رياضة

الحملات الانتخابية الكروية لاتحاد كرة القدم بدأت … إشاعة تغيير المكتب التنفيذي حقيقة أم زوبعة في فنجان؟

ناصر النجار :

تعيش مؤسساتنا الرياضية زمن المسوغات لتبرير تراجعها الرياضي أو إهمالها لمؤسساتها، ويمكن أن نصف بعض هذه المسوغات بالمقبول والمنطقي، لكن أغلبها غير مقبول، لأنه مسوّغ مصطنع!
اليوم نقدم بعض الصور الضبابية في رياضتنا والتي تنم عن سوء التصرف، وعن سوء الإدارة، وكلها لا علاقة لها بالظروف والإمكانات، إنما هي عبارة عن كسل وربما ملل، وأغلبها له علاقة بآلية التعامل مع القوانين والأنظمة.
وحتى لا يُساء فهم ما نقصده، فإننا لن نفتح الباب مشرعاً أمام الصيادين ليخوضوا في الماء العكر، لأننا نمارس حقنا المشروع المكتسب من القانون لتفعيل دور الإعلام البناء في العملية الرياضية من خلال كشف الثغرات ليتم معالجتها وفق القوانين والأنظمة النافذة.
من بعض هذه الثغرات نبدأ جولتنا، وهاكم التفاصيل:

حملات انتخابية
بدأت الحملات الانتخابية من تحت الطاولة استعداداً لخوض النزال الأسخن على رئاسة وعضوية اتحاد كرة القدم في المؤتمر الانتخابي الذي سيعقد في التاسع من الشهر بعد القادم.
ويبرز من المرشحين الرئيسيين لخوض الانتخابات الرئيس الحالي لاتحاد كرة القدم، رغم أنه صرح علانية أنه لن يتقدم مجدداً لهذه الانتخابات.
نحن (من باب الحياد) لا نجد غضاضة في دخوله معركة الانتخابات لأنها حقه كما أقرها القانون، لكننا نجد من الضروري أن ينسحب من هذا السباق، لأن ما قدمه لم يكن ساراً، ولنا في هذا الأمر أسباب موضوعية وليست شخصية، فـ«الوطن» على مسافة واحدة من كل المتنافسين، وكما علمنا فإن هناك العديد من خبراتنا ستتقدم بشكل رسمي للانتخابات منهم من شغل الرئاسة في دورات سابقة، ومنهم من شغل العضوية، وأغلب المتقدمين يتمتعون بالكفاءة والخبرة ونحن نحترم الجميع ونتمنى لهم التوفيق.
الكرة ليست بمرمانا، إنما بمرمى القيادة الرياضية وأفضل أن تتدخل لمصلحة الكرة الوطنية، كخيار رئيس من باب المسؤولية، والتدخل الذي أقصده يأتي من خلال منع الأشخاص غير الكفوئين لتولي هذه المهمة، سواء بمنصب الرئاسة أم بالعضوية، أما الكلام الأخير فسيكون لأعضاء المؤتمر، ونحن نتمنى أن يكونوا على قدر عال من المسؤولية فينتخبوا وفق قناعاتهم وليس وفق علاقاتهم، فالانتخاب مسؤولية وطنية، ونأمل أن يبتعد عنها أصحاب المنافع والمصالح.

ازدواجية المصالح
سعت القيادة الرياضية إلى إلغاء الازدواجية عبر قرارات صدرت من دون أن يطولها التطبيق، وبقيت حبراً على ورق لعدم توافر النية بالتطبيق الصحيح.
وأمام هذا الوضع (المائع) فإن المجلس المركزي ألغى الازدواجية لعدم إمكانية تطبيقها مسوغاً ذلك بالظروف التي ساهمت بوجود نقص ما في كوادرنا.
لكن هذا الإلغاء فتح المجال (للنط) فوق الازدواجية، وصرنا نرى البعض يشغل مناصب متعددة فنية وإدارية وربما قيادية (كل حسب دعمه) لدرجة ظهر لدينا أشخاص بمرتبة (السوبرمان)!
واللغط في هذا الموضوع يأتي من مفهوم احترام القوانين والأنظمة الذي نجده في بعض الأحيان غائباً تماماً، وفي أحيان أخرى مطبقاً بصرامة، لذلك ظهر مفهوم اختلاف المعايير، وقد جاء طبقاً للشخص وأهميته ومستوى دعمه.
وعلى سبيل المثال نجد أن القلّة القليلة أجبرت على تقديم استقالتها من عملها الإداري (ولو كانت استقالة مؤقتة) في سبيل مزاولة عمل فني مؤقت، على حين أنّ (المدعومين) وهم بمناصب رفيعة وأماكنهم التي يشغلونها مُهمة وتقضي وجودهم الدائم فيها نجد أن العيون لم تلحظهم فبقوا في مواقعهم الإدارية كما هي بالراتب والمهام والفاعلية وأسندت إليهم عدة مهام فنية تتطلب الغياب الدائم والطويل عن مكان العمل الأساسي، فكيف صحّت هذه المعادلة؟
سابقاً قالوا: «الظلم بين الرعية عدل في السويّة» واليوم نجد تطبيقه على الشكل التالي: «الظلم بين الصغار عدل، لتمرير مصالح الكبار»!
وهذا الكلام موجود في كل الأندية وفي كل المؤسسات الرياضية لكنه يبقى خارج الاهتمام، لأنهم يريدونه هكذا معلقاً من دون أي تحرك إيجابي لمصلحة الرياضة.

النوم في العسل
يبدو أن أنديتنا أرهقتها مدارسها الرياضية الصيفية، ومشاركتها في الأولمبياد الثاني للناشئين، فخلدت إلى النوم العميق، مختصرة عملها على هذا الاختصاص!
وعليه لم نجد أي تحرّك إيجابي تجاه الألعاب، باستثناء كرة القدم التي تغزل ثوبها، إنما ببطء شديد!
وخارج كرة القدم فإن بقية الألعاب غائبة تماماً، ولدينا من الشواهد الكثير في كل الأندية من دون استثناء.
وعلى ما يبدو أن آلية التحرك باتت مرهونة بوجود نشاط مركزي، وهذا أولاً، وصارت مرهونة للواقع المالي، وهذا الأهم.
والأندية تهرب من الضغط على فرقها للالتزام بالتمارين ووضع خطط واستراتيجيات تطوير، هروبها من الدفع المالي، لأن أنديتنا تدرك أن أي تحريك للنشاط الداخلي يتطلب «فرد العملة» وللأسف فإن أغلب أنديتنا باتت تتصف (بالبُخل) وهي حقيقة واقعة، لذلك نسأل: لمن تدخرون هذا المال؟ ونذكرهم بالمثل القائل: «اصرف ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب».

إشاعة محرزة
الأوساط الرياضية نقلت إلينا من قلب الحدث خبراً جاء تحت درجة «سري للغاية» مفاده أن هناك دراسة لتغيير متوقع سيطول عدداً من أعضاء المكتب التنفيذي تنفيذاً لقرار التقييم الذي تم الإعلان عنه في بداية الدورة الانتخابية، وبالفعل سمعنا عن أسماء بات البعض يتداولها على اعتبارها مرشحة لدخول المكتب التنفيذي بديلاً من أشخاص غير مرضي عنهم، ولا ندري إن كانت علامات الرضا أو الغضب مرهونة بتقييم شخصي، أو من خلال تقييم مهني، كل ذلك ستجيب عنه الأيام القادمة، ونتمنى أن يكون التغيير «إن حصل» للأفضل وليس للأسوأ.
أحد العارفين ببواطن الأمور، جزم بأن الحديث لا يتعدى مستوى الإشاعة، وهو بمنزلة الزوبعة في فنجان، لأن المراد منه «شدّ البراغي» وعجبي!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن