دلالات الإعلان عن تشكيل الفيلق الرابع اقتحام
ميسون يوسف :
عندما أعلن العماد علي أيوب باسم القيادة العسكرية العربية السورية تشكيل الفيلق الرابع اقتحام، صدم أعداء سورية الذين راهنوا على سقوطها والذين ظنوا أن عدوانهم عليها سيمكنهم من الإمساك بقرارها والسيطرة عليها، والذين تصوروا أن لجوءهم للإرهاب واستثمارهم به سيحقق أهدافهم الخبيثة فيها بشكل مؤكد وعلى أوسع نطاق.
لكن الإعلان عن الفيلق الرابع المقاتل في هذا الظرف بالذات زعزع آمالهم وجعل صدمتهم كبيرة لأن للإعلان بحد ذاته دلالات ومعاني يعرفها المحترفون ويقدر أبعادها المختصون بالشأن العسكري والإستراتيجي، معان لا يمكن أن تروق لأعداء سورية وخاصة أن له كما يقول الإستراتيجيون دلالات خطرة تؤكد أن سورية في الوضع السليم عسكريا وأنها خلافا لما يتصورون تملك القدرة على الصمود وردع العدوان كما أنها تنتقل اليوم مع بدء العمليات العسكرية الجوية الروسية التي تنفذ بناء على طلب من القيادة الشرعية للدولة السورية، تنتقل مع هذه المتغيرات لتدخل مرحلة جديدة ستكون الخطا فيها متسارعة لاجتثاث الإرهاب واستعادة الاستقرار.
أما عن الرسائل المهمة التي وجهه الإعلان بذاته وبظرفه فإنها كما يرى الإستراتيجيون متعددة وبالغة الأهمية والخطورة منها:
1) إن الجيش العربي السوري بعد 5 سنوات من القتال والاستنزاف يستمر ممسكا بمقاليد القوة والسيطرة وقادر على إعادة التنظيم وتشكيل الوحدات وتهيئتها للمهمات المستجدة. وأن الخبرات التي اكتسبها في الميدان تمكنه من تطوير تشكيلاته ومهماته إلى الحد الذي يتطلبه التحدي.
2) إن الجيش العربي السوري كان على الدوام حريصا على مواكبة المرحلة وانه حضر نفسه منذ أشهر لهذه اللحظات من المواجهة التي يستثمر فيها الدعم الناري الروسي وبالتالي فإن ما يجري الآن ليس وليد مصادفة أو فعلاً عارضاً لحظوياً.
3) إن الجيش العربي السوري يمتلك من القدرات التي تجعل الصديق مطمئنا للعمل معه ومطمئنا لقدراته على السيطرة والانطلاق والتكيف مع الظروف ومجريات الميدان.
4) إن سورية تملك من القدرات العسكرية الذاتية أو المتكاملة مع قدرات الأصدقاء ما يجعل الخصم أو ما يفرض على العدو أن يحسب ألف حساب لها ويجعله في موقع التشكيك الدائم في نجاحه ضدها.