجد القوات الفرنسية بصورة غير شرعية ضمن ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم ضد الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
ومع توسع انتشار الشرطة العسكرية الروسية في منطقة شرق الفرات إلى جانب الجيش العربي السوري، باتت فرنسا بحاجة إلى التواصل مع الجيش الروسي لضمان أمن قواتها الاحتلالية في تلك المنطقة.
وذكرت وكالة « ا ف ب»، أن لوكوانتر أوضح خلال لقاء مع جمعية الصحفيين المختصين في قضايا الدفاع، أن الجيشين الفرنسي والروسي يخوضان نقاشات منذ عدة أشهر لمحاولة تقريب مواقفهما من الأزمات العالمية الكبرى وتجنب وقوع حوادث أثناء العمليات العسكرية.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الانطلاقة الحذرة للحوار، الذي يتم على مستوى رؤساء الأركان والاستخبارات العسكرية، عكست رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي عبر عنها قبل أشهر داعيا إلى «إعادة التفكير في علاقتنا مع روسيا» لأن «دفع روسيا بعيداً عن أوروبا خطأ فادح».
وقال لوكوانتر: «نرغب في التمكن، على مسارح الأحداث التي نتواجد فيها معاً، من فتح حديث بين العسكريين حتى نُبقي الأزمات التي نسعى إلى تخفيفها في أدنى مستوى ممكن ونتجنب المواجهات التي ستكون مؤسفة لهم ولنا».
وأضاف: «انطلق العمل… (الذي) قد يتيح احتمالات إنجاز تحضيرات عملانية مشتركة»، لكنه تدارك بالقول: «لم نصل بعد إلى تلك المرحلة، ما زلنا ببساطة في مستوى استطلاع الإمكانات».
وأشار رئيس الأركان الفرنسي إلى أنه تحدث إلى نظيره الروسي فاليري غيراسيموف عبر الهاتف «قبل بضعة أشهر»، مؤكداً إحياء خطّ تواصل مباشر بين قيادتي الأركان.
وأوضح لوكوانتر، أن الأزمة في جمهورية إفريقيا الوسطى تمثل الاختبار الأول لهذا التقارب، وقال: «طلبت أن نجعل إفريقيا الوسطى مساحة تجربة لتقييم النوايا الحسنة التي أظهرتها روسيا لتكون شريكا في حلّ الأزمات عوض أن تكون طرفا يسعى لاستخدام تلك الأزمات لزعزعة الاستقرار».
وأضاف: «أنتظر أن أتمكن من قياس مدى النية الحسنة لرفاقنا الروس. في هذه المرحلة، تبقى النوايا الحسنة بالكاد ملحوظة».
وتابع «ما يهمني أن نكون قادرين على الحديث مع الروس. هل يمكن أن نتحدث مستقبلا عن الشرق الأدنى؟ (…) يجب أن نرى بطريقة ما أنه يمكننا تجنب المواجهات غير الضرورية وخصوصاً أن نضافر جهودنا».
ورفعت مشاركة روسيا إلى جانب الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب من مكانة روسيا على الصعيد الدولي وأعادتها إلى المنافسة مع الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط بشكل خاص وعلى الساحة الدولية بشكل عام، إذ زاد النفوذ الروسي بشكل كبير منذ العام 2015، وما يزال في حالة ازدياد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن