عربي ودولي

في ظل تعرّض الملك السعودي لوعكة صحية تهدد حياته … محمد بن سلمان يعتقل كبار الأمراء خشية الانقلاب عليه

| وكالات

شن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حملة اعتقالات بحق عدد من كبار أمراء الأسرة السعودية الحاكمة، وكان حساب «العهد الجديد» عبر «تويتر» نشر ليلة أول من أمس، أخباراً تفيد بأن من بين المعتقلين شقيق الملك سلمان بن عبد العزيز، الأمير صاحب النفوذ والشعبية الكبيرة أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف ولي العهد السابق.
وبالتزامن مع هذه الحملة من الاعتقالات، رجحت حسابات سعودية مقربة من الأسرة الحاكمة، بأن الاعتقالات تأتي في ظل تعرض الملك سلمان بن عبد العزيز لوعكة صحية تهدد حياته، وذلك وسط تقارير إعلامية متضاربة عن أسباب الاعتقالات تراوحت بين إحباط محاولة انقلاب ضد نظام بني سعود وأخرى عن معارضة التغييرات التي يقوم بها ولي عهد النظام محمد بن سلمان أو محاولات لتغيير ترتيب وراثة السلطة.
الاعتقالات التي يستهدف بها النظام السعودي معارضيه أو الناقدين لسياساته لا تقتصر فقط على المدنيين بل تشمل رجال الأعمال الأثرياء وأفراد العائلة الحاكمة بغض النظر عن مراتبهم أو سلطاتهم، وليست هذه المرة الأولى التي تجري مثل هذه التحركات فقد سبق لهذا النظام أن اعتقل عامي 2017 و2018 أمراء ووزراء سابقين تحت ذرائع مختلفة تنبع في أساسها من محاولاتهم الوقوف في وجهه أو مخالفة أوامره.
ورغم أن أسباب حملة الاعتقالات الجديدة لم تتضح تماماً إلا أن وسائل إعلام كثيرة بما فيها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ووكالة «رويترز» كشفت أن عناصر من حرس الديوان الملكي اقتحموا منزلي أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف وقاموا باعتقالهما بعد تفتيش المنزلين،
وفيما تضاربت التحليلات حول سبب الاعتقالات أشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن حراساً من البلاط الملكي يرتدون أقنعة وملابس سوداء ذهبوا إلى منزلي الأميرين واعتقلوهما وفتشوا منزليهما، مشيرة إلى أنه قد وجهت لهما تهمة «الخيانة»، وأن عقوبة هذا الفعل هو السجن مدى الحياة، وقد تصل إلى الإعدام، معتبرة أن هذا التحرك من شأنه تعزيز سلطة ابن سلمان وإزاحة منافسيه عن اعتلاء العرش.
ومن جانبها نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» صباح أمس تقريراً يؤكد قيام الأمير محمد بن سلمان، المعروف بلقب MBS، باعتقال عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، وولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيقه الأصغر.
وقالت «نيويورك تايمز» في تقريرها، إن الأمير أحمد بن عبد العزيز كان ينظر إليه في مرحلة ما على أنه شخص يمكن أن يوقف الأمير محمد بن سلمان من الاستيلاء على السلطة، وكان محمد بن نايف وزيراً سابقاً للداخلية وشخصية مفضلة منذ فترة طويلة بالنسبة لواشنطن.
وقالت الصحيفة الأميركية إن سبب الاعتقالات «غير واضح»، ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» اتهم العضوان البارزان، اللذان كانا في وقت ما في طابور العرش، بالتخطيط لانقلاب لإسقاط الملك وولي العهد من قبل الديوان الملكي السعودي.
بدورها أوضحت وكالة «رويترز» أنه لم يتسن لها التأكد من سبب الاعتقالات الجديدة لكنها نقلت عن مصادر لم تكشف عن هويتها قولها إن «بعض أفراد العائلة الحاكمة في السعودية سعوا إلى تغيير ترتيب وراثة العرش وأن ابن سلمان أثار استياء كبيراً بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة فيما تساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد عقب قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018 وتعرض البنية التحتية النفطية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي».
وفي عام 2017، أمر الأمير محمد بن سلمان باحتجاز 200 شخصية اعتبارية وملكية سعودية في فندق «ريتز كارلتون» بتهمة الفساد، وقد كان ما لا يقل عن 11 من المعتقلين من الأمراء وعشرات المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال المشهورين بحجة مكافحة الفساد إلا أن مصادر أخرى أكدت أن ما يجري داخل النظام السعودي هو انقلاب يقوده ابن سلمان بهدف تصفية خصومه من الأمراء ورجال الأعمال وسرقة أموالهم ونقلها إلى حساباته.
ووفقاً لـ«وول ستريت جورنال»، تم إطلاق سراح الكثير بعد أن وافقوا على دفع مبالغ كبيرة من المال تقدر بمليارات الدولارات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن