رياضة

في مسابقة كأس الجمهورية اتحاد الكرة يقع بالمطب … تأجيلات وتبديلات والأندية الكبيرة تفرض هيمنتها

| ناصر النجار

استؤنفت مباريات الدور الثاني من مسابقة كأس الجمهورية باللقاء الذي جمع الحرية مع حطين على ملعب حماة البلدي أمس وانتهى اللقاء إلى فوز الحرية بالترجيح بعد التعادل السلبي.
وسيقابل الفائز الفريق الفائز من لقاء الشرطة والنيرب.
وكان اتحاد كرة القدم قد بدأ هذا الدور بلقاء الجهاد مع العاصي مستغلاً وجود فريق الجهاد في حماة لتأدية مباريات الذهاب من دوري الدرجة الأولى لحساب المجموعة الرابعة وفاز الجهاد بنصف دزينة من الأهداف، وسيقابل الجهاد في الدور الثالث الفريق الفائز من لقاء التضامن مع الفتوة.
وأعلن الجزيرة من الأندية الممتازة انسحابه من المسابقة، فألغيت مباراته المقررة يوم الثلاثاء الماضي مع فريق مصفاة بانياس من الدرجة الأولى، وبالتالي سيواجه فريق مصفاة بانياس في الدور القادم الفائز من مباراة مورك مع جبلة.
وما زالت قضية الانسحابات من هذه المسابقة ضبابية فهي مهمة لأنها رسمية وتؤهل بطلها إلى بطولة الاتحاد الآسيوي وهي غير منضبطة حتى الآن، وعلى اتحاد كرة القدم تأمين الضوابط الفعالة من أجل قدسية هذه المسابقة وفرض هيبتها على جميع الأندية، وسبق لفريق العربي من الدرجة الأولى أن انسحب من الدور الأول فتأهل الجهاد إلى الدور الثاني قانوناً، ولا ندري من المنسحب القادم لأن الحبل على الجرار.

مباريات طابقية
أغلب مباريات الدور الثاني طابقية ومن المتوقع فوز فرق الدرجة الممتازة، نظراً للفوارق التي تفصلها عن الفرق التي ستواجهها من الدرجات الأخرى وخصوصاً أن فرق الدرجة الأولى تعيش صراع الصدارة والهبوط ومن المستبعد أن تلعب للمنافسة أو أن تبذل الجهد على غير طائل.
ويمكننا استثناء مباراة المجد مع الوثبة إن أراد المجد أن يثبت نفسه بين الكبار، وكذلك التضامن مع الفتوة وخصوصاً أن الفتوة يعاني الأمرين من سوء الترتيب وهو حريص على اللعب على جبهة واحدة مع الإشارة إلى علو كعب التضامن هذا الموسم.
يمكن أيضاً أن نجد مقاومة فاعلة من المحافظة بمواجهة الوحدة ومن حرجلة عندما يستقبل النواعير.
وتستمر المباريات حتى يوم الأحد القادم، وأجلّ اتحاد الكرة مباراة الجيش مع السلمية ومباراة المجد مع الوثبة إلى موعد لم يحدده بسبب مشاركة الجيش والوثبة بمسابقة الاتحاد الآسيوي التي ستنطلق يوم الإثنين في أسبوعها الأول.
ويلعب اليوم على ملعب حمص البلدي مورك مع جبلة، ويلتقي على ملعب حماة الصناعي الشيخ بدر من الدرجة الثانية مع الاتحاد، ويلعب على ملعب المدينة الرياضية الصناعي في اللاذقية الساحل مع الشيحة (درجة ثانية) وعلى ملعب الباسل باللاذقية يستقبل تشرين ضيفه شرطة حماة.
ويوم الجمعة يستقبل الطليعة في حماة ضيفه عفرين، وعلى ملعب خالد بن الوليد في حمص التضامن مع الفتوة وعلى ملعب الجلاء المحافظة مع الوحدة وعلى ملعب طرطوس البلدي النبك مع المخرم.
يوم السبت على ملعب الفيحاء يلتقي الكرامة مع اليقظة، وبدمشق أيضاً يلتقي النواعير مع حرجلة إنما على ملعب الجلاء، وتختتم المباريات يوم الأحد على ملعب الجلاء بلقاء الشرطة مع النيرب (درجة ثانية) القادم من حلب.

نظام المسابقة
في الأدوار الأولى والثانية والثالثة تقام المباريات من مرحلة واحدة على ملعب محايد، وفي حال انتهاء المباراة بوقتها الأصلي يتم اللجوء إلى ركلات الترجيح لتحديد الفائز، واعتباراً من دور ربع النهائي تقام المباريات من مرحلتين ذهاباً وإياباً، المباراة النهائية مقرها دمشق وهي وحدها التي تستوجب وقتين إضافيين في حال انتهاء وقتها الأصلي إلى التعادل، وإن استمر التعادل فيتم اللجوء إلى ركلات الترجيح لتنصيب البطل.

الدور الأول
أقيمت في الدور الأول تسع مباريات، انطلقت يوم 10 كانون الثاني 2020 والعاشرة انتهت بفوز الجهاد على العربي 3/صفر قانوناً لانسحاب العربي.
مباراتان انتهتا إلى فوز أحد الفريقين بركلات الترجيح، وهما السلمية مع بانياس 1/1 (6/5)، الشيخ بدر مع الصفصافة 1/1 (1/2) وتم إعلان فوز الشيخ بدر قانوناً 3/صفر لإشراك الصفصافة لاعباً موقعاً على كشف فريق آخر.
بقية النتائج فاز فيها العاصي على تلقطا 4/1، والمخرم على جديدة عرطوز 3/1، والنيرب على النورس 4/1، وشرطة حماة على شرطة حلب 7/صفر، والشيحة على القلعة 2/صفر والحرية على النضال 5/صفر، والمجد على عمال حلب 3/1.

فوضى كروية
إذا كنا نطالب الأندية بالالتزام بهذه المسابقة فإننا من الأولى أن نطالب اتحاد الكرة بالمزيد من الاهتمام، فالقضية ليست وضع جداول وتعيين حكام ومراقبين فقط، ما وجدناه أن اتحاد الكرة الجديد الذي توسمنا فيه الخير يسير على خطا الاتحادات السابقة دون أن يضع الضوابط التي ترفع من قيمة هذه المسابقة، لذلك نتساءل: ما الجديد الذي سيقدمه اتحاد الكرة؟ ونلاحظ التالي:
أولاً: جدول المباريات تغير في ظرف أسبوع ثلاث مرات، والتغيير تم لتضارب المواعيد وهذا جهل واضح وسوء إدارة من القائمين على وضع الجداول، والتغيير تم أيضاً بناء على طلب الأندية واتفاقاتها، لذلك يحق لنا أن نتساءل عن قدسية روزنامة اتحاد الكرة وعن هيبة الاتحاد ما دام الجميع قادراً على أن يتدخل في برنامج المباريات ويغيره ويبدله كما يشتهي.
ثانياً: في التعليمات الواردة بالجدول الأخير ذكر اتحاد الكرة أن نقل مباراة النواعير مع حرجلة إلى ملعب الصالة في طرطوس، لتحقيق العدالة بين الفريقين، لكننا فوجئنا أن المباراة نقلت إلى ملعب الجلاء بدمشق وهي الأرض المفترضة لحرجلة، وكذلك مباراة الكرامة مع اليقظة بملعب الفيحاء بدمشق وهو ملعب اليقظة.
ثالثاً: ما زالت الأندية الكبيرة تهيمن على قرار اتحاد الكرة، وهذا ما نلاحظه في الجدول الأخير فتمت الموافقة لفريق الطليعة على استضافة فريق عفرين في حماة، وكذلك تشرين سيستقبل شرطة حماة في اللاذقية، والشرطة سيواجه النيرب بدمشق، ولا ندري إن كان هناك متغيرات جديدة في الساعات القادمة، فأي عدالة هذه، ولماذا تم تغيير قرار الاتحاد بإقامة المباريات على ملاعب محايدة، وهل الغاية من المباريات أن تكون إلى جانب الأقوى؟
وإذا أردنا التعلم من الدول المتطورة كروياً فهناك الكثير من الأساليب في إسبانيا وإنكلترا و فرنسا وغيرها بالتعامل مع مسابقة الكأس، ومنها أن المباراة التي تقام من مرحلة واحدة تقام على أرض الفريق الأدنى درجة، ومنها أن القرعة هي التي تحدد مكان المباراة، لكننا لم نستخدم هذا الأسلوب أو ذاك، بل لجأنا إلى نصرة الفريق الأقوى ولو تم ذلك باتفاق الفريقين.
رابعاً: موضوع التأجيل بمسابقة الكأس كرمى عيون مشاركة الجيش والوثبة ببطولة الاتحاد الآسيوي غير مبرر، وهذا سيفرض على مباريات الكأس والدوري فوضى التأجيلات وسيربك عمل اتحاد الكرة وروزنامة النشاط الرسمي.
ولا نجد أي عذر بتأجيل مباراة الجيش مع السلمية ما دام لقاء الجيش الآسيوي يوم الاثنين القادم، وبإمكان الفريقين أداء المباراة يوم الخميس مثلاً، والشيء نفسه يمكننا التحدث به عن مباراة الوثبة مع المجد مع إمكانية تقديم مباراة المجد مع الكسوة إلى الإثنين بدلاً من يوم الثلاثاء، نحن نتعامل مع فرق محترفة، وأنديتنا دفعت عشرات الملايين ثمن اللاعب، وإذا كان هذا اللاعب لا يقوى على أداء مباراة كل 72 ساعة فهذا يؤكد أننا غير محترفين وأن ما تم دفعه لكرة القدم هو هدر للمال العام.
وبالمحصلة العامة نخشى أن يكون اتحادنا الكروي الجديد غير قادر على إقامة مسابقة واحدة من دون عراقيل أو مطبات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن