سورية

لافروف: «سوتشي» لم ينص على ترك حرية التصرف للإرهابيين … روسيا تحذر أردوغان: شن عملية ضد الجيش السوري في إدلب سيكون «أسوأ سيناريو»

| الوطن - وكالات

حذرت روسيا أمس النظام التركي من عملية عسكرية ضد قوات الجيش العربي السوري في إدلب، واعتبرت أن ذلك سيكون «أسوأ سيناريو»، وذلك رداً على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية هناك في وقت وشيك، بعدما فشلت المحادثات بين روسيا وتركيا بخصوص إدلب التي يمنى فيها الإرهابيون المدعومون من النظام التركي بهزائم كبيرة.
وردا على سؤال عن رد فعل موسكو على تهديد أردوغان بأن شن عملية عسكرية في إدلب بات «وشيكاً»، قال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: «دعونا لا ننطلق من أسوأ السيناريوهات. لا شك أن هذا هو السيناريو الأسوأ».
وأضاف بيسكوف: إنه «لا خطط حالياً لاتصال هاتفي بين الرئيسين (الروسي فلاديمير) بوتين وأردوغان، لكن تنظيم مثل هذا الاتصال يمكن أن يتم بسرعة».
وشدد المتحدث بحسب وكالة «رويترز»، على أن موسكو تعارض بشدة تنفيذ هذه العملية لكن روسيا وتركيا ستبقيان على تواصل لمحاولة منع تصاعد التوتر في إدلب أكثر.
على خط مواز، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن المباحثات الروسية التركية في موسكو حول إدلب السورية لم تصل إلى نتيجة معينة، وحمل أنقرة مسؤولية تعثر الحل في إدلب، وفق ما نقل عنه موقع «روسيا اليوم».
وأشار لافروف الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع نظيره الأردني أيمن الصفدي إلى أن الجانب التركي أخفق في تنفيذ بنود اتفاق سوتشي بين الرئيس بوتين وأردوغان في أيلول 2018، والمتعلقة بالفصل بين «المعارضة» والإرهابيين في الإطار الزمني المحدد، وقال: إن «موسكو لا تطلب من أنقرة أكثر من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه».
ولفت لافروف إلى أن الجماعات الإرهابية في إدلب واصلت خلال الفترة الماضية استفزازاتها عبر القصف على قاعدة حميميم الروسية وعلى المدنيين والجيش العربي السوري، وما يقوم به الجيش العربي السوري هو الرد على هذه الاستفزازات، وروسيا تدعمه في هذه التحركات.
وشدد الوزير الروسي على أن الجيش العربي السوري يقوم بعملياته على الأرض السورية لاستعادة سيطرة الحكومة على أراضيها، موضحاً أن الاتفاق الروسي التركي لم ينص أبدا على تجميد الوضع في إدلب، وترك حرية التصرف هناك للإرهابيين، «ولم يقدم أي أحد وعودا بعدم المساس بالإرهابيين».
كما شدد لافروف على أنه الآن لا يمكن الحديث عن العودة إلى الوضع ما قبل سنة ونصف السنة في إدلب، في إشارة إلى النجاحات الميدانية للجيش العربي السوري، الذي تمكن من استعادة مناطق واسعة في إدلب، بما فيها الطريقان الدوليان M4 وM5 الاستراتيجيان.
وفي رد غير مباشر على تصريح نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو الذي لم يستبعد فيه إمكانية عقد لقاء بين الرئيس بوتين وأردوغان في حال عدم توصل مباحثات موسكو حول إدلب إلى نتيجة، قال لافروف: إن «موسكو مستعدة للعمل مع أنقرة على أي مستويات، بما فيها المستوى الأعلى»، لكنه أوضح أنه لا يرى حالياً أي مؤشرات على إعداد لقاء بين رئيسي روسيا وتركيا.
التحذير الروسي للنظام التركي جاء مباشرة بعد إعلان أردوغان أن أنقرة «لم تحقق النتائج المرجوة في محادثاتها مع موسكو بشأن إدلب»، وتهديده بأن العملية التركية العسكرية في إدلب باتت «مسألة وقت».
وزعم أردوغان أن بلاده عازمة على جعل إدلب السورية منطقة آمنة حتى مع استمرار المحادثات مع روسيا، مشيراً إلى أن تركيا أعدت خطة عملياتها في إدلب.
من جانبه، تحدث وزير الدفاع في النظام التركي، خلوصي أكار، عن عدم نية بلاده الانسحاب من نقاط المراقبة في محافظة إدلب، وأن أنقرة سترد بالمثل في حال تعرضها للاستهداف، علما أن معظم تلك النقاط باتت يحاصرها الجيش العربي السوري.
وزعم أكار وفق وكالة «الأناضول»، أن النظام التركي يمتلك ما سماه «الصلاحيات لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل تأمين وقف إطلاق النار»، وذلك بصفته دولة ضامنة بموجب المادة الخامسة من اتفاق سوتشي المبرم مع روسيا.
وفي استجداء لدعم نظامه، طالب أكار الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، بما سماه «الالتزام بتعهداتها المتعلقة بسورية، واتخاذ خطوات ملموسة لتجسيد مسؤولياتها هناك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن