سورية

روسيا أكدت أن أي نشاط أممي على أراضي سورية يجب أن يتم بموافقة سلطاتها … مباحثات موسكو ونظام أردوغان بشأن إدلب بلا نتائج وتتواصل اليوم

| وكالات

في مؤشر إلى عدم توصل الطرفين إلى نتائج، انتهى اللقاء الروسي التركي في أنقرة بشأن التصعيد التركي في إدلب من دون الإعلان عن أي نتائج، على أن يتواصل اليوم، وذلك رغم توقع استباقه من قبل موسكو بتوقعات أن تخرج عنه «نتائج جيدة»،
على حين واصل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، إصدار فقاعاته الصوتية، في محاولة للضغط على روسيا.
وليل أمس نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر دبلوماسية انتهاء محادثات جمعت وفدين من روسيا وتركيا في أنقرة، لبحث التطورات في محافظة إدلب، على أن تتواصل اليوم الخميس، مشيرة إلى أن هذه المحادثات تعتبر الثالثة من نوعها بشأن الوضع في إدلب وجرت في مقر وزارة الخارجية التركية.
وأوضحت المصادر، أن الوفد الروسي ترأسه نائب وزير الخارجية السفير سيرغي فيرشينين، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، في حين ترأس وفد النظام التركي نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال.
ويأتي اجتماع الوفدين، في ظل توتر الوضع في إدلب، جراء تصعيد قوات الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية الموالية لها، بعد العملية العسكرية التي يشنها الجيش العربي السوري في المنطقة وتحقيقه تقدماً كبيراً ودحره الإرهابيين المدعومين من قبل نظام أردوغان.
وفي وقت سابق من يوم، أمس، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف في مؤتمر صحفي رداً على السؤال حول التوقعات من نتائج اجتماع أمس بين الجانبين الروسي والتركي حول إدلب: «التوقعات كما هي دائماً. نتوقع نتائج جيدة»، وذلك حسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء.
وقال بوغدانوف، رداً على سؤال ما إذا كانت هناك إمكانية لإنشاء بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في سورية: «أي نشاط تابع للأمم المتحدة على أراضي دولة ذات سيادة يجب أن يتم بموافقة سلطات البلد الشرعية».
وأعلن بوغدانوف أن روسيا لديها تأكيدات حول ما ورد في تقارير فريق خبراء مجلس الأمن بشأن نقل إرهابيين إلى ليبيا بمساعدة من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وخلال كلمته في الغرفة الاجتماعية الروسية قال بوغدانوف: إن «فريق خبراء لجنة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقوم بالإبلاغ بانتظام عن نقل المسلحين الأجانب إلى ليبيا وهو ما نؤكد حدوثه بمساعدة تركيا بالطبع»، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني.
وبحث مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، أمس، مع السفير القطري في موسكو، فهد العطية، الوضع في سورية، وجاء في بيان للخارجية الروسية، حسب «سبوتنيك»، إنه «خلال المحادثات، تمت مناقشة القضايا الموضوعية المتمثلة في زيادة تطوير العلاقات الروسية القطرية ذات المنفعة المتبادلة في مختلف المجالات، بما في ذلك جدول الاتصالات والأحداث ذات الصلة».
وأشار البيان إلى أنه «تم التطرق إلى الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على الوضع في سورية وليبيا والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية».
وبالترافق مع وصول الوفد الروسي إلى أنقرة لمواصلة المحادثات بشأن التصعيد التركي في إدلب، زعم رئيس النظام التركي أن بلاده «لن تتراجع خطوة» في إدلب، وأنها ستبعد قوات الجيش العربي السوري إلى ما وراء مواقع نقاط المراقبة التركية، وفق وكالة «رويترز» التي نقلت عنه قوله: إن «تركيا ستحرر مواقع المراقبة المحاصرة في إدلب بنهاية شباط».
وأضاف أردغان في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية»: إن أكبر أزمة تواجهها بلاده حالياً في إدلب هي «عدم قدرتنا على استخدام المجال الجوي، وسنتجاوزها قريباً» حسب زعمه، مجدداً مطالبته بانسحاب الجيش العربي السوري إلى ما بعد نقاط المراقبة التركية.
ويرى مراقبون أن المشهد السياسي يزداد تعقيداً بين روسيا وتركيا حول ملف إدلب، بالتوازي مع إصرار الجيش العربي السوري وحليفه الروسي على القضاء على التنظيمات الإرهابية في المحافظة، في مقابل مواصلة النظام التركي دعمه للتنظيمات الإرهابية هناك، واستمرار استهداف النقاط والأرتال التابعة للاحتلال التركي من قبل الجيش العربي السوري والقوات الجوية للحليف الروسي.
جاءت المباحثات الروسية مع النظام التركي أمس بعد يوم من تطورات ميدانية كبيرة في شمال غرب سورية، إذ سيطر الجيش العربي السوري على بلدات وقرى إستراتيجية بريف المحافظة الجنوبي.
على صعيد متصل، أعلن أردوغان، أنه لم يتلق الدعم اللازم من الولايات المتحدة بشأن الوضع في إدلب، وأنه يتوقع أن يناقش هذا الأمر مرة أخرى مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وفق «سبوتنيك».
كما أعلن أردوغان، أنه في الوقت الحالي، لا توجد أنظمة دفاع جوي من طراز «باتريوت» لدى أميركا يمكن تزويد تركيا بها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن