سورية

«نرجيلتهم» أصبحت وسيلة لخطاب العنصرية ضدهم في تركيا! … تواصل وتزايد عودة المهجرين من الخارج

| الوطن - وكالات

مع تواصل وتزايد عودة المهجرين السوريين من دول الجوار والتي أصبحت بشكل شبه يومي إلى وطنهم، ربط إعلامي تركي بين الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقهى للنرجيلة في ألمانيا وقضى خلاله عدد من الأتراك، وبين خطاب العنصرية الذي يشنّ على هؤلاء المهجرين المقيمين في تركيا!
وقال المركز الروسي للمصالحة في سورية في نشرته الإعلامية، أمس، بحسب موقع قناة «المنار» الإلكتروني: «عاد أكثر من 972 لاجئا إلى سورية خلال الـ24 ساعة الأخيرة قادمين من أراضي الدول الأجنبية».
وأوضح المركز أن من بين العائدين 342 مهجراً من ضمنهم 103 سيدات و175 طفلاً عادوا من لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ، إضافة إلى 630 شخصاً من ضمنهم 189 امرأة و321 طفلاً عادوا من الأردن عبر معبر نصيب.
وذكر المركز أن الوحدات الفرعية التابعة لسلاح الهندسة العسكرية في الجيش العربي السوري قامت خلال الــ24 ساعة الأخيرة بعملية تطهير أراضٍ وأغراض في مدينة دوما بريف دمشق ومدينتي جاسم والحارة بريف درعا على مساحة 1.9 هكتار.
في غضون ذلك، ذكرت مواقع إلكترونية أن الهجوم الإرهابي المزدوج الذي نفذه اليميني المتطرف «توبياس، ر» 47 عاماً الأسبوع الماضي، واستهدف مقهى للنرجيلة ومطعم في مدينة هاناو التابعة لولاية هيسّن غربي ألمانيا، وأسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينهم 5 أتراك، أثار ردود أفعال غاضبة لدى الأتراك.
وربط إعلامي تركي يدعى أرجومينت أكدينيز في مقالة نشرها موقع «إيفرينسيل» التركي ونقلتها المواقع، بين الهجوم على المقهى وبين خطاب الكراهية الذي يشنه البعض حيال المهجرين السوريين المقيمين في تركيا، من خلال الترويج بأن السوريين لا شغل لديهم سوى ارتياد المقاهي وتدخين النرجيلة.
وقال أكدينيز: «إن من وصف هجوم ألمانيا الإرهابي بأنهّ هجوم غربي يكنّ العداء للمسلمين، ومن قال معقباً على الهجوم إن التركي لا صديق له غير الإنسان التركي، نجد أن نظرتهم للمهاجرين الذين يدخنون النرجيلة في بلادهم، مختلفة عن نظرتهم للشباب الذين لقوا مصرعهم خلال الهجوم الإرهابي، لحظة كانوا يدخنون النرجيلة أيضاً في مقهى ألماني».
وحذر أكدينيز من خطورة الترويج عبر مثل هذه الأمور «النرجيلة وغيرها» ووسمها بمجتمع بالكامل.
ونقل بعض ما جاء على ألسنة الأتراك الذين انتقدوا إدمان السوريين على النرجيلة، منها: «هؤلاء سيدخنون النرجيلة، وسيلهون في الحياة، على حين نحن سنستقبل جثامين أبنائنا الشهداء القادمة من سورية»، في إشارة إلى قتلى الاحتلال التركي على يد الجيش العربي السوري.
ومما جاء على ألسنة الأتراك بحسب أكدينيز: «كلما أرى النرجيلة أول ما يخطر ببالي هو السوري، أنني أشمئز منهم»، «السوريون لا عمل لهم سوى تدخين النرجيلة ومشاهدة النساء على الشواطئ»!.
ولفت أكدينيز إلى أن العنصرية حيال السوريين في تركيا بدأت من خلال هذه العبارات التي تم ترويجها، مضيفاً: «صحيح لم تصل العنصرية عندنا إلى حد العنصرية في ألمانيا التي دفعت بيميني متطرف لدخول مقهى وإطلاق النار على من في الداخل، ولكن هنا شهدنا تظاهرات جماعية مناهضة للسوريين، وكذلك محاولات لحرق خيم اللاجئين، إضافة إلى تظاهرات جماعية تطالب بطرد السوريين من بعض الأحياء، فكيف لنا أن نفسر كل هذا؟».
وانتقد أكدينيز ازدواجية المعايير لدى البعض، التي تدفع بالبعض لانتقاد ظاهرة لدى فئة جديدة من الناس في بلاده، في الوقت الذي يتجاهلون فيه هذه الظاهرة عندما تتعلق بأبناء بلادهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن