رياضة

مشاهد من مباريات الأسبوع الثالث من إياب الدوري … تشنجات وعصبية وبطاقات وفيرة وأهداف غزيرة

| ناصر النجار

حفلت مباريات الأسبوع الثالث من إياب الدوري الممتاز بالكثير من الأحداث والبطاقات والأهداف، تشنجات وعصبية وخروج عن الروح الرياضية سببها النقطة التي غابت عن فرق أو خسرتها فرق.
لم تأت مباريات هذا الأسبوع بالأخبار السارة للفرق المتأخرة فخسر الجزيرة وجبلة وتعادل الساحل والفتوة.
النواعير تعرض للخسارة الرابعة توالياً، والوحدة فلتت زمام أموره فاستقال مدربه، والاتحاد ما زال يسير خبط عشواء.
تشرين استمر بالصدارة والوثبة استمر بالانتصارات والجيش يطاردهما بعزيمة من حديد.
مشاهد الدوري هذا الأسبوع كانت كثيرة والملاحظات أكثر، والإثارة ستبقى عنوان المباريات أسبوعاً بعد أسبوع.
وإليكم ما بجعبتنا من وحي مباريات الأسبوع المنصرم وإلى التفاصيل:

التشنج الكروي
المزيد من البطاقات الملونة حملتها مباريات هذا الأسبوع بعد هدوء نسبي في الأسبوعين الماضيين، والحالة العصبية شهدتها المباريات التي اتسمت بالحساسية مثل مباراة الديربي الحمصي الذي خسر فيه كل فريق لاعباً مهماً، فالوثبة خسر مهاجمه الغلاب، والكرامة خسر نصوح نكدلي وكلاهما نال الحمراء (ببلاش) للاعتراض على التحكيم، والكلام نفسه ينطبق على مدافع النواعير المخضرم حمدي المصري.
لقاء الشرطة مع الفتوة حفل بالحساسية والتشنج والاعتراض على التحكيم والخشونة، فأشهر الحكم البطاقة الحمراء لعلي رمضان من الفتوة وكان طرداً مجانياً أيضاً.
ثم كانت الحمراء بانتظار حازم جعارة من الفتوة ومحمد البري من الشرطة وذلك للعصبية والحساسية والحالة لا مبرر لها من اللاعبين.
كان من الممكن تفادي هذه البطاقات، لأن الأخطاء المرتكبة تدل على بُعد لاعبينا كل البعد عن الاحتراف، واللاعب يجب ألا ينال بطاقة لأسباب التهور أو السلوك الشخصي المشين لأنه في هذه الحالة يضر بفريقه، وعلى سبيل المثال فإن الفتوة أحوج ما يكون إلى لاعبيه وهو يقاتل من أجل النقطة، والكلام نفسه ينطبق على بقية المحرومين، فكل من خرج بالحمراء هذا الأسبوع يشكل ثقلاً لفريقه سواء في الخطوط الخلفية أم الأمامية أو في وسط الميدان، وإذا انتقلنا إلى البطاقات الصفراء فإن وفرة هذه البطاقات سيكون لها تأثير مستقبلي في الفرق، فضلاً عن أن تعدد البطاقات في المباراة الواحدة يدل على فوضى فنية وعدم انضباط اللاعبين وهذا مرده إلى غياب الوعي والثقافة الكروية، ومن أمثلتنا نادي الوحدة الذي تعرض فريقه إلى ست بطاقات صفراء بلقاء الساحل، فعلى ماذا هذا يدل؟
قد يسأل سائل: هل صدور قرارات العفو المتكررة سبب في هذا الشطط، أم إن لاعبينا لا يعيرون هذه الحالة الإيجابية أي اهتمام؟

مدربون على الأبواب
أول استقالة لمدرب شهدتها مباريات الدوري في مرحلة الإياب كانت لمدرب الاتحاد التونسي اليعقوبي ومساعده، وجاءت بعد أن أغلقت كل الأبواب بوجهه، فلم يستفد النادي من المدرب، ولا المدرب استطاع أن يقدم شيئاً بظل وجود خلافات إدارية مستعصية.
الاستقالات بعدها جاءت على مستوى المدربين المساعدين، فاستقال المدرب المساعد لفريق جبلة، وكذلك المدرب المساعد لفريق الجزيرة، ومدرب حراس المرمى بفريق الساحل، وبدأ الإياب بمدرب جديد للطليعة عبد الناصر مكيس عوضاً من عمار الشمالي المستقيل.
وفي الساحل فإن هشام شربيني استقالته جاهزة وقدمها ثلاث مرات، ومدرب الكرامة على كف عفريت، فخسارة أخرى قد تطيح به، والهواش بفريق الاتحاد مدرب طوارئ وغير ثابت، والحديث عن موضوع المدربين متشعب لكننا باختصار ما زلنا نعتقد أن الحالة الفنية في أغلب أنديتنا غير مستقرة.
الحدث الأهم على هذا الصعيد تمثل باستقالة مدرب الوحدة إياد عبد الكريم بعد التعادل مع الساحل بهدف لهدف، وإياد هو المدرب الثالث لنادي الوحدة هذا الموسم، والمدرب الأول المستقيل الذي اختارته إدارة النادي الجديدة، وكان نادي الوحدة بدأ الدوري مع رأفت محمد في ثلاث مباريات فنال رأفت 6 نقاط من أصل 9 محتملة، ثم جاء بهيثم الشريف كمدرب طوارئ بلقاءي الجزيرة والشرطة فنال أربع نقاط، وأسندت بعده المهام إلى إياد عبد الكريم فقاد الفريق في 11 مباراة نال خلالها 16 نقطة فقط من أصل 33 نقطة محتملة، ومرحلة الإياب كانت الأسوأ في فريق الوحدة فلم ينل الفريق أكثر من نقطة من تعادله مع الساحل بموقعه المتأخر بينما خسر أمام الجيش وتشرين بهدف، وهذا لم يبعده عن المنافسة فقط بل أبعده عن مواقع الكبار، وإن استمر الحال على هذا المنوال فالفريق مهدد بالتراجع أكثر.
السؤال الأهم: ما الخيار القادم لفريق الوحدة، وهل سيكون على الشاكلة ذاتها، أم إن الإدارة ستختار مدرباً ذا ثقل يعيد الفريق إلى جادة الكبار؟

عودة الهدافين
ارتفع منسوب التسجيل هذا الأسبوع بمقدار الضعف تقريباً عما تم تسجيله في مباريات الأسبوع الأول 9 أهداف والثاني 10 أهداف من مرحلة الإياب فسجلت المباريات السبع 18 هدفاً، والسبب يعود لكون أغلب المباريات طابقية، وثلاث منها انتهت بنتيجة 3/1.
نسبة التسجيل في مرحلة الإياب ضعيفة جداً، ونجد أن النواعير لم يسجل أي هدف في ثلاث مباريات وسجلت فرق الوحدة وجبلة والطليعة هدفاً واحداً، أما فرق الشرطة والاتحاد والجزيرة والكرامة فقد سجلت هدفين فقط، أما الجيش والفتوة فسجلا ثلاثة أهداف بواقع هدف للمباراة الواحدة.
النسبة الأعلى من التسجيل كانت للوثبة بسبعة أهداف ثم تشرين بستة وحطين بخمسة أهداف.
على الصعيد الدفاعي حافظ الجيش على مرماه نظيفاً وتعرضت فرق الوثبة وحطين وتشرين والطليعة إلى هدف وحيد، وتلقى مرمى الفتوة والشرطة هدفين، وثلاثة أهداف دخلت مرمى الوحدة والكرامة والساحل.
الاتحاد تلقى مرماه أربعة أهداف وخمسة أهداف دخلت مرمى جبلة والنواعير وأكثرها كان في مرمى الجزيرة الذي تلقت شباكه ستة أهداف في ثلاث مباريات.
على صعيد الهدافين يتصدر هداف الجيش محمد الواكد القائمة بـ12 هدفاً يليه لاعب تشرين محمد المرمور بعشرة أهداف ثم محمد زينو مهاجم الطليعة بتسعة أهداف ومحمد كامل كواية (الشرطة) ومرديك مردكيان (حطين) ولكل منهما ثمانية أهداف، ولاعب تشرين علاء الدين الدالي بسبعة أهداف وستة أهداف لماهر دعبول (الوثبة) وعبد الرحمن بركات (الوحدة).

تجارة خاسرة
حالة التباكي التي يصدرها أنصار فريق الفتوة على منصات التواصل الاجتماعي لا مبرر لها، فالظلم التحكيمي الذي يدعون أنهم تعرضوا له بلقاء الشرطة هو موضوع شك، لكن اليقين عندما دخلت كرة الشرطة مرمى الفتوة متراً في مباراة الذهاب ونجا الفتوة من خسارة محققة، واليقين أيضاً بهدف الوحدة الملغى ظلماً وفيه نجا الفتوة أيضاً من خسارة ثانية محققة.
أما في مجريات المباراة فالطرد الواقع في المباراة كان محقاً سواء كان على الفتوة أم على الشرطة، ولا صحة لمن قال: إن الفتوة لعب ناقص لاعبين اثنين لأنه تزوير للحقائق.
في المحصلة العامة فإن الفتوة ظلم نفسه في المباراة، وأكثر من مرة جرت مقادير كرة القدم على فرق سجلت هدفاً ونامت عليه ولم تستطع المحافظة عليه، والفتوة الذي سجل في الدقيقة 46 هدفه، موّت المباراة بكل أشكال إضاعة الوقت، لدرجة أن الفريقين لم يلعبا أكثر من عشر دقائق، فدفع الضريبة غالية الثمن، ولو أنه اجتهد للتعزيز بدل الاعتراض المتكرر وادعاء الإصابة لنال الفوز وخصوصاً أن الشرطة كان في أسوأ أيامه.
ما حدث في لقاء الشرطة والفتوة ينبهنا إلى ضرورة العناية بالمرافق العامة للملاعب، وإذا كانت فرقنا تتحمل أرضية الملاعب التي لا تصلح لتسريج الخيل وإصلاحها يكلف الملايين الملايين، فإن العناية بالمرافق لا يكلف إلا جهداً ومتابعة، ومنها خطوط الملعب وصلاحية المرميين وصلاحية شباكهما ومثل هذه الأمور حلها بسيط، لكنها قد تدخل فرقنا في صدامات لا نهاية لها إن استمر على هذا الإهمال واللامبالاة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن