فلاحو حماة يشكون ضعف دعمهم … مدير المصرف الزراعي: الفلاحون حصلوا على قروض بـ6 مليارات ل.س

يعاني الفلاحون بحماة معاناة شديدة من شح مستلزمات العمل الزراعي بالمصرف الزراعي التعاوني بحماة، وقلة تمويلها، أو ضعفه، ما يؤدي إلى عزوفهم عن زراعة أراضيهم بالمحاصيل التي تحتاج إلى رعاية وعناية ونققات زراعة وسقاية وحصاد وجني عالية.
وبيَّنَ عدد من المزارعين لـ«الوطن» أن زراعة القمح والشعير لم تعد مغرية ولا مجدية، وزراعة المحاصيل التكثيفية، والنباتات العطرية والطبية أفضل منها بكثير، فدورتها الإنتاجية أقل ولا تحتاج إلى نفقات كبيرة، وهي ذات جدوى اقتصادية أفضل، وأوضح آخرون أن مستلزمات العملية الزراعية من بذار وسماد غير متوافرة بالشكل المطلوب في المصرف الزراعي، وإن توافرت فأسعارها مرتفعة تكاد توازي السوق السوداء.
أما القروض- قال بعضهم- فهي منهكة للفلاح، وتمويل العملية الزراعية ضعيف وبالكاد يغطي الحد الأدنى من زراعة أي محصول.
ولفت مزارعون إلى أن وعود الحكومة بدعم الزراعة تختلف عن الواقع كثيراً، وخصوصاً من حيث تأمين المازوت لسقاية المحاصيل المروية، فالكمية التي خصصتها للدونم لا تكفي لرية واحدة، ومعظم الفلاحين لم يستلموها، ما اضطرهم لشراء ليتر المازوت الحر بسعر 3500 – 4000 ليرة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مزروعاتهم.
وقد ذكر بعضهم ممن لم يستطيعوا شراء المازوت من السوق السوداء، أنهم تركوا محاصيلهم بأرضها لتيبس وتموت فيها، لأن تكلفة جنيها أعلى من مردودها.
وألقوا باللوم في ذلك على مديرية الزراعة والجهات المسؤولة عن توزيع المازوت الزراعي بالمحافظة، التي لم توفر لهم ما يكفي أراضيهم الزراعية من المحروقات.
مدير المصرف الزراعي بحماة بسام الحلبي، بيَّنَ لـ«الوطن» أن حجم القروض التي منحها المصرف للمزارعين بحماة، بلغ حتى 20 أيلول الجاري فقط نحو 6 مليارات و196 مليوناً ليرة، لكل الغايات الزراعية، وموزعة على قروض قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، ومنها تمويل مستلزمات إنتاج، وطاقة بديلة، وشراء جرارات وحصادات وبناء حظائر ومداجن وغيرها. وأوضح أن المصرف منذ بداية العام الجاري باع الأسمدة للمزارعين، بقيمة مليارين و164 مليون ليرة.
كما صرف قيمة الحاصلات الزراعية للفلاحين الواردة من السورية للحبوب، ما قيمته 19 ملياراً و226 مليون ليرة، وتم صرف قيمة كميات القمح والشعير التي وردها الفلاحون لفرع إكثار البذار بحماة، والتي بلغت نحو 12 ملياراً و154 مليون ليرة.
ولفت الحلبي إلى أن حجم الإيداع بالمصرف خلال الفترة ذاتها، أي من بداية العام حتى 20 الشهر الجاري، كان 29 ملياراً و169 مليون ليرة. بينما كان حجم السحوبات ولكل القطاعات، نحو 20 ملياراً و455 مليون ليرة، كما تم تحصيل نحو مليار و26 مليون ليرة.