سورية

«مداد»: سورية تتبع «حرب هجينة معكوسة» بإصرارها على المقاومة وإخراج الأميركي وغيره

| الوطن

اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مداد»، أن ديناميات «الحروب الهجينة»، التي تتبعها الولايات المتحدة ضد سورية لم تؤت ثمارها المرجوة أميركياً، ما دفع واشنطن لتشديد الخنق، بإقرار ما يسمى «قانون قيصر»، لافتاً إلى أن سورية تتبع ديناميات «حرب هجينة معكوسة»، بإصرارها على حقّها في المقاومة وإخراج الأميركي وغيره من البلاد.
ونشر المركز ورقة تحليل سياسات، بعنوان: «رمل وموت! الولايات المتحدة وسياسات الحرب الهجينة في سورية»، وتلقت «الوطن» نسخة منها وانطلقت مما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في معرض تبريره لإعلان الانسحاب من سورية: «لقد قُضي الأمر في سورية منذ زمن طويل… نحن نتكلم على رمل وموت»، مشيرة إلى أن «الدولة العميقة» في الولايات المتحدة كانت في الوقت ذاته تتحدث عن ضرورة بقاء مديد في سورية في إطار سياسات إقليمية دولية، وهو ما حدث بالفعل.
الورقة التي أعدها عضو الهيئة العلمية في المركز، عقيل محفوض، لفتت إلى أن تعبير ترامب الآنف الذكر، قد يتحول في دلالاته ومضامينه إلى عكس ما أراده، إذ إن الأميركيين عندما يجدون أن البيئة أصبحت نابذة، والأفق يضيق، فسوف يُقَدِّرُون أن التطورات تتجه نحو خيارات أكثر حدة أو خطورة، قد تَضطرهم للخروج من سورية، لأن لدى سورية خبرات طويلة ومديدة في تدبير المقاومة المحلية ضد القوات الأجنبية، وهذا ما يعرفه الأميركيون جيداً، ولا شك أنهم خبروه (من جهة سورية) في لبنان وفلسطين والعراق.
واعتبرت الورقة، أن سورية هي بلد «رمل وموت» لكن لفواعل الإرهاب والتدخل الخارجي، وأن المقاومة هي تعبير عن «إرادة الحياة»، وعن «الهمة» و«التطلع للمستقبل»، وهذا ما يفترض بالسوريين أن يفكروا فيه، ولا بد أنهم يفعلون، ولا معنى لأي فعل أو استجابة ما لم تكن في هذا السياق.
ورأت الورقة، أن «الحرب الهجينة» التي تتبعها الولايات المتحدة أقلّ مخاطرة وتكلفة، بالتركيز على سياسات «الخنق الاقتصادي»، وتعطيل مسارات الحلّ، وممارسة الضغوط لمنع الدولة وحلفائها من تحويل المكاسب العسكرية إلى مكاسب سياسية، وتعظيم التكاليف والتبعات لاستمرار السياسات المناهضة للولايات المتحدة.
وأوضحت، أن سورية تتبع ديناميات «حرب هجينة معكوسة»، بإصرارها على حقّ المقاومة وإخراج الأميركي وغيره من البلاد، وذلك في سياق علاقات تحالف إقليمية ودولية مركبة ومعقدة؛ وإعادة قراءة الحرب، بَدْءاً من الأسباب العميقة التي جعلتها (الحرب) ممكنة، والقابلية الاجتماعية والسياسية والقيمية والثقافية، التي جعلت التدخلات الأميركية والتركية والإسرائيلية وغيرها ممكنة في سورية؛ والانطلاق من بداهة رئيسة وهي حق المقاومة وحق تدبر السبل الممكنة على هذا الصعيد.
ولفتت الورقة إلى أن الهدف الرئيس من مواصلة ديناميات «الحرب الهجينة» في سورية (أو حيالها)، بل والتشدد فيها، هو تحقيق ما لم يمكن تحقيقه طوال عدة سنوات من الحرب منذ آذار 2011.
وأشارت إلى أن ديناميات «الحروب الهجينة»، لم تؤت ثمارها المرجوة أميركياً، ولم تقدر على إقامة حياة قابلة للاستمرار في مناطق خارج سلطة الدولة، فما كان منها إلا تشديد الخنق بصورة تفوق أي سياسات بهذا الخصوص، بإقرار «قانون قيصر»، والتدخل المباشر لمنع الشركات والشركاء والتهديد بعقوبات وحظر، إلى التدخل لمنع إمدادات الطاقة.
ورأت الورقة، أن أول استجابة ممكنة أو واجبة للإستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية، هي قراءة الحرب واستخلاص الدروس، والعمل على تعظيم ما يمثل فرصة واحتواء ما يمثل تهديداً، وتفكيك القابلية الذاتية أو الداخلية للحرب والتدخل الخارجي، على اختلاف أنماطها ودرجاتها، واحتواء سياسات «الخنق الاقتصادي»، وتفكيك تدريجي لشبكات وطبقات الفساد، وإصلاح القوانين والتشريعات، وإصلاح السياسات العامة، وتفادي أن يؤثر ذلك في هدف رئيس وهو مكافحة الإرهاب، واستعادة سلطة الدولة على كامل الجغرافيا السورية.
وأوضحت، أن ذلك يتم من خلال اتباع «سياسات صد» متعددة المستويات، على المستوى العالمي، كأن تكون جزءاً من تحالف عالميّ الطابع مكوّن من الفواعل الطامحة والراغبة في تغيير طبيعة السياسات والحدّ من الهيمنة الأميركية على النظام العالمي، وعلى المستوى الإقليمي، من خلال تدبر السبل بين تناقضات مختلف الفواعل الإقليمية، بالإضافة إلى خط المقاومة، وعلى المستوى السوري الوطني، من خلال محاربة الإرهاب واستعادة السيطرة وفرض سلطة الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن