محتجو «النصرة» يعيدون قطع الطريق وجيش الاحتلال يختصر مسار دورياته … الجيش يقبض على هدنة إدلب و«مسرحية» تركية لفتح «M4»!
| حلب - خالد زنكلو
لا يزال الجيش العربي السوري يقبض بإحكام ولليوم الـ١٤ على التوالي، على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وفق الاتفاق الروسي التركي الأخير في موسكو، في ظل تلكؤ ومماطلة النظام التركي في تطبيق بقية بنود الاتفاق، ولاسيما البند الخاص بفتح طريق حلب اللاذقية والمعروف بـ«M4»، والذي اتخذ جيش الاحتلال التركي عليه «إجراءات» لتسيير دوريات من طرفه، وليست مشتركة مع الجانب الروسي، وهي بمثابة «مسرحية» لذر الرماد في العيون فقط.
وأكد مصدر عسكري في ريف إدلب الشرقي لـ«الوطن»، أن الجيش السوري مصرّ على الإمساك بهدنة إدلب منذ سريان مفعولها، لإنجاح تطبيق بنود «اتفاق موسكو» وفتح طريق حلب اللاذقية الإستراتيجي على الرغم من الخروقات المتكررة لإرهابيي «جبهة النصرة»، والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به، ومن خلفها بعض الميليشيات الممولة من النظام التركي، والرافضة للاتفاق وتنفيذ البند الخاص منه بفتح الطريق الدولي أمام حركة المرور.
وجدد المصدر تأكيده، أن الجيش السوري وقوات الجو الروسية، وحرصاً على الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في أدلب، امتنعا ومنذ سريان مفعول الاتفاق في ٥ الشهر الحالي عن القيام بطلعات جوية في سماء المنطقة، عدا عن وقف أي مبادرة للتصعيد والاكتفاء بالرد على الخروقات بالوسائط النارية المناسبة.
ووصفت مصادر متابعة لما يتخذه جيش الاحتلال التركي من خطوات في مقاطع من الطريق السريع، الذي يصل بلدة ترنبة غربي سراقب بقرى ريف إدلب الغربي، وصولاً إلى تل الحور عند الحدود الإدارية الغربية للمحافظة، بأنها «مسرحية» و«استعراضية»، ولا تنم أبداً عن جدية في تمهيد الطريق كي تسلك شريطه الآمن الدوريات المشتركة الروسية التركية بعمق ٦ كيلو مترات على طرفيه.
وقالت المصادر: «بعد إزالة جرافات جيش الاحتلال التركي بعض السواتر الترابية التي أنشأها محتجون يعملون بإمرة وتمويل الفرع السوري لتنظيم القاعدة من بعض مواقع الطريق، عاد المحتجون لتكديسها ونصبها ثانية وفي المقاطع ذاتها أو أخرى مجاورة وتحت مرأى ونظر قوات الاحتلال التي لم تحل دون إتمام العملية».
وأضافت المصادر، إن الدورية التركية أحادية الجانب ودون عربات روسية، لم تتمكن الخميس الماضي من المسير على الطريق الدولي، سوى لمسافة ٤ كيلو مترات من ترنبة إلى محيط مفرق بلدة النيرب، وهي المسافة ذاتها التي قطعتها الدورية المشتركة الروسية التركية الأسبوع الفائت، قبل أن تعود أدراجها، وذلك من أصل ٧٠ كيلو متراً المسافة المفترض تأمينها لسير الدوريات المشتركة.
وشككت بالأنباء التي روجتها وسائل إعلام تركية وأخرى تابعة للميليشيات المسلحة الممولة من نظام رجب طيب أردوغان، حول مقتل جنديين من الجيش التركي، وجرح ثالث في انفجار عبوات ناسفة زرعها إرهابيون «راديكاليون» قرب بلدة محمبل الواقعة على الأوتستراد الدولي، واعتبرت أن الأهداف التركية بنشر مثل هكذا أكاذيب الهدف منها إقامة نقاط عسكرية جديدة بمحاذاة الطريق، وصل عددها إلى أكثر من ٣٠ نقطة بذريعة مراقبته، وإبعاد الخطر عنه لتسيير الدوريات المشتركة، من دون التنسيق مع الضامن الروسي للاتفاق، ولكي تصبح أمراً واقعاً يصعب الاستغناء عنه في المدى البعيد بما يخلق واقعاً ميدانياً يتنافى مع بنود اتفاقي «سوتشي» و«موسكو».