الخبر الرئيسي

توقعات بـ«هدوء حذر» في «خفض التصعيد» يسبق قمة أردوغان- بوتين وبانصياع أنقرة لمطالب موسكو … إدلب على خطا درعا.. حسم عسكري أو «تسوية شاملة» على مراحل

| حلب- خالد زنكلو

رجّحت مصادر متابعة لملف منطقة «خفض التصعيد» أن يسود هدوء حذر في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب بعد سلسلة من «الرسائل النارية» التي وجهها سلاح الجو الروسي للإرهابيين، في انتظار ما ستسفر عنه قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان نهاية الشهر الجاري في مدينة سوتشي الروسية، والتي يتوقع أن تخرج بـ«صفقة»، كما جرت العادة في القمم السابقة للرئيسين، تنصاع بموجبها أنقرة لمطالب موسكو الخاصة بالمنطقة وأن تسير إدلب على خطا درعا بشأن عملية تسوية شاملة، ولو على مراحل، وإلا فالحسم العسكري يلوح في الأفق.
ورأت المصادر في تصريحها لـ«الوطن» أن لدى روسيا والجيش العربي السوري ما يكفي من أوراق قوة قادرة على إرغام نظام رجب طيب أردوغان على مراجعة حساباته الخاطئة في «خفض التصعيد» والنزول عن شجرة صلفه وتعنته وإحجامه عن الاستجابة لالتزاماته التي فرضتها الاتفاقيات الثنائية مع روسيا، ومنها اتفاقا «موسكو» و«سوتشي»، وقالت: «الظرف مناسب الآن لفرض تسوية شاملة في إدلب، وعلى الأقل في المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي حلب- اللاذقية، أو ما يسمى طريق «M4، تقضي بانسحاب الإرهابيين منه إلى طرفه الشمالي وبعمق ستة كيلو مترات تمهيداً لفتحه أمام حركة المرور والترانزيت بعد عجز النظام التركي عن ضمان أمن الدوريات المشتركة الروسية- التركية على طول الطريق وامتناعه عن فصل التنظيمات الإرهابية عن الميليشيات الموالية له والممولة منه، على الرغم من مضي فترة طويلة وكافية على توقيع الاتفاقيات».
وأشارت إلى أن نظام رجب طيب أردوغان في حالة من الضعف بسبب غرقه في أزمات داخلية وخارجية كثيرة، هي نتاج لسياساته غير الصائبة في ملفات داخلية وقضايا حيوية خارجية آخرها أفغانستان التي يسعى لإيجاد موطئ قدم فيها، على حين تعيش روسيا الاتحادية والرئيس فلاديمير بوتين بشكل خاص في حالة من الاسترخاء والتوازن، بما يخص الملف السوري، لاسيما بعد السير بتسويات درعا إلى الوجهات المطلوبة والمأمولة، ما يتيح له التفرغ لحل المأزق الذي يغرق النظام التركي في دوامته ويحتاج إلى حلول ومبادرات و«تفاهمات» مع الجانب الروسي للخروج منها.
ولفتت إلى أن الحراك الدبلوماسي الدولي حول سورية، يدل على رغبة واشنطن بتغيير سلوكها لإيجاد حلول ترضي موسكو في العديد من القضايا العالقة بينهما، الأمر الذي يحجّم تطلعات رجب طيب أردوغان وجنوحه نحو توسيع دائرة نفوذه داخل الأراضي السورية أو الاحتفاظ بالأجزاء المحتلة منها.
تأتي هذه المعطيات في وقت أعلن فيه البنتاغون بأن سلاح الجو الأميركي نفذ غارة ضد قياديين في القاعدة على الطريق الواصل بين مدينتي بنش وإدلب، وأسفرت إلى مقتل القياديين غير السوريين في التنظيم، أبو البراء التونسي، والقائد العسكري لـ«حراس الدين» أبو حمزة اليمني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن