شؤون محلية

نفوق 40 بالمئة من خلايا النحل في القنيطرة … رئيس جمعية النحالين: بسبب الدبابير والمرض والثلج.. ولا نملك ما نعوض به المربين

| القنيطرة - خالد خالد

توقعت مديرية الزراعة في القنيطرة قبل نحو شهرين أن يصل إنتاج المحافظة من العسل نحو 65 طناً وذلك وفق عدد الطرود وخلايا النحل والبالغة 10828 خلية، ولكن على أرض الواقع يبدو أن حالة التفاؤل بكمية الإنتاج ذهبت أدراج الرياح ولم تتوافق مع ما توقعته المديرية.
شكاوى النحالين كثرت من حالات نفوق كبيرة للنحل في القطاعين الشمالي والجنوبي وقدرت النسبة بين 40 – 45 بالمئة من خلايا النحل وهي حالة يجب الوقوف عندها مطولاً ولابد من لجنة لتحديد الأسباب والمبررات وتحديد المسؤولية والجهة المقصرة، وهذا ما طالب به عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع الزراعة أحمد عيد خلال مجلس المحافظة من دون أن يلقى هذا الطلب أي استجابة والحجة أن اللجنة لن تأتي بنتائج حالياً وكان المفترض أن تشكل تلك اللجنة خلال فترة نفوق النحل لأخذ عينات وتحليلها بالمخبر التابع لدائرة وقاية النبات بمديرية الزراعة، ليكون النحالون هذه المرة ضحية إجراءات قاصرة من الجهات المعنية!
رئيس جمعية النحالين في القنيطرة محمد داود بيّن أن من أسباب نفوق النحل بالمحافظة الإصابة بمرض (النوزيما) والتغير المناخي وصعوبة نقل الخلايا لأسباب متعددة، حيث طرأ ارتفاع على درجات الحرارة خلال مربعينية الشتاء ما أدى إلى عدم موت الدبور الأحمر والأصفر اللذين هاجما خلايا النحل، مضيفاً: وبعد هطل الثلج والصقيع لمدة أسبوع ارتفعت درجات الحرارة وظهور الشمس حيث خرج النحل القوي وعلق بالثلج الأمر الذي أدى إلى نفوق عدد كبير من خلايا النحل وصل لنحو 40 – 45 بالمئة بسبب الظروف الجوية غير المناسبة. وأوضح أن بعض المربين فقدوا جميع خلاياهم والبعض الآخر فقد قسماً منها والذين لم يتضرروا عددهم قليل جداً ولم يخسروا أي خلية!؟
وحول تعويض المتضررين من الجمعية أجاب داود أن جمعية النحالين تشكو من عدم توافر الأموال ولا يوجد فيها موارد مالية نهائياً لكي تدعم المربين الذين فقدوا خلاياهم، ويقتصر دور الجمعية فقط على تقديم التعليمات الإرشادية والندوات العلمية، مقترحاً أن تعوض الوزارة النحالين المتضررين من خلال تقديم ملكات قوية وخلايا نحل وغيرها من مستلزمات الإنتاج وكذلك تقديم مادة السكر بشكل مدعوم أسوة بمربي الثروة الحيوانية الذين يحصلون على المواد العلفية بسعر مدعوم.
معاون مدير الزراعة عبد الله شرارة أكد أن دور المديرية ينحصر في منح أذونات ترحيل الخلايا والرعاية الصحية للخلايا المريضة في حال تقديم شكوى من المربين حيث يوجد مخبر متكامل في دائرة الوقاية بالمديرية لتحليل الأمراض الخاصة بالنحل، مؤكداً أنه لم يتقدم أي نحال بشكوى لمديرية الزراعة حول إصابة النحل بأمراض أو أي أضرار.
وأوضح شرارة أن عدد النحالين المسجلين على قيود شعبة النحل بالمديرية وجمعية النحالين في القنيطرة 704 نحالين وعدد الخلايا 10 آلاف خلية (قبل حالة النفوق) وبعد النفوق انخفض العدد إلى 6 آلاف خلية، منوهاً بأن مديرية الزراعة تعمل على إنتاج ملكات النحل السوري المحلي الملقحة وإنتاج الطرود وبيعها لمربي النحل بأسعار رمزية وتشجيعية وذلك ضمن خطة وزارة الزراعة لإعادة الألق في تربية النحل لسابق عهده في محافظة القنيطرة من خلال منحل المديرية في نبع الفوار التابع لدائرة وقاية النبات، علماً أن المنحل يعتني به كادر فني خبير ومتخصص في تربية النحل وتغذيته وإكثاره وإنتاج ملكات النحل الحيوية الخصبة والقوية والفتية وبيعها للإخوة مربي النحل، منوهاً بأن المنحل ترفده منشرة صغيرة في خان أرنبة تقوم بصناعة الخلايا الخشبية وكل ملحقاتها وتصنّع الخلايا من خشب السويد وهو من أجود الأخشاب لهذه الغاية لجودته في الصلابة والعزل من المؤثرات الخارجية.
ولفت إلى الصعوبات التي تواجه عمل المنشرة التي كانت متوقفة عن العمل خلال الأزمة وحالياً تعمل بشكل بسيط نظراً لعدم وجود عمال بصورة كافية حيث الحاجة لعشرة نجارين ودهّان عدد 2، وحالياً الاعتماد في تشغيل المنشرة على العمال الموسميين والذين يتوقفون عن العمل عند نهاية عقدهم ما يؤدي إلى توقف عمل المنشرة فترة من الزمن.
يذكر أن تعدد الجمعيات التي تعنى بالنحل وعددها خمس وتتبع لعدة جهات منها الزراعة والفلاحين ونقابة الأطباء البيطريين ونقابة المهندسين الزراعيين وجمعية النحالين الخاصة، هذا التعدد بعثر الجهود التي يجب أن تنصبّ على تطوير تربية النحل والحاجة اليوم إلى جهة وحيدة تكون مسؤولة بشكل مباشر عن تربية النحل والنحالين وتعيد الألق لهذه الثروة كي لا تفقدها كما فقدنا نصفها لأسباب يمكن معالجتها مؤخراً، مع الإشارة إلى أن أسعار كيلو العسل ارتفع من 25 ألفاً إلى 35 ألف ليرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن