سورية

حمود: أرضنا الطاهرة تستحق منا العمل.. سارة: يحق لنا الافتخار بهذا الانتصار … مارتيني: ستعود إلى خريطة السياحة العالمية … حلب تعيش انتصارها واقعاً بهبوط أول طائرة مدنية في مطارها الدولي بعد سنوات من التوقف

| حلب - موفد الوطن مازن جبور

في ترجمة فعلية للانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية وداعميها في حلب، وعودة النبض إلى العاصمة الاقتصادية للبلاد، هبطت أمس الطائرة المدنية الأولى في مطار حلب الدولي قادمة من مطار دمشق الدولي، وذلك بعد ثماني سنوات من توقف المطار عن العمل.
الطائرة من طراز «إيرباص 320» وقادها الكابتن الطيار علي رضا، وحملت على متنها وزيري النقل علي حمود والسياحة محمد رامي مارتيني وعدداً من المديرين في الوزارتين، إضافة إلى حشد ضخم من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، من ضمنهم «الوطن».
وما إن لامست الطائرة أرض مطار حلب الدولي حتى تعالت أصوات التصفيق والزغاريد تعبيراً عن الفرحة بالانتصار وعودة الحياة إلى المطار.
المئات من أهالي حلب والإعلاميين الموجودين فيها وعمال المطار، والذين انضم إليهم وزير الإعلام عماد سارة ومسؤولون في المحافظة وأعضاء في مجلس الشعب، كانوا يقفون على أرض المطار ويلوحون للطائرة الهابطة، في حين نزل الوفد الرسمي والإعلامي منها وتم الاستقبال في قاعة الشرف، إذ تحول المطار بأروقته كافة إلى ساحة للعمل الإعلامي، ليقوم الوفد بعد ذلك بجولة في المطار والاطلاع على أقسامه وتجهيزاته ومدارجه.
وزير النقل، وفور الوصول إلى قاعة الشرف في المطار، قال في تصريحات لـ«الوطن»: «نبارك لأهلنا في حلب هذا الانتصار الذي حققه أبطال الجيش العربي السوري من خلال التلاحم الذي تم بين الجيش والشعب والقائد».
حمود اعتبر، أن هذا الانتصار كان سببه إصرار شعب سورية على التحدي والصمود والانتصار، «فحلب انتصرت بشعبها وبالجيش السوري وتضحياته»، مشدداً على أن «هذه الأرض الطاهرة التي رويت بدماء الشهداء تستحق منا العمل ليل نهار لكي نقدم كل ما يجب تقديمه لأهلنا في حلب وفي باقي المحافظات السورية».
وأشار وزير النقل، إلى أنه كان لمؤسسات الطيران في سورية الجهد الأكبر لتشغيل مطار حلب الدولي خلال فترة التحرير، موضحاً أن مؤسسة الطيران المدني والسورية للطيران قامتا بإنجاز كل ما هو مطلوب لتشغيل المطار خلال فترة التحرير، حيث كان العاملون في هذه المؤسسات يعملون ليل نهار.
وأوضح أن يوم إعلان الانتصار كان هو يوم إعلان موعد هذه الطائرة، التي حطت بأمان وسلام، نتيجة التجهيزات والتحضيرات اللازمة بعد توقف المطار لأكثر من سبع سنوات عن العمل، لافتاً إلى أن المطار استطاع أن يعود بكل طاقته إلى العمل.
وأشاد حمود بالمهنية العالية لكابتن الطائرة والأمان في الحركة والفن في اتخاذ الموقع الأنسب للملاحة الجوية، لافتاً إلى أن هذا مؤشر على أن المطار جاهز بكل ما يلزم ويتمتع بمستوى عال من الرقي كواحد من أهم المطارات السورية.
وبين، أن مؤسسة الطيران المدني بدأت فوراً بالتواصل مع المحطات الخارجية لتأمين الموافقات اللازمة للهبوط في المطارات الدولية المختلفة، مشيراً إلى أن الرحلة الأولى من المطار ستكون إلى مطار القاهرة الدولي خلال الشهر القادم.
وزير الإعلام بدوره وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» قال: إن «هذا انتصار يحق لنا أن نفخر به، وهو يحمل الكثير من الرسائل والمعاني، اقتصادية وسياسية واجتماعية، ولكن الأهم من ذلك ما ستشاهدونه في حلب، من بسمة على وجوه أهالينا الذين يعيشون السعادة المطلقة والافتخار بجيشهم وبقيادتهم وبانتمائهم لهذه الأرض».
ولفت سارة إلى أنه لدينا قاعدة في الجيش العربي السوري تقول بتحرير كامل الأرض وليس فقط حلب، وقال: «هناك ما بعد حلب، هناك إدلب وإن شاء اللـه المنطقة الشرقية بالكامل».
وزير السياحة من جانبه وفي تصريح لـ«الوطن» قبيل هبوط الطائرة في مطار حلب الدولي، قال: «حلب ليست فقط مدينة بأهمية سياسية وجغرافية واجتماعية بل لها أهمية اقتصادية»، معتبراً أن عودة الحياة الاقتصادية إليها لا تكتمل إلا بعودة السيطرة على الطريق الدولية وإعادته للعمل وكذلك عودة المطار الدولي للعمل.
وأوضح مارتيني، أن «الإعجاز الذي حققه بواسل الجيش العربي السوري، يبدأ بعده العمل الخدمي والاقتصادي وعملية إعادة البناء التي تتطلب فتح الشرايين الحيوية لحلب وهي الطريق الدولي والمطار الدولي، الأمر الذي سيساهم بالإضافة إلى عودة الأمن والأمان في عودة المغتربين».
وحول انعكاس عودة مطار حلب الدولي للعمل على السياحة في حلب، قال مارتيني: حلب عاصمة السياحة الثقافية في سورية، وستعود إلى خارطة السياحة العالمية كمقصد للسياحة الثقافية وسياحة التسوق والخدمات وسياحة رجال الأعمال وكل أنماط السياحة».
وأوضح مارتيني، أن «حلب مدينة مهمة جداً جغرافياً واقتصادياً وموقعها مميز، وشعبها صامد قدم الكثير، وجيشنا بذل كل شيء لعودة هذه المدينة، ولن نخيب ظنه ولن تذهب تضحياته سدى وسنعيد بناء اقتصادها وبناء الحجر وسيعود أبناؤها الشرفاء إليها ليساهموا في ذلك».
من جانبه، محافظ حلب حسين دياب، تحدث لـ«الوطن» عن أنه و«منذ اللحظات الأولى لتحرير الأحياء الغربية للمدينة، بدأ الجيش الخدمي مباشرة بالعمل على إعادة كافة الخدمات لكافة الدوائر الحكومية ولطريق حلب دمشق»، مشيراً إلى أنه «خلال الأيام القليلة القادمة سيتم إعلان فتح الطريق».
المدير العام للطيران المدني، باسم منصور، أيضاً أوضح لـ«الوطن»، أن مطار حلب تعرض لاعتداءات من قبل العصابات الإرهابية المسلحة منذ العام 2012 أدت إلى خروج الكثير من تجهيزاته الملاحية ومبانيه عن العمل، مشيراً إلى أنه وبسبب الخطر على الملاحة الجوية تم إيقاف حركة الملاحة منذ العام 2012، وبتضحيات الجيش عاد المطار إلى العمل».
وأوضح منصور أن تأمين التجهيزات على المهابط تمت بكوادر وطنية، حيث قام العاملون بإصلاح المعدات والتجهيزات الملاحية، مبيناً أن المطار يضم منظومة ملاحية متطورة، منها: «نظام دوبلر فيو أر، نظام إن دي بي، نظام أيل إس آلي لهبوط الطائرات، نظام إنارة ملاحية كات تو».
وقال: «بجهود القائمين بالعمل تم إعادة معظم هذه التجهيزات للعمل بشكل يؤمّن سلامة العمل والملاحة الجوية والإقلاع والهبوط الآمن»، وأشار إلى أنه تم إعادة تأهيل تجهيزات صالة الركاب والموازين والأقشطة وأجهزة تفتيش الحقائب بشكل كامل، لافتاً إلى أنه تم تركيب نظام حديث للإعلان عن الرحلات.
وقال: «مطار حلب جاهز بالكامل للعمل ونرحب بأي شركة من شركات الطيران للعودة عبره كبوابة من بوابات سورية على العالم الخارجي».
عضو مجلس الشعب آلان بكر وفي تصريح لـ«الوطن» من أرض المطار، قال: «هذا النصر ليس عسكرياً وسياسياً فقط بل وسياحياً واقتصادياً واجتماعياً سيسمح بعودة المغتربين من أبناء حلب الذين اضطرهم الإرهاب لأن يغادروا حلب ولتعود عجلة الصناعة والإنتاج من جديد ونعيد جميعنا أبناء حلب ألقها إليها ونترجم هذا النصر بالاقتصاد وفي كل مناحي الحياة».
كابتن «الإيرباص 320» التي هبطت في حلب أمس كأول طائرة مدنية بعد هذا الانتصار، قال لـ«الوطن» من قمرة القيادة: «نشعر بالسعادة والفخر بإنجازات بواسل قواتنا المسلحة»، وأوضح رضا أنه «كان هناك سباق بين طواقم المؤسسة على من سينفذ أول رحلة وتم اختيارنا نحن الثلاثة من أهالي مدينة حلب»، وهم: الكابتن رضا، والطيار أحمد غريب، والطيار زهير جمالي.
رضا أكد أن المطار جاهز ملاحياً لاستقبال الطائرات وأن لا شيء يؤثر على سلامة الطيران، موضحاً أنه تم العمل على ذلك منذ مدة بحيث يكون كل شيء جاهزاً لحظة الإعلان عن تأمين المطار بالكامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن