كشف الباحث السوري الفلسطيني، تيسير خلف، أن تمثالاً فقد من سورية منذ 47 عاماً، ظهر من جديد في متحف لكيان للاحتلال الإسرائيلي في الجولان العربي السوري المحتل.
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن خلف قوله: إن «التمثال فقد من قرية كفرشمس في محافظة درعا جنوب سورية خلال الحرب (حرب تشرين التحريرية 1973)»، موضحاً أن ذلك حدث بعد أن توغل جيش العدو الإسرائيلي في مناطق غرب درعا وشرق القنيطرة، وأجرى عمليات تنقيب أثري، وسطا على الكثير من القطع الأثرية من هذه المناطق الغنية بالآثار.
ولفت خلف المقيم حالياً في إحدى الدول الخليجية، إلى أنه من بين تلك القطع تمثالاً فريداً من نوعه، ظهر في متحف مستوطنة قصرين في الجولان العربي السوري المحتل.
وأشار خلف إلى أن التمثال يمثل ثالوثاً إلهياً يمكن أن يضيء على جوانب مجهولة من ديانة الإيطوريين، لكون هذه المنطقة من مناطقهم الأساسية، مؤكداً أن هذه القطعة الأثرية لافتة للنظر لأنها تعبر عن فكرة تبني الإيطوريين للثقافة الهنلستية بشكل كامل.
والإيطوريون هم قوم من العرب، يرجعون بنسبهم إلى أيطور بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل، ولغتهم الآرامية أو العربية، وكلمة «أيطوري»، تعني «الجبلي»، وموقع أيطوريا، هو جنوب دمشق، بين هضبة «اللجاة» وجبل الشيخ.
وقال خلف: «يبدو في التمثال الإله الأكبر بعل شامائين بصورته الشبيهة بصورته في تدمر، وتمت مواءمته مع الإله اليوناني زيوس، رغم أنه هنا في هذا التصوير يشبه عجلبول التدمري الذي يحمل الرمزين الشمس والقمر في آن معاً».
وأضاف: «أما الإلهة التي تقع على يسار بعل، فهي كما يبدو أرتميس في تجليها القمري، حيث تظهر في بعض التماثيل اليونانية تضع تاجاً على شكل هلال بما يوحي بأنها إلهة القمر سيلين».
وبينما أثار ما نشره الباحث جدلاً وتساؤلات منها ما يقول: «كيف استطاعت إسرائيل أن تقوم بالتنقيب الأثري، وحرب عام 73 كلها استمرت 18 يوماً، وبعدها انسحبت إسرائيل من القرى التي احتلتها؟»، أجاب خلف أنها ما تم ذكره حول ذلك، مثبت ومنشور في مصادر كيان الاحتلال وذكره عالم الآثار دان أورمان، حيث كانت هناك بعثة أثرية مع جيش العدو.
وتعقيباً على ما كتبه الباحث السوري، ملاتيوس جغنون، الذي وصف ما كتبه خلف بأنه: «كشف جميل وإضاءة أجمل»، لفت خلف إلى أن هناك مقالاً نشر منذ سنوات طويلة عن هذا الموضوع وعرضت صورة التمثال فيه بمبنى أثري في كفرشمس قبل عام 1973 ثم تم نشر صورة للمبنى نفسه بعد نزع التمثال عنه.