سورية

ناقشت «القضايا المحورية» بما فيها إيران وسورية وأوكرانيا.. وكيري وصفها بـ«الصريحة».. ولافروف بـ«الرائعة»…«شمس سوتشي» ودبلوماسية «الهدايا» تعيد الدفء للعلاقات الروسية الأميركية.. والتنسيق «يكبح» مغامري الإقليم من تأزيم المنطقة

الوطن – وكالات

عادت العلاقات الأميركية الروسية لتشهد شيئاً من «التواصل» قد يفضي لـ«تنسيق»، بعد انقطاع دام أكثر من سنتين منذ تفجر الأزمة الأوكرانية، في تطور قرأه مراقبون على أنه توجه أميركي لإعادة الانفتاح على روسيا للبحث في حلول شاملة للنزاعات في المنطقة من سورية إلى اليمن وصولاً لأوكرانيا، وبالتالي «كبح» مغامرات ورهانات بعض الدول الإقليمية كتركيا والسعودية وقطر وغيرها، التي حاولت خلال الفترة الماضية جر المنطقة إلى مزيد من التأزيم وصل حد العمل على إجهاض مساعي الدول العظمى إخراج الاتفاق النووي الإيراني إلى النور، ودفع الأوضاع في سورية نحو مزيد من التفجير عبر توجيه الأوامر لأذرعها الإرهابية المقاتلة في سورية بتسخين متزامن على العديد من الجبهات.
وفي هذا الإطار وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مدينة سوتشي الروسية في زيارة هي الأولى له منذ تفجر الأزمة الأوكرانية قبل سنتين.
واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية الأميركي مساء أمس (ولم يصدر أي بيان رسمي عن هذا اللقاء حتى ساعة إعداد هذا الخبر).
وحضر اللقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وذلك بعد محادثات ثنائية أجراها مع نظيره الأميركي.
وكتب كيري وسط اللقاء على صفحته في «تويتر»: إن محادثاته مع الرئيس بوتين ولافروف حول القضايا المحورية بما فيها المفاوضات حول إيران وسورية وأوكرانيا «كانت صريحة».
وأضاف: إنه من المهم الحفاظ على خطوط التواصل بين الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الذي نقوم فيه بحل قضايا عالمية.
ويعد هذا الاجتماع أول لقاء شخصي بين بوتين ومسؤول أميركي رفيع المستوى منذ تدهور العلاقات بين البلدين على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وكان مسؤول في الخارجية الأميركية، قال: إن الأزمة في أوكرانيا و«تطبيق المراحل المقبلة» لوقف إطلاق النار في شرق البلاد في حين أن البلاد تمر بـ«مرحلة حساسة»، ستكون على جدول أعمال هذه المباحثات إلى جانب المفاوضات حول إيران والحرب في سورية، وفق وكالة «فرنس برس».
وقبل ذلك رحب دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي بزيارة كيري إلى روسيا، معتبراً أن الحوار يمكن أن يسمح بإيجاد حلول لإعادة العلاقات الروسية الأميركية إلى مسارها الطبيعي. وتوقع بأن يتناول اللقاء طيفاً واسعاً من القضايا الدولية والروسية الأميركية.
ورداً على سؤال حول القضايا المطروحة على طاولة البحث بين بوتين وكيري، قال المتحدث باسم الكرملين: القائمة واسعة جداً وتتضمن في المقام الأول العلاقات الثنائية وبعد ذلك كل «النقاط الساخنة»، في مؤشر إلى الأحداث في منطقة الشرق الأوسط من سورية إلى اليمن والعراق وغيرها.
وأضاف وفق ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: إن موضوع العقوبات غير مطروح في لقاء سوتشي، مشيراً إلى أن موسكو ستوضح موقفها في حال طرح هذا الموضوع من الجانب الأميركي، مؤكداً أن موسكو تعتبر قرار كيري إجراء مباحثات مع لافروف إيجابياً.
وذكّر المتحدث باسم الكرملين، بأن الرئيس بوتين أكد أكثر من مرة أن موسكو لم تبادر إلى تجميد العلاقات، وأن روسيا كانت دائماً منفتحة لإبداء إرادة سياسية لإقامة حوار أوسع، مؤكداً أنه «يمكن من خلال الحوار البحث عن حلول لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي وتنسيق القرارات بشكل أوثق».
وقبيل لقاء بوتين- كيري، التقى وزير الخارجية الأميركي نظيره الروسي الذي وصف اللقاء بـ«الرائع» دون إعطاء المزيد من التفاصيل، عقب محادثات استمرت لأكثر من 4 ساعات، جرت بمشاركة أعضاء الوفدين الروسي والأميركي.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قال لوكالة «تاس» في وقت سابق: إن مباحثات الوزيرين ستسمح بمناقشة «الأجندة الروسية الأميركية المعقدة للغاية بشكل تفصيلي وعميق»، مشيراً إلى عدم تحقيق أي تحسن في العلاقات الروسية الأميركية.
وقبيل بدء المحادثات، تبادل الوزيران الهدايا التذكارية، ما يوحي بعودة الدفء إلى علاقات البلدين، وهو ما تناولته الصحافة الغربية أمس، والتي اعتبرت زيارة كيري إلى روسيا تحريكاً للعلاقات الراكدة بينهما.
وأهدى لافروف نظيره الأميركي قميصاً يحمل رمز النصر على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، وفق ما نقل الموقع الالكتروني الخاص بوزارة الخارجية الروسية.
كما أهدى لافروف كيري أيضاً حبات من البندورة التي تزرع في إقليم كراسنودار الجنوبي الروسي ومن البطاطا التي لها علاقة وراثية (قريبة) مع تلك التي أتى بها كيري من ايداهو الأميركية في كانون الثاني 2014 وأهداها إلى نظيره لافروف، بعد أن كان الوزير الأخير قال: إنه يفتقد لهذه البطاطا التي تذكره بإقامته في نيويورك كسفير لروسيا لدى الأمم المتحدة.
وفي حين كان وزيرا الخارجية مع وفديهما يستعدان لتناول الغداء في فندق في منتجع سوتشي الروسي على ضفاف البحر الأسود، وصل لافروف مبتسماً يحمل سلتين واحدة تحتوي على بندورة والثانية على بطاطا إضافة للقميص.
من جهته أهدى كيري نظيره الروسي مجموعة من عناوين الصحف الروسية التي «لا تعكس الإمكانية الحقيقية للعلاقة الروسية- الأميركية»، و«محفظة بنية من الجلد شبيهة بتلك التي يحملها وزير الخارجية في سفراته» بحسب ما أفادت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية.
وقالت متحدثة باسم لافروف وفق «فرانس برس»: «شمس جميلة على سوتشي» ونشرت صوراً لهذا التبادل على صفحتها على فيسبوك في إشارة إلى أجواء هذه الزيارة.
وكان لافروف وصل في سيارة بيضاء فاخرة من نوع «غاز بوبيدا». وهذه السيارة التي يعني اسمها «النصر» كانت أول نموذج أنتجته المصانع السوفييتية بعد الحرب العالمية الثانية في 1946.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن