اعتبر أن عودة سورية إلى الجامعة العربية ستعيد التوازن للقضية الفلسطينية … عبد الهادي: واثقون بأن أميركا ستغادر سورية لأن روسيا لن تسمح لها بالبقاء
| مازن جبور
أعرب رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي عن ثقته بأن أميركا ستغادر سورية لأن روسيا التي تعتبر سورية بالنسبة لها مسألة أمن قومي لن تسمح لها بالبقاء، موضحاً أن الجهود لعودة سورية إلى الجامعة العربية مستمرة، وأن عودتها ستعيد التوازن للقضية الفلسطينية بعد ما يسمى «صفقة القرن».
وفي تصريح لـ«الوطن»، بعد عودته من زيارة قام بها إلى موسكو والتقى خلالها مسؤولين روسيين، حيث كان الملف السوري حاضرا في تلك اللقاءات، أشار عبد الهادي إلى أنه وأثناء لقاءين مع كل من نائب وزير الخارجية ممثل الرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، ومدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية ألكسندر كينشاك، أكد المسؤولان الروسيان أنه «من حق سورية مكافحة الإرهاب وتحرير كامل أراضيها، وأن روسيا لن تتوانى عن دعم الدولة السورية، وهذا موقف حاسم لا تردد فيه مطلقاً».
وحسب عبد الهادي، أكد بوغدانوف وكينشاك أنه يجب على أردوغان إخراج قواته من من أراضي الجمهورية العربية السورية في النهاية، ولكن الآن يجب عليه تنفيذ اتفاق سوتشي بشكل دقيق من خلال انسحاب كافة الإرهابيين من المنطقة وإعادة الحياة الطبيعية إليها، خاصة إلى مدينة حلب وفتح الطريقين الدوليين «إم 5» و«إم 4»، مشددين على أن هذا موقف روسي لا تراجع عنه، وأن العملية العسكرية في إدلب مستمرة لتحقيق اتفاق سوتشي.
وأوضح عبد الهادي، أن الأوروبيين متخوفون من رئيس النظام التركي الذي يهدد بفتح الباب أمام اللاجئين باتجاه أوروبا لابتزاز الأوروبيين، مشيراً إلى أن الأوروبيين لا يثقون بأردوغان ولذلك هم يطرحون وقف إطلاق النار من أجل منع أردوغان من هذا التصرف.
وأعتبر، أنه ليس هناك سياسة واضحة أو نهائية لدى الأوروبيين تجاه الأزمة السورية، وأن سياستهم تعاني من التخبط، مشيراً إلى أن روسيا تعرف ذلك تماماً وأخبرت الأوروبيين بأنهم إذا أرادوا إنهاء الأزمة في سورية فلا بد من انسحاب جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير قانوني من أراضي الجمهورية العربية السورية وسيطرة الدولة السورية على كامل أراضيها، ومن ثم دعم الحل السياسي.
ولفت عبد الهادي إلى أن أميركا تتبع أيضاً سياسة ضبابية متخبطة في سورية، وكل يوم لديها موقف مختلف عن الآخر، خاصة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستخدم كل هذه المشاكل الدولية من أجل حملته الانتخابية، وقال: «نحن واثقون بأن الأميركيين سيغادرون المنطقة لأن الروس لن يسمحوا لهم بالبقاء»، وأضاف: «كما فهمت فإن سورية بالنسبة لروسيا هي مسألة أمن قومي».
وأشار عبد الهادي إلى أنه منذ نهاية عام 2018 كان هناك جهد روسي فلسطيني كبير لعودة سورية إلى الجامعة العربية، لافتاً إلى إجراء محادثات مع عدد كبير من الدول العربية بهذا الخصوص حينها، وأن 14 دولة عربية وافقت على عودة سورية إلى الجامعة.
وأوضح أنه كان هناك تنسيق بين فلسطين والجزائر بخصوص عودة سورية إلى الجامعة، إلا أن التهديدات الأميركية بمنع العودة ومنع التعامل المالي ومنع إعادة الإعمار، جعلت عدداً من الدول تتراجع عن ذلك في أواخر عام 2018.
وقال: «منذ ذلك التاريخ نحن مستمرون في جهودنا مع الأصدقاء الروس ومع الجزائر وعدد كبير من الدول العربية لعودة سورية إلى الجامعة، وهذا ليس بطلب سوري بل مبادرة من كل محبي سورية ومن الذين بدؤوا يستوعبون أن ما يجري في سورية هو جزء من مؤامرة لضرب سورية ودورها السياسي والقومي في المنطقة لرفضها المشاريع الأميركية والإسرائيلية».
واعتبر عبد الهادي، أن «عودة سورية هي لمصلحة العرب ولمصلحة فلسطين لأن عودة سورية ممكن أن تعيد التوازن للقضية الفلسطينية خاصة بعد ما يسمى صفقة العار «القرن» التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية».
ولفت إلى أنه «رغم كل ما عانته سورية بسبب الإرهاب الذي كان أحد أسبابه صمودها ورفضها للسياسة الأميركية والإسرائيلية، إلا أنها ما زالت تعتبر أن فلسطين هي بوصلتها قولاً وفعلاً».