رياضة

ديربي مدريدي صغير للأتلتي والملكي في رحلة أندلسية … ديربي حارق في روما وموقعة في سان باولو

| خالد عرنوس

تختتم اليوم منافسات الجولة الحادية والعشرين في الدوري في كل من إسبانيا وإيطاليا بعدد من المباريات المهمة التي تحمل في طياتها عناوين الصدارة، وتتصدر موقعة نابولي واليوفي المشهد في السييراA باعتبارها تجمع بطل الموسم الماضي ووصيفه رغم تراجع الأخير الباحث عن ضوء ينهي به نفق النتائج السيئة وكذلك هناك الديربي الحارق في العاصمة بين لازيو وروما ثالث ورابع الترتيب والذي يأتي في ظل نتائج تاريخية للأول واستعادة الثاني موقعه في مربع الكبار، وقبل هاتين القمتين يحاول إنتر استعادة نغمة الانتصارات على حساب كالياري الطامح بدوره لإنهاء سلسلته السيئة والبقاء قرب مقعد دوري الأبطال.
وفي الليغا سيكون موعد زعيمها الريال مع لقاء سهل على الورق عندما ينزل ضيفاً على بلد الوليد الفريق الأندلسي الصغير وبغض النظر عما فعله برشلونة في الميستايا أمس فإن لاعبي زيدان مطالبون بالنقاط الثلاث والرد على تعادل الذهاب، ويسعى الجار أتلتيكو مدريد لاسترداد صيحة الانتصارات أمام جار آخر هو ليغانيس الذي يعاني في وصافة القاع، ويطمح رابع المدريديين خيتافي للبقاء قريباً من الأتلتي وربما تخطيه على الجدول عندما يستقبل بيتيس.

بطل ووصيف
لا يمكن المقارنة تاريخياً بين يوفنتوس ونابولي على اعتبار أن الأول هو زعيم الأندية الذي لا يضاهيه أحد، في حين الثاني يعد من الأندية الصغيرة التي تفوز بلقب هنا وهناك بين الحين والآخر، ورغم ذلك إلا أن مواجهتهما ترتدي طابع القمة منذ منتصف الثمانينيات ولا يمكننا إلغاء وصفها بالمواجهة الكلاسيكية خاصة أن سماوي الجنوب هو وصيف البطل يوفنتوس 4 مرات في ثماني سنوات أخيرة وهو ما يعادل عدد المرات التي أنهى فيها مواسم السييراA بالمركز الثاني طوال تاريخه، إلا أن نتائجه هذا الموسم تدهورت بشكل كبير ليحتل المركز الحادي عشر مع نهاية الجولة العشرين في حين ضيفه البيانكونييري بات يتطلع للقب تاسع على التوالي بعد انفراده بالصدارة وبفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه.
اليوفي حقق خمسة انتصارات متتالية منذ خسارته اليتيمة هذا الموسم، في حين نابولي لم يحقق أكثر من 6 انتصارات ليبلغ رصيد اليوفي أكثر من ضعف رصيد مضيفه ولذلك لن يجد لاعبو المدرب جينارو غاتوزو أفضل من استضافة فريق السيدة العجوز لمصالحة جماهيرهم وبالتالي تلمس طريق العودة إلى كوكبة الكبار خاصة أن المدرب الجديد الذي خلف أنشيلوتي لم يسجل أكثر من فوز منذ تسلمه الفريق وكذلك لأن نابولي لم يعرف الفوز على اليوفي في سان باولو منذ 2015 وإن كان فاز بعدها عليه في تورينو.
تاريخياً تميل الأرقام إلى كفة اليوفي بشدة فقد فاز 69 مرة مقابل 31 لنابولي وتعادلا 47 مرة وكل هذا بالدوري وبالمجمل تقابلا 171 مرة ففاز اليوفي 81 مرة وخسر 38 وتعادلا في 58 مباراة، وشهدت مباراة الذهاب مهرجاناً كبيراً انتهى بفوز اليوفي 4/3، وخاض اليوفي 10 مباريات خارج أرضه ففاز بـ7 وتعادل مرتين وخسر مرة، في حين لعب نابولي العدد ذاته في سان باولو فخسر نصفها مقابل 3 انتصارات وهزيمتين.

ديربي الدم والنار
ديربي الكابيتولينو أو ديربي كوبولوني أو ديربي الشمس أو الجنوب كلها أسماء للمباراة التي تجمع قطبي العاصمة الإيطالية (روما ولازيو) وهي لا تقل عن أهم ديربيات العالم وتزيد درجة المنافسة فيه لترتقي إلى (الكراهية) أو (الغضب) من الألقاب التي يطلقها المشجعون على مثل هذه المباريات، إلا أنها بالنهاية مواجهة كروية شائقة ينتظرها عشاق الكالشيو كل عام مرتين وربما أكثر، المهم أن إياب الديربي هذا الموسم يأتي على أرض الجيلاروسي الذي استعاد نغمة الانتصارات في الجولة الفائتة بعد خسارتين موجعتين لكنه رغم ذلك بقي بالمركز الرابع وهو ما يسعى لاعبو المدرب باولو فونسيكا الحفاظ عليه، وبالمقابل يمر السيليستي في أزهى فتراته التاريخية بتحقيقه 11 انتصاراً متتالياً كأفضل سلسلة بتاريخه وهو ما لم يفعله حتى عندما توج بلقب الدوري في ثلاث مناسبات أو خلال 6 مرات حل بها وصيفاً، ورغم ذلك فهو يحتل المركز الثالث خلف يوفنتوس وإنتر علماً أنه يملك مباراة مؤجلة.
تاريخياً تقابل الفريقان 173 مرة رسمياً خلال مسابقتي الدوري الكأس ففاز روما 65 مرة مقابل 46 للازيو وتعادلا 62 مرة، ومنها 151 مواجهة بالسييراA انتهت 59 منها بالتعادل آخرها في الذهاب (على أرض لازيو) وفاز روما 54 مرة مقابل 38 فوزاً للازيوو الفوزان الأخيران حدثا بالموسم الماضي كل في ملعبه، ولم يخسر فريق النسور في الأولمبيكو هذا الموسم مسجلاً 8 انتصارات وتعادلين على حين الجيلاروسي خاض 10 مباريات هناك (عدا الديربي) ففاز بنصفها وتعادل مرتين وخسر 3 مباريات.

حين لا ينفع الندم
لم يخسر إنتر خلال 13 مباراة أخيرة لكنه تعادل خلالها في خمس مناسبات كانت كافية لتنحيه عن الصدارة وبات مهدداً بفقدان الوصافة كذلك في حال فوز لازيو بمباراته المؤجلة، ويدرك لاعبو المدرب ساري أن أي تعثر جديد ربما يؤدي إلى فقدان الأمل بالمنافسة على اللقب ويلتقي النييرازوري اليوم مع كالياري الذي شكل بسمة جميلة في السييراA الموسم الحالي قبل أن يتراجع في الأسابيع الستة الأخيرة والتي لم يعرف خلالها الفوز إلا أنه مازال بإمكانه اللحاق بمقعد أوروبي وهو قريب من مقاعد دوري الأبطال نظرياً (5 نقاط عن روما).
سجل إنتر 6 انتصارات في ملعب جوزيبي مياتزا مقابل 3 تعادلات وهزيمة، على حين كالياري فاز بثلاث مباريات خارج أرضه مقابل 5 تعادلات وهزيمتين، وكان خسر أمام إنتر ذهاباً 1/2 قبل أن تتجدد الهزيمة بشكل أكبر 1/4 في دور الـ16 لكأس إيطاليا قبل عشرة أيام، وكان كالياري فاز بالموسم الماضي بنتيجة 2/1 على ملعبه أما فوزه الأخير في ميلانو فحدث عام 2016.

نحو الأفضل
في إسبانيا وبغض النظر عما آلت إليه قمة الميستايا يتعين على ريال مدريد عدم التفريط بأي نقطة من رحلته الأندلسية التي يواجه فيها بلد الوليد في حال أراد البقاء وصيفاً بفارق الأهداف أو الانفراد بالصدارة، ولأن الأمور إلى القمة على مستوى الأداء والنتائج فإن ما قدمه لاعبو زيدان حتى الآن كاف للمنافسة على اللقب وربما شاهدناهم على منصة التتويج بنهاية الموسم لكن ذلك يتطلب نجاعة هجومية أكبر، فعلى الرغم من أن الملكي لم يخسر سوى مرة إلى أنه لم يسجل أكثر من 38 هدفاً وهو معدل عادي بالنسبة لزعيم الليغا واللافت حتى الآن هو قوة الفريق الدفاعية وذلك بفضل خبرة عناصره وكذلك التألق اللافت للحارس كورتوا الذي كان وراء الفوز أكثر من مرة.
ولا تبدو مهمة الفريق سهلة على ملعب لازوراليدا لسببين، الأول هو أن بلد الوليد فرض التعادل عليه في برنابيه ذهاباً وبالتالي سيحاول تأكيد أنه لم يأت بالمصادفة والثاني أن الفريق الأندلسي يحاول تأمين نفسه بعيداً عن مثلث الهبوط، وسبق لبلد الوليد خوض 9 مباريات بأرضه ففاز باثنتين وتعادل مرة مقابل 6 هزائم، في حين الريال خاض 10 مباريات خارج برنابيه ففاز بنصفها وتعادل 4 مرات وخسر مرة، علماً أن الريال لم يعرف الخسارة أمام مضيفه منذ قرابة 18 عاماً.
قبل فوات الأوان
ثماني نقاط هي الفارق بين المتصدرين وأتلتيكو مدريد أبرز المرشحين للقب قبل بداية الموسم إلا أن فريق سيميوني لم يستفد من تعثرات القطبين وسقط غير مرة ليكتفي بالمركز الثالث بالشراكة مع نهاية الجولة العشرين ولم يكتف بذلك فكان ضحية مفاجأة دور الـ32 لكأس الملك بالخسارة أمام كولتورال ليوينسا من الدرجة الثالثة، واليوم سيكون موعده مع ديربي صغير يجمعه بجاره ليغانيس الذي يعاني من خطر الهبوط في موسمه الرابع بين الكبار، ولم يسبق للفريق الصغير أن فاز على الأتلتي في 7 مواجهات سابقة فتعادل 3 مرات كانت على أرضه مقابل 4 هزائم، وخسر الأتلتي مرة واحدة على أرضه هذا الموسم مقابل 3 تعادلات و6 هزائم في حين أخفق ليغانيس بتحقيق أي فوز خارج ملعبه مكتفياً بـ4 تعادلات و5 هزائم.

مباريات اليوم
الإيطالي – الأسبوع 21
إنتر ميلانو * كالياري (1.30)، بارما * أودينيزي، سامبدوريا * ساسولو، هيلاس فيرونا * ليتشي (4.00)، روما * لازيو (7.00)، نابولي * يوفنتوس (9.30).
الإسباني – الأسبوع 21
أتلتيكو مدريد * ليغانيس (1.00)، سلتا فيغو * إيبار (3.00)، خيتافي * بيتيس (5.00)، سوسيداد * مايوركا (7.30)، بلد الوليد * ريال مدريد (9.45).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن