رياضة

سلة الوثبة بصمة مشرقة في سماء دورة دبي الدولية

| مهند الحسني

أن تستعيد اللعبة عافيتها وتوازنها وألقها بعد هجرة وانقطاع داما لأكثر من سبع سنوات، وتتأهل للأضواء دون أي خسارة، وتحقق لموسمين متتاليين لقب وصافة كأس الجمهورية، وتقارع أقوى الفرق، وتفرض نفسها بقوة بين الأقوياء، وتشارك في دورة دبي الدولية وتترك بصمة مشرقة في أول مشاركة بتاريخها، فحقاً هذا أشبه بالإعجاز.
إدارة الوثبة نجحت بفضل التخطيط السليم، والمتابعة المستمرة، وتأمين الأجواء والمناخات التحضيرية المناسبة في صناعة فريق بات يحسب له ألف حساب، وسيكون له شأن كبيرة بالدوري المقبل، فالإدارة لم تتوان عن تقديم كل ما يلزم اللعبة بجميع مفاصلها، ووضعت الرجل المناسب في المكان المناسب، وبدأت العمل بوتيرة عالية وصبرت حتى بدأت تقطف ثمار عملها في صنع شخصية اعتبارية لفريق الرجال على الصعيد الخارجي بعدما تألق في سماء دورة دبي، حيث الأندية القوية والمخضرمة، فتغلب الفريق على الرياضي اللبناني صاحب الصولات والانجازات، وعلى فريق سلا المغربي بطل إفريقيا، وقدم مستويات قوية ذكرتنا بسلتنا بأيام الخوالي.

مشاركة قوية
لم يكن طموح القائمين على سلة الوثبة تسجيل مبدأ المشاركة في دورة دبي الدولية فقط، وإنما تجاوزوا بتطلعاتهم وأحلامهم كل الحدود، وعملوا واجتهدوا ودعموا الفريق بأفضل اللاعبين المحترفين، ووفروا له كل السبل الكفيلة لتحقيق نتائج جيدة، وكان لمدرب الفريق عزام الحسين الدور الأكبر في توظيف هذه القدرات السلوية الكبيرة حسب مجريات كل مباراة، ونجح خلال فترة قصيرة في خلق حالة من التناغم والانسجام بين اللاعبين الأجانب وباقي لاعبي الفريق الذين شاركوا مع الفريق بالدورة، فكانت أول مباراة للفريق أمام هوبس اللبناني صعبة وقوية، وخسرها بصعوبة نتيجة عدم تأقلم اللاعبين فيما بينهم، فاستعاد الفريق توازنه، ولعب بشكل أفضل في لقائه الثاني أمام فريق الجامعة الأميركية، وفي اللقاء الثالث لم يكن أشد المتشائمين بالفريق يتوقع أن يظهر بهذه الصورة أمام الاتحاد السكندري المصري فخسر أداء ونتيجة، لكن تفوق على نفسه وقلب كل التوقعات والترشيحات التي صبت في مصلحة الرياضي اللبناني، ولعب الوثبة بقوة واضعاً شعار أكون أو لا أكون لأن خسارته كانت ستضعه خارج دائرة المنافسة، ونجح في خطف نقاط الفوز، واستمر الفريق الذي أخذ جرعة كبيرة من التفاؤل بالعزف على وتر الفوز، وتمكن من الفوز بقوة على فريق سلا المغربي بطل القارة السمراء، ليتأهل للدور الثاني بقوة وجدارة، وفي الدور الربع النهائي التقى مع فريق مايتي الفلبيني الذي يضم لاعبين أجانب هم الأفضل بالبطولة، ويمتاز بالقوة والسرعة، ولاعبوه يتميزون بمهارة التسديد من جميع الاتجاهات والمسافات، ومع ذلك لم يكن الوثبة صيداً سهلاً، وقدم مستوى جيداً، لكن خبرة محترفي مايتي فرضت نفسها وحسمت نتيجة المباراة، ليضع حداً لطموحات الوثبة الذي نال احترام وإعجاب الجميع، وبات من الفرق القوية التي ستكون حاضرة في الدورات القادمة نظراً لأداء الفريق وقوته، إضافة لجمهوره الوطني الذي أضفى على البطولة جمالاً ما بعده جمال.
أكاديمية للمستقبل
على الرغم من الدعم الكبير الذي أولته الإدارة للفريق الأول، لكن اهتمامها لم يكن فقط محصوراً في الفريق الأول، وإنما نجحت في إحياء الملاعب التي كانت في حالة يرثى لها، وأعادت تأهليها ضمن مواصفات جيدة ومتميزة، وقامت بإنشاء أكاديمية متخصصة بكرة السلة تضم نحو مئتي لاعب ولاعبة، ويشرف عليها المدرب عزام الحسين إضافة لكوكبة من مدربي النادي، ولم يتوقف دعم الإدارة عند هذه الحدود بل قامت بتقديم التجهيزات الرياضية للاعبين بشكل مجاني، دون أي تكلفة مادية ترهق الأهالي، ناهيك عن أن باب الأكاديمية مشرع لجميع أبناء حمص، ومن دون أي رسوم مادية، لأن هدف الإدارة من ورائها ليس ربحياً، وإنما الغاية منها تطوير مستوى اللعبة، وبناء جيل سلوي متطور للمستقبل يقي الإدارة من التعاقدات الخارجية.

نتائج
وقع الوثبة في المجموعة الأولى بدورة دبي إلى جانب أندية سلا المغربي، والرياضي اللبناني، الجامعة الأميركية، هوبس اللبناني، الاتحاد السكندري المصري، وقد خسر أول مباراة له أمام هوبس 78-91، وفاز بالثانية على الجامعة الأميركية 93-90، وخسر أمام الاتحاد السكندري 64-96، وفاز على الرياضي اللبناني 88-67، وعلى سلا المغربي 75-72، وتأهل للدور الثاني وخسر أمام مايتي الفلبيني 71-88.

تحضير وتكريم
ما إن وصل الفريق أرض البلاد حتى كان للإدارة جلسة تقييمية مع الجهاز الفني لوضع بعض التصورات للمرحلة القادمة، وقد باشر اللاعبون مرانهم بكل جدية تحضيراً للدوري المقبل على أمل أن تكون سلة الوثبة من أقوى المنافسين على اللقب.
وفور وصول الفريق لمدينة حمص قام السيد محافظ حمص باستقباله، وأثنى على نتائجه الجيدة، وقدم لهم مكافآت مادية جيدة، كما ستقوم الإدارة في الأيام القليلة القادمة بإقامة حفل تكريمي للفريق تقديراً لجهودهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن