عثر علماء الآثار قبل ثماني سنوات على قبر امرأة صينية نبيلة توفيت عام 878 بمدينة شيان، التي كانت حينها مركزاً تجارياً كبيراً ومنها بدأ طريق الحرير الشهير.
وكان القبر مبنياً من الآجر وفيه ممر وحجرة واحدة. وقد نهب القبر سابقاً، ولكن بقيت بعض القطع الأثرية مثل ركاب نحاسي ونقوش حجرية، ساعدت علماء الآثار على معرفة اسم المرأة المدفونة – كوي شي.
ووفقاً لمدونات تلك الفترة الزمنية كانت هذه المرأة زوجة باو غاو الذي كان محافظاً لمنطقتين وكان من هواة لعبة البولو. وقد توفيت المرأة عن عمر 59 سنة.
وعلى الرغم من هذه المعلومات لم يكن لدى العلماء ما يثبت أن الحيوانات التي كان الفلاحون يستخدمونها في نقل الحمولات استعملها النبلاء في لعبة البولو. وقد أصبح هذا القبر أول إثبات مادي.
ويعتقد الخبراء أن لعبة البولو، التي تمارس على الخيول، هي لعبة إيرانية قديمة ومن هناك انتشرت في مملكة بارثيان وفي القرن السابع الميلادي أصبحت شائعة في الصين. وكان الارستقراطيون والعسكريون يمارسونها في جميع مناطق الصين.
وتجدر الإشارة إلى أن ممارسة اللعبة على الخيول الاعتيادية خطر جداً، لذلك كان الصينيون يستخدمون الحمير بدلاً من الخيول، وخاصة النساء وكبار السن منهم. وقد بينت نتائج تحليل رفات الحمير أنها كانت صغيرة الحجم ولا يزيد عمرها عن ست سنوات. كما أظهرت نتائج التحاليل التي أجراها العلماء، أن الحمير استخدمت للجري وليس لنقل البضائع، وهذا دليل على أنها شاركت في لعبة البولو.
ويعتقد علماء الآثار أنه بعد وفاة كوي شي، دفنت الحمير معها لكي تمارس هوايتها المفضلة في العالم الآخر.