اقتصاد

فقر في مشاريع الطاقة الشمسية بطرطوس.. 12 مشروعاً لكن باستطاعات متواضعة

| الوطن

مع ارتفاع عدد ساعات التقنين الكهربائي بسبب نقص الغاز الذي يشغل الكثير من عنفات التوليد وحصول مشكلات عديدة في محطات التوليد التي تعتمد على الفيول.. تزداد الحاجة للتوسع في مشاريع الطاقات المتجددة من أجل تأمين مصادر تمويل أفضل بيئياً واقتصادياً وديمومة، وضمن هذا الإطار بلغ عدد مشاريع الطاقة الشمسية في محافظة طرطوس اثنين وأربعين مستثمراً تقدموا بطلبات للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية بطرطوس.
وبلغ عدد المشاريع التي تم تنفيذها وربطها مع الشبكة في عام 2019 نحو 12 مشروعاً لكن باستطاعات ليست كبيرة وأقل من المطلوب بكثير وهناك عدة طلبات جديدة تم تقديمها من أشخاص لتنفيذ مشاريع لتوليد الطاقة استطاعتها بحدود سبعة آلاف كيلو واط إضافة لعدة مشاريع حصلت على رخص لتوليد الطاقة وتم إبرام عقود شراء مع أصحابها تبلغ استطاعتها نحو أربعة آلاف كيلو واط.
وأكدت شركة كهرباء طرطوس أن كمية الطاقة المشتراة من هذه المشاريع بلغت حتى شهر تشرين الثاني الماضي 6.2 مليون كيلو واط ساعي، أما المشاريع المرخصة وقيد التنفيذ عددها 6 باستطاعة 3700 كيلو واط ساعي والمشاريع قيد الترخيص عددها 7 باستطاعة 6730 كيلو واط ساعي وفِي السياق نفسه شهدت كلية الهندسة التقنية بجامعة طرطوس إنجاز بحث علمي نوعياً في مجال الطاقات المتجددة يعتمد على التقانة الحيوية في معالجة زيت الجوجوبا لاستخدامه في تشغيل محركات الديزل، وهي طريقة حديثة لم يسبق اعتمادها.
وذكرت رئاسة الجامعة أن عنوان البحث هو «تحسين الخصائص التشغيلية لزيت الجوجوبا لاستخدامه في محركات الديزل» وهو لطالب ماجستير الطاقات المتجددة المهندس حسان عروس، حيث يهدف فريق البحث إلى تحسين خصائص زيت الجوجوبا لاستخدامه في تشغيل المحركات بوصفه وقودا حيويا متجددا، بخلاف الوقود الأحفوري الذي تشير التوقعات إلى احتمال نضوبه بشكل متسارع في ظل ازدياد الاستهلاك العالمي له.
وفي حديثه حول البحث، أكد الباحث أهمية استثمار الطاقات المتجددة كالشمس والرياح والمياه والكتلة الحيوية ومنها نبات الجوجوبا الذي ينمو في المناطق الصحراوية، والذي تم استيراد بذوره وزراعته في سورية لأغراض بحثية، حيث حالت ظروف الحرب دون إمكانية زراعته في البادية ، فتمت الزراعة بنجاح في مشتل الثورة بطرطوس.
وعن خطوات الدراسة التي قام بها الفريق، يوضح الباحث أنه تم جمع بذور النباتات واستخلاص الزيت منها عن طريق المذيبات والعصر، واعتماد طريقة العصر فيما بعد ، ثم المعالجة باستخدام خلاصة حيوية، وهي عبارة عن مادة سائلة تحتوي كائنات دقيقة نافعة مولَّدة طبيعيا، مبينا أن هذا الأسلوب غير مسبوق عالميا، فالأسلوب الشائع يعتمد معالجة الزيت كيماويا من خلال (الأسترة).
ويشير إلى أن معالجة الزيت بهذه التقنية الجديدة أدت إلى تحسين خصائصه، حيث جرت دراسة الخصائص الفيزيائية للزيت المعالج لاختيار نسبة المعالجة الأمثل، ثم إضافته إلى وقود الديزل بنسب مختلفة لاختيار نسبة المزج الأفضل، التي أعطت بدورها خصائص وقود مطابقة للمواصفات القياسية السورية فيما يخص الديزل، إذ اتضح أن نسبة 82 بالمئة من وقود الديزل مقابل 18 بالمئة من الزيت المعالج، حققت الخصائص الأفضل للاستخدام في المحرك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن