رياضة

هل يوقف كورونا التصفيات الآسيوية الكروية؟ قضية مدرب المنتخب انتهت ومرحلة الجد بدأت

| ناصر النجار

كان من المقرر أن تستأنف التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات الآسيوية، والدور الثاني المؤهل لمونديال قطر 2020 نهاية الشهر الحالي وما زالت أمور التصفيات غامضة بشكل عام، وهي ضبابية على صعيد التطورات الأخيرة بفعل (كورونا) وآخر ما حرر إيقاف النشاط.
ونجح اتحاد الكرة في تعيين مدرب للمنتخب بعد أن أمضى فترة لا بأس بها في البحث عنه فوجد ضالته مع المدرب التونسي نبيل المعلول.
المنتخب الأول سيدخل مرحلة جديدة من تاريخه مع المدرب التونسي الذي سيتولى مع طاقمه قيادة المنتخب، وهذا التاريخ يجب أن يكون بمصلحتنا وضمن طموحاتنا العريضة التي رسمها كل عشاق المنتخب حباً بمنتخبهم ورفعة مستواه لأنه بالمحصلة العامة ينعكس على هويتنا الرياضية بشكل خاص.

أوقات عصيبة
لاشك أن مرحلة المعلول سبقها وقت عصيب مرّ به اتحاد كرة القدم، في تحديد خياراته بين الوطني والخارجي، ورافق ذلك حرب شعواء قادها البعض لأسباب شخصية.
وبعد ذلك تم إقناع المكتب التنفيذي السابق بوجهة نظر اتحاد الكرة ، فتم الموافقة الشفهية من دون القرار الرسمي لأن القائمين على القيادة الرياضية وقتها فضلوا أن يتم البت بالعقد للقيادة الرياضية الجديدة، وهو رأي سليم وصحيح.
القيادة الرياضية الجديدة لم تتأخر في دراسة الموضوع حتى يعود منتخبنا إلى المربع الأول من ناحية البحث عن خيارات جديدة ومراسلات مكوكية، أو البحث عن مدرب وطني جديد، فكان القرار الأسرع والتأييد الكامل، وهذا كله يصب في مصلحة كرتنا والمنتخب الوطني، أيضاً يدل على أن الأجواء لن تكون ملبدة بالغيوم بين المكتب التنفيذي واتحاد الكرة، وهذا ما نتمناه فعلاً وخصوصاً أن رئيس الاتحاد الرياضي العام الجديد فراس معلا أبدى استعداده الكامل للتعاون مع جميع الاتحادات الرياضية بما يخدم الحركة الرياضية وتطورها.
مؤتمر صحفي
المدرب التونسي وصل فجر الأحد واستقبل من اتحاد كرة القدم بشكل رسمي وأُعلن عن عقد مؤتمر صحفي يوم الخميس القادم للإعلان عن العقد وشروطه وتفصيلاته.
ومما علمته «الوطن» من مصادرها الخاصة أن عقد المعلول سيكون لعامين وسيرافقه مدرب مساعد ومحلل أداء ومدرب لياقة بدنية.
بالنسبة للمستحقات المالية فسيتم دفعها من الاتحاد الآسيوي من أموال كرتنا المجمدة لديهم، وعلمنا أنه لا يوجد مشكلة في هذا الموضوع، ولم يتخذ اتحاد الكرة حتى الآن أي قرار بشأن الطاقم الإداري والفني والطبي المحلي الذي سينضم إلى كادر المنتخب الوطني، وسيتم الإعلان عن كل هذه الترتيبات في المؤتمر الصحفي.

نعم ولا
المستجدات الأخيرة أحالت مباريات التصفيات الآسيوية إلى بداية الشتاء القادم، وهذا يضعنا أمام تساؤل محق: هل سيوقع اتحادنا العقد مع المعلول دون مباريات منظورة بالأشهر الستة القادمة، من جهة أخرى فإن الوضع يفرض على اتحاد الكرة تعيين كادر وطني للمرحلة القادمة إضافة للتونسي شريطة أن يبقى كادرنا المحلي أميناً على المنتخب وليستفيد من خبرة المدرب التونسي.
وحتى لا نقع بفخ (شتانغه) مرة أخرى فالمفترض أن يكون كادر المنتخب ذا شخصية قوية مع منحه كامل الصلاحية في متابعة أمور المنتخب الإدارية والفنية، نجاح المنتخب يتطلب نجاح كل عناصره، فلا يكفي أن يكون المدرب محترفاً وسمعته طيبة لنحقق النجاح المطلوب.

الظروف جيدة
كل الظروف في الوقت الراهن تقف في مصلحة منتخبنا الوطني، فالأجواء في القارة الآسيوية غير سليمة بفعل كورونا الذي بات يسيطر على هواجس الناس وباتت كرة القدم تأتي في المقام الثاني.
من الناحية العملية فإن فوزنا على المالديف ومن بعدها غوام أمر لا يحتاج إلى أي صعوبة، ومسألة استمرارنا في الصدارة ليست أكثر من مسألة وقت، وبعدها ستكون مباراتنا مع الصين تحصيل حاصل مهما كانت نتيجتها.
وبالمحصلة العامة فالفترة القريبة القادمة ستكون فرصة ذهبية للتحضير للدور الثاني الحاسم المؤهل إلى المونديال، وكذلك لنهائيات الأمم الآسيوية.
من ناحية أخرى وفضلاً عن المزاج الكروي المعكر في كل العالم بسبب كورونا الذي بات يهدد بشكل جدي النشاط الرياضي في العالم، فإن جميع المراقبين يعترفون بهبوط الكرة الآسيوية بشكل عام، وقد يزيد هذا الوباء من هذا الهبوط، وقد نسمع اعتذارات من لاعبين مرموقين محترفين في أوروبا عن الالتحاق بمنتخبات بلادهم خشية الإصابة بهذا الوباء وهذا قد يشمل منتخبات الصين وإيران وكوريا الجنوبية واليابان ودول الخليج.
لذلك نؤكد أن فرصتنا في التأهل إلى المونديال في هذه الدورة كبيرة إن تعاملنا بشكل جدي مع المنتخب الوطني.

خير الكلام
بعيداً عن المنتخب الأول وهمومه فإن كرتنا تحتاج إلى البناء من القواعد، وهذا يفرض علينا بناء المنتخبات القاعدية وفق منطق التأهيل والصقل العالمي وهذا له طريقان، الطريق الأول عبر الأندية وهو الأهم من خلال إسناد مهمة التدريب إلى مدربين اختصاصيين، وتأهيل هؤلاء المدربين عبر دورات متتالية.
والثاني إسناد مهمة التدريب لمنتخب الشباب إلى طاقم خارجي ووطني مشترك.
وهذا يساهم ببناء اللاعب بشكل صحيح وتأهيله ليكون ضمن صفوف المنتخب الأول، ويمكننا فعل ذلك مع منتخب الناشئين، وهذا العمل وإن لم نجن ثماره سريعاً إلا أن نتائجه المستقبلية ستكون باهرة.
المنتخب الأول لا يحتاج أكثر من رتوش بسيطة، واللاعبون المؤهلون لتمثيله باتوا معروفين، وأي مدرب خارجي يحتاج إلى لاعبين جاهزين، فلن يأتي هذا المدرب ليؤهل اللاعبين ويطورهم، لأنه لا يملك الوقت لمثل هذه العمليات، لذلك فنحن نحتاج في المنتخب الأول إلى مدرب يعرف كيف يدير شؤونه ويحافظ على موقعه ومكتسباته، وهذا قادر على تنفيذه، أي مدرب محترف خارجي أو وطني شريطة حُسن الاختيار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن