سورية

أكد تجاهل «أوتشا» في 64 تقريراً ومئات الإحاطات مسألة عجزه عن استيراد الكثير من الاحتياجات المعيشية … الجعفري: يجب رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب عن سورية

| وكالات

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمس، ضرورة رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها بعض الدول على سورية وتسببت إلى جانب الإرهاب بمعاناة شعبها، مشدداً على أن الشعب السوري لن يتخلى عن سيادته ولن يسمح بالمساس بخياراته الوطنية.
وذكر الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن، وفق وكالة «سانا»، أن بعض موظفي الأمانة العامة وبعض مندوبي الدول يوردون في بياناتهم أرقاماً مفبركة حول سورية فثمة من قال: إن هناك ثلاثة أو أربعة ملايين مدني في إدلب، في حين العدد الدقيق فيها هو 800 ألف مدني، إضافة إلى 90 ألف إرهابي مع عائلاتهم ليصبح الرقم 300 ألف أي إنه يوجد في إدلب مليون و100 ألف بين مدني وإرهابي معظمهم أجانب، كما سمعنا من يقول إنه يوجد نحو ثلاثة ملايين في شمال شرق سورية والآلاف في مخيم الركبان ومثلهم في مخيم الهول لكننا لم نسمع منهم ولا من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية على مدى تسع سنوات حديثاً عن المعاناة والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها جميع السوريين داخل البلاد وخارجها جراء أعمال الإرهاب وممارسات الاحتلال والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب.
وبين الجعفري، أن الشعب السوري الذي يواجه إرهاب التنظيمات المدرجة على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية يتعرض لإرهاب آخر هو الإجراءات الاقتصادية القسرية وسياسات العقاب الجماعي التي تطبقها بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لثني سورية عن خياراتها المستقلة ومواقفها الوطنية.
وأشار الجعفري إلى أن ملايين السوريين يعانون جراء الإجراءات القسرية التي تطالهم في جميع مناحي الحياة في ظل تجاهل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» مطالبات سورية المتكررة بإيلاء الأهمية اللازمة لهذه المسألة في تقاريرها، مستغرباً ردود بعض ممثلي «أوتشا» بأنه من غير المسموح لهم الحديث عن هذه المسألة وإلا فإن مسارهم الوظيفي قد يتضرر أو تتم معاقبتهم وإقصاؤهم وهو تبرير غير منطقي لمن يعمل لتنفيذ ولاية إنسانية نبيلة على نحو يفترض به أن يكون مهنياً وحيادياً وإنسانياً.
وأوضح الجعفري أن «أوتشا» تجاهل في 64 تقريراً مكتوباً ومئات الإحاطات مسألة عجز الشعب السوري عن استيراد الكثير من احتياجاته المعيشية ومنها الغذاء والدواء جراء العقوبات المصرفية كما تجاهل مصير عشرات آلاف السوريين ممن قضوا غرقاً في مياه المتوسط على يد عصابات التهريب والاتجار بالبشر التركية إضافة إلى تجاهله معاناة الأطفال السوريين من البرد القارس بسبب الإجراءات التي تحول دون استيراد الوقود للتعويض عن إنتاج حقولنا الوطنية من النفط والغاز التي ينهبها المحتل الأميركي.
ولفت الجعفري إلى أن تقارير «أوتشا» وإحاطاته تجاهلت أولئك الذين فقدوا أرواحهم في غرف العمليات الجراحية جراء الحظر على استيراد خيوط الجراحة ومضادات تخثر الدم والأجهزة الطبية الأساسية إضافة إلى تجاهله المواليد الجدد الذين فقدوا أرواحهم بسبب انقطاع الكهرباء عن حاضنات بعض المشافي أو المراكز الصحية.
واستغرب الجعفري أن «أوتشا» لم يسمع شكاوى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في سورية من آثار الإجراءات القسرية على عملها الإنساني، ولم يسمع بتقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «أسكوا» الذي أكد الآثار السلبية الخطيرة لهذه الإجراءات على الوصول الإنساني في سورية، ولم يسمع ما قاله إدريس الجزائري المقرر الخاص المعني بالآثار السلبية للإجراءات القسرية على التمتع بحقوق الإنسان.
وأكد الجعفري أن سورية تعاونت مع عدد من وكالات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر و38 منظمة غير حكومية أجنبية مرخص لها العمل في سورية، لافتاً إلى أن مشكلة سورية ليست مع «أوتشا» كمؤسسة بل مع القائمين عليها ممن استبدلوا أجندة الأمم المتحدة الإنسانية بأجندة الدول التي ينتمون إليها ولو صدقت مزاعمهم لما امتنعوا عن تقديم المساعدة لسكان أكثر من 40 مدينة وبلدة تم تحريرها من الإرهاب في إدلب ومحيطها.
ورداً على مندوبي الدول الأعضاء بين الجعفري أن الولايات المتحدة تحتل منطقة التنف وتحمي وتسلح وترعى في هذه المنطقة فصيلاً إرهابياً يدعى «مغاوير الشام» وهذا الفصيل هاجم محافظة السويداء قبل عامين وقتل مئات المدنيين ومع ذلك تطالب المندوبة الأميركية سورية وحلفاءها بإدخال المساعدات إلى مخيم الركبان ومنطقة التنف متناسية أن السلطة القائمة بالاحتلال هي التي يجب أن توفر إدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يعيشون في منطقة خاضعة للاحتلال بموجب القانون الدولي الإنساني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن