من دفتر الوطن

الطبيعة، الإنسان، والفضاء

| زياد حيدر

بدأت أخبار انتشار فيروس كورونا تثير الهلع، رغم أن الوباء الذي انتشر في مدينة وهان الصينية، لم يبلغ مستوى الطوارئ العالمية بعد، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، إلا أن العديد من الحكومات اختارت الوقاية، عبر وقف الرحلات إلى الإقليم الموبوء، واتخذت الإجراءات الرقابية في المطارات، وقامت الصين بدورها بعزل واحتجاز نحو 11 مليون شخص في الإقليم.
الفيروس ليس جديداً كلياً، ولكنه من الصنف الذي يمكن أن يتسبب بقلق بالغ للعلماء، لانعدام وسائل علاجه وسرعة انتشاره.
انتشار الأوبئة القادرة على حصاد عشرات ملايين الأرواح ليس جديداً، سبق أن تسبب بمقتل نحو خمسين مليوناً في العالم منذ مئة عام فقط، والمرض لم يكن سوى أنفلونزا قاتلة.
تأتي الأوبئة، وتذهب، وتحمل ضحاياها في الطريق، وتذكرنا في الوقت ذاته بهشاشتنا، رغم التقدم العلمي الهائل الذي وصلنا إليه.
التناقض هذا المتمثل في خبر يحمله موقع إلكتروني عن قدرة العلم على محاكاة صوت كاهن فرعوني عمره 3000 عام، والرعب المتمثل بفيروس إنفلونزا جديد، هو جزء من التناقض الحالي في عالمنا.
ستيفن هوكينغ العالم البريطاني المثير للجدل، توقع أن يقودنا هذا التناقض للحضيض.
ومؤخراً أشارت مقابلة سابقة معه إلى أن هوكينغ أنشأ حساباً «شبه مؤكد» لنهاية العالم.
وهوكينغ (توفي في 2018) كان فيزيائياً نظرياً وعالماً في مجال الكونيات، كان توقع بانفجار الأرض في توقيت مستقبلي، كما أشار في الكثير من أبحاثه إلى احتمالات أن يضرب الأرض كويكب هائل بحجم مدينة سيتسبب على الأرجح بانقراض الجنس البشري، بل إنه في بعض أبحاثه وضع احتمالاً بحدوث ذلك بعد عدة سنوات فقط، وبنسبة احتمال أقل من ثلاثة بالمئة.
لكن الخطر ليس خارجياً فحسب، إذ سبق له أن قال في العام 2017 إنه «مع تغير المناخ، وتأخر ضرب الكويكبات وانتشار الأوبئة والنمو السكاني، أصبح كوكبنا محفوفاً بالمخاطر بشكل متزايد. وعلى الرغم من أن احتمال وقوع كارثة على كوكب الأرض في سنة معينة قد يكون منخفضاً للغاية، إلا أنه يزداد بمرور الوقت ويصبح شبه مؤكد في الألف أو 10 آلاف عام القادمة. وبحلول ذلك الوقت، كان ينبغي أن ننتشر في الفضاء وإلى النجوم الأخرى، وبالتالي فإن وقوع كارثة على الأرض لا يعني نهاية الجنس البشري»
من جهتها، ودفاعاً عن الأرض والطبيعة، في وجه الإنسان، أطلقت جوليا روبرتس نداء منذ أسابيع، تهدد فيه الإنسان، بلسان «الطبيعة الأم»، وتنذره بأن بقاءه واستمرار جنسه مرهون بالحفاظ عليها، وحمايتها لا العكس.
تقول «الطبيعة الأم محذرة»: «أنا هنا منذ نحو أربعة ملايين ونصف المليون عام. أي بحوالي 22 ألفاً وخمس مئة عام أطول من وجودك أنت. أنا لا أحتاج حقيقة للبشر ولكن البشر يحتاجونني. نعم إن مستقبلك يتوقف علي، وحين أنمو أنت تنمو. وحين أتعثر تتعثر أنت. (..) ولكنني هنا منذ دهور. لقد غذيت أنواعاً أعظم منك، لقد جوعت سلالات أعظم منك.
محيطاتي. تربتي. جداولي المتدفقة، غاباتي، كلها يمكن لها أن تأخذك أو تتركك. وكيف تقرر أن تعيش يومك، سواء اخترت أن تحترمني أم لا ليس مهماً بالنسبة لي، فبشكل أو آخر، فإن تصرفاتك هي التي ستحدد مصيرك. لا مصيري. فأنا الطبيعة أنا متجهزة للتطور. هل أنت مستعد»؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن