رياضة

الحيتان ضلت الطريق والمال لا يصنع المعجزات … الخبرة وحدها لا تكفي ويجب الاعتماد أكثر على الشباب

| اللاذقية– محسن عمران

لم يكن أشد المتشائمين بكرة حطين يتوقع لها أن تستقر في المركز السادس مع نهاية مرحلة الذهاب بفارق 9 نقاط عن المتصدر ابن مدينتهم تشرين وكانوا يتوقعون منافسة أكبر وأقوى، فيما ذهب المتفائلون إلى أبعد من ذلك بأن الفوز باللقب هو مسألة وقت لا أكثر، لما لا وفريقهم يضم في صفوفه أفضل اللاعبين المحليين وبعضهم حضر من الاحتراف الخارجي خصيصاً للتعاقد مع الحيتان ولكن غاب عن ذهنهم أن المال وحده لا يصنع المعجزات والخبرة تحتاج للحيوية والشباب والروح حتى تكتمل المعادلة.

تعاقدات نار
فيما كانت الأندية الأخرى تبحث عن لاعب هنا وآخر هناك تكمل فيه صفوفها لدخول الدوري كانت إدارة نادي حطين مدعومة من كبرى الشركات التجارية تجري تعاقداتها وتخطف كل اللاعبين من الأندية الذين سال لعابهم للمبالغ المدفوعة وقيل إن قيمة التعاقدات تجاوزت المليار ليرة أكثر أو أقل بقليل، دون أن يكون هناك أي شيء رسمي كعادة أنديتنا في التستر على العقود.
وغاب عن إدارة حطين أن التعاقدات تجرى وفق قوانين معينة، منها الفحوصات الطبية والنفسية بالإضافة لأمور فنية حتى لا يقع المحظور وحدث ذلك عندما اتضح لاحقاً أن بعض اللاعبين فازوا بعقودهم دون أن يحققوا للفريق الفوز المطلوب.
وحتى مدرب الفريق الكابتن حسين عفش الذي تم التعاقد معه ليقود فريق الأحلام وأطلق عليه جمهور حطين لقب الجنرال عجز عن فك شيفرة بعض اللاعبين وكانوا مكانك راوح دون أن يضيفوا أي جديد للفريق وفي المقابل هناك لاعبون قدموا المطلوب منهم وأكثر ولولاهم لربما كانت الأمور أسوأ.

أين شباب النادي؟
ويبدو أن حلم المنافسة أو الفوز باللقب غاب عن بال إدارة حطين التي قامت بالتعاقدات وقتها قد جعلها تنسى أن دور اللاعبين الشباب أو أبناء النادي هو المهم والأساس في أي خطة، وكان الاعتماد في الغالب على محترفين من خارج النادي أو محترفين من أبناء النادي نفسه ولكنهم كانوا في رحلة طويلة ويبدو أنهم شعروا بالغربة في ملاعبنا الصفراء أو الموحلة حسب ظروف الطقس فيما جلس الشبان ينتظرون فرصة ما ولم يشارك منهم كأساسيين إلا القليل، ومن بينهم الموهبة مصطفى جنيد ونذكر ثلاثة عشرة لاعباً من خارج حطين وربما أكثر كان على صفوف الفريق هذا الموسم.
يكفي أن نقرأ أسماء لاعبي حطين حتى ندرك أي فرصة أضاعوها على ناديهم في المنافسة «شاهر الشاكر وهادي منون وحسين جويد وعبد الرزاق الحسين وشعيب العلي وحمود الحمود ومارديك مردكيان وعز الدين عوض ورأفت مهتدي وإسماعيل الحافظ وحسن أبو كف وسليم سبقجي ومصطفى جنيد وحسن عويد وخالد كوجلي ورضوان قلعه جي وفريد آغا وهاني نوارة وإبراهيم بغدادي ووسيم نبهان ومروان زيدان ومحمد نعنوع وعدي جفال ولعب أيضاً أحمد ديب وفهد اليوسف».
أرقام
نال حطين 21 نقطة من 5 انتصارات و6 تعادلات وخسارتين وسجل 17 هدفاً ودخل مرماه 12 هدفاً وهي نسبة بعيدة كل البعد عن الأحلام.
فاز الحيتان على الجزيرة والطليعة بهدفين لهدف وعلى جبلة بهدف وعلى الفتوة بثلاثة أهداف لهدف وعلى النواعير بأربعة أهداف لهدفين وتعادل مع تشرين والكرامة من دون أهداف ومع الوثبة والشرطة والاتحاد والساحل بهدف وخسر أمام الوحدة بهدف والجيش بهدفين لهدف.
سجل أهداف الفريق كل من مارديك مردكيان خمسة أهداف أيضاً في شباك النواعير والساحل والطليعة والشرطة والاتحاد، وسجل عبد الرزاق الحسين أربعة أهداف منها هدفان في مرمى الفتوة وهدف في مرمى الجزيرة وجبلة وسجل حسن عويد هدفين في مرمى النواعير والطليعة وهدفاً واحداً لكل من سليم سبقجي في مرمى الجيش ورأفت مهتدي وعز الدين عوض في مرمى النواعير وعدي جفال في مرمى الوثبة ورضوان قلعه جي في شباك الجزيرة وسجل بمرماه لاعب الفتوة محمد هزاع.

الآمال موجودة بشرط
تبقى آمال الفريق قائمة بالمنافسة رغم فارق النقاط التسع التي تفصله عن المتصدر بشرط المحافظة على الاستقرار الفني وعدم تكرار ما حدث في الذهاب حيث تمت إقالة أو ربما استقالة المدرب حسين عفش قبل نهاية الذهاب بمرحلتين، فقاد الفريق المدرب زياد شعبو في مباراتي الجزيرة وفاز فيها 2-1 والوثبة وانتهت بالتعادل بهدف، كما خرج الفريق من كأس الجمهورية بعد الخسارة من الحرية بفارق ركلات الجزاء الترجيحية ليتم بعدها إقالة الشعبو الذي لم يحظ بفرصته كاملة فظلموه بالإقالة وظلم نفسه عندما وافق على التدريب في ظروف صعبة ولكن العذر أن حب النادي والانتماء أقوى من كل شيء وتم إعادة العفش مرة أخرى للتدريب على أمل تحسين الأوضاع.
ويلعب حطين على أرضه مع فرق الساحل والوحدة والجيش وجبلة والوثبة والشرطة والفتوة وخارجها مع الاتحاد والجزيرة والنواعير والكرامة والطليعة، إضافة لمباراته مع جاره تشرين.
وتبدو مرحلته متوازنة وهو قادر أن يعيد الحسابات إلى بدايتها وما عليه سوى الفوز وانتظار تعثر منافسيه وهي وإن بدت صعبة ولكنها ليست مستحيلة في كرة القدم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن