ثقافة وفن

«المختبر التاسع عشر» لطلاب قسم الرقص … تقديم حالات إنسانية متعددة وتجارب شخصية من خلال لوحات راقصة

| سارة سلامة

قدم طلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية عرض «المختبر التاسع عشر»، كمشاريع تخرج للسنة الرابعة امتحان الفصل الأول لمادة مختبر التصميم، إشراف معتز ملاطيه لي.
لوحاتهم كانت مستوحاة من أعمال فنية تشكيلية اختاروها ليعبروا عن حالات إنسانية في لوحة راقصة صممها الطلاب الذين تعلموا مبادئ التصميم في العام الدراسي، هذه المشاريع من شأنها تحضير الطالب للحياة العملية بعد التخرج.
ثمانية طلاب قدموا ثماني لوحات راقصة، كل منهم اختار حالة معينة أو تجارب شخصية ولوحات فنية تشكيلية صوروها بجسدهم وهي تحمل الكثير من العبر وتروي لنا القصص من دون أن يهمسوا بكلمة واحدة، كل هذه التفاصيل حكوها لنا بأجسادهم وتمايل رقصاتهم باتجاه الضوء والموسيقا والفكرة.

كل فكرة حملوها كانت تحكي عن حالة عاشها الطلاب أو مرحلة مروا بها أو حالة صديق أو أخ أو أب، ليكون الإحساس أصدق ويقدموا مشروعات تخرجهم بطريقة ساحرة وفاتنة تحرك الإحساس وتخطف الأنفاس.

من الطلاب المشاركين
إيمار خربوطلي سنة رابعة قسم الرقص: «غالباً إذا ما تحدثنا عن فكرة تكون تمسنا شخصياً بطريقة ما كتجربة شخصية أو تجربة لشخص قريب منا أو شيء له علاقة بالمجتمع حولنا، لذلك حاولت أن أستمد فكرتي من تجارب شخصية مررت بها في الحياة وكيف ممكن أن نشعر بها، والفكرة التي طرحتها استلزمت وجود طفلة معي بالمشروع تشبهني وموهوبة ويكون لديها حضور على المسرح وطاقة جميلة لتكون نسخة مصغرة عني فعلياً، وتحدثت عن تأثير الأشخاص على حياتنا وكيف يغيرون حالتنا على حسب تعاملهم معنا، وحقيقة إنه من السهل محاولة توصيف قصة من خلال الرقص ولكن الصعب باختلاف منظور الناس الذين يحضرون، أي هناك أشخاص يمكن أن تصلهم الفكرة أو تصل إليهم بطريقة مختلفة وصعب أن يصل الشعور كما نحن نريده».
الطالبة رهف الجابر سنة رابعة قسم الرقص: «الفرضية هي عمل فني نعبر عنه برقصة وكل منا اختار عملاً فنياً معيناً واخترت (لفريدا كاهلو لوحة الأيل الجريح) التي رسمتها وكان عندها وضع صحي معين، حيث أحضرت لها أمها الألوان والمرسم حتى تعمل الشيء الوحيد الذي تقدر أن تعمله وهي لا تستطيع أن تتحرك، هي تجارب مررنا بها أيضاً حيث تعرض والدي لخطأ طبي أدى إلى وفاته ومعاناته وأنا أيضاً تعرضت لظرف صحي، وكان هذا الموضوع مؤثراً لأعبر عنه بالرقص، ولا أعبر عن المعاناة بقدر ما أعبر أن هؤلاء الناس المعاقين موجودون معنا.
وقلت في التصميم إنهم برهنوا في العرض على قدرتهم على تقديم الكثير من الأشياء ولكن بغير طريقة وهذه الرسالة التي كنت أريد أن أوصلها وتحدثت عنها لشخصيات حقيقية، أوجه لهم الشكر حيث كان التواصل معهم رائعاً وتحدثوا لي عن تسلسل طبي مروا به، وأحترم هذا الشيء والشخصيات الأربع التي تحدثت عنها مهمة جداً في الحياة، ولم يكن لدينا الوقت الكافي لنخرج العمل بشكل متقن تماماً ولكن حاولنا بالوقت القليل بأقصى ما استطعنا لنقدم الأفضل».
كرمل أحمد سليمان طالب سنة ثانية رقص: «شاركت بثلاثة مشاريع تخرج مع صبا وزين وهاني، وهذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بل السنة الماضية شاركت بعدة مشاريع وكنت منذ صغري مع فرقة إنانا السورية وتأسست هناك كلاسيك، وكنت أحلم بالدخول إلى المعهد وأكون راقصاً عالمياً والحلم ما زال قائماً، وفي العرض قدم كل خريج فكرة مميزة وأي منهم يستطيع أن يوصل فكرة بسيطة ومنهم من قدم فكرة عميقة فيها غموض، وكانت مشاركتي مع زين غامضة جداً من خلال فكرة عميقة وتعذبنا كثيراً حتى وصلنا إلى الحالة لأنها تحتاج إلى وقت أكثر من الرقص والحالة تحتاج إلى عدة فترات لكي تصل، ومشاركتي مع هاني كانت بسيطة ومرحة عن الوقت، ومع صبا عن الاستقلالية واستقلالية كل إنسان بشكل عام وكيف يحصل على حريته وكيف يراها من منظور الحياة».

عن المختبر
ويضم المختبر المشاريع التالية: تكرار (هاني حمودة) صفعة (رهف الجابر) انغلاق (صبا رعد) أثر (إيمار خربوطلي) هكذا يحدث الآن (زين العابدين سليمان) سواد (مجد عريج) مرحلة التحول اللوني (أُسامة هنيدي) خط (سماحة غانم) ويشارك في مشاريع التخرج الخريجون: نورس عثمان.
السنة الثانية: كرمل سليمان– سالي داؤود– ماريا معماري.
السنة الثالثة: حازم الجبة – محسن العبد الله – نور علوم– وحيد الخطيب.
مدرسة الباليه: رند عباس.
سينوغرافيا: رامي فرحة.
فريق الإضاءة: ضياء النجاد -سعيد سعيد – حيدر الحامض– مناف حسن– هدى شعبان– ماهر بهنسي– محمد الزعبي.
موسيقا: علي سلمان (الصفعة).
دراماتورج: كمال بشير (تكرار– الصفعة– هكذا يحدث الأمر).
تعاون فني: جنى العبود (الصفعة).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن