رياضة

بعد توقيف الدوري الكروي الممتاز بسبب كورونا … أغلب الفرق جاء التوقف لمصلحتها لترميم صفوفها ومعالجة أخطائها

| ناصر النجار

كان من المقرر أن تنطلق يوم الجمعة الماضي مباريات الأسبوع الخامس من ذهاب دوري المحترفين لكرة القدم قبل فترة التوقف الثانية من أجل المنتخب الوطني الذي يبدأ معسكراً في دبي قبل السفر إلى كوريا الجنوبية للقاء منتخبها في سيئول، ويتخلل المعسكر لقاء ودي مع الصين.
المعسكر المفاجئ للمنتخب الذي لم يكن مقرراً سابقاً ساهم بتأجيل مباريات المرحلة السادسة التي كان مقرراً إقامتها في الأول من تشرين الأول القادم، وجاءت الإصابات المختلفة التي تعرض لها بعض لاعبي تشرين والمنتخب الأولمبي بوباء كورونا لتلغي المرحلة الخامسة من الدوري الكروي الممتاز لتصبح لدينا مرحلتان مؤجلتان ستضافان إلى مجمل التأجيلات السابقة واللاحقة وبذلك لن تنتهي مرحلة الذهاب في وقتها ولن يبدأ الإياب كما كان مقرراً سابقاً، والأندية بمجملها تخشى أن يلجأ اتحاد الكرة إلى الضغط ليتدارك الوقت ولينهي الذهاب بموعده المقرر مسبقاً.
ولم تعد هذه التوقفات مضرة لأن أغلب أنديتنا تحتاج إلى مثل هذه الوقفات لترميم صفوفها ومعالجة إصابات لاعبيها وأمراضهم والأهم معالجة المشاكل الإدارية التي تعتري بعض الأندية.
ومن هذه المشاكل الإدارية أن نشهد في هذه الفترة تغييراً أو تعديلاً في بعض إدارات الأندية كعفرين والكرامة وغيرهما، وقد نشهد تثبيتاً لبعض المدربين أو تغييرهم، فالوحدة على سبيل المثال قد يثبت مازن زيتون أو يبادر إلى تعيين مدرب جديد كما صرحت إدارة النادي سابقاً أنها تبحث عن مدرب يليق باسم النادي وسمعته وتاريخه، الكلام نفسه ينطبق على مدرب عفرين أنس صاري وعلى مدرب الفتوة المساعد أحمد جلاد الذي كان مقرراً أن يقود لقاء الفريق أمام النواعير، وإذا تم تعيين مدرب جديد في الفترة القادمة فسيكون الجلاد أول مدرب يعين ويعزل دون أن يقود أي مباراة رسمية، وعلمت «الوطن» أن إدارة الفتوة تجري مفاوضات مع عدة مدربين قد يكون أحدهم أحمد الشعار، وهذا ما ستبينه الأيام القادمة.
من خلال متابعة الأسابيع الأربعة الماضية، فأنديتنا بحاجة ماسة إلى مراجعة للذات، فلم يظهر أي فريق بالمستوى المتوقع وخصوصاً كبار الدوري الذين خيبوا آمال جماهيرهم وعشاقهم بعروض ليست على مستوى الآمال.
في المستوى العام فإن الأداء كان هذا الموسم ضعيفاً فلم نجد المباريات التي تستحق المتابعة أو التي حملت في تفاصيلها الإثارة والندية، وإذا علمنا أن 11 مباراة انتهت إلى التعادل وعشر مباريات انتهت إلى فوز أحد الفريقين على الآخر 2/1 أدركنا أن كل الفرق بمستوى واحد وأن المباريات كانت متكافئة وفشلت الفرق الكبيرة بتحقيق الأفضلية الرقمية على غيرها، فكرة القدم لا تهتم لنسب السيطرة والاستحواذ بقدر ما تهتم للنتيجة النهائية.
جاء التوقف بوقته لدراسة أوضاع الفرق بشكل جيد وتحديد نقاط الضغط ومعالجتها، مع التأكيد أن قادم المباريات سيشهد هزات فنية قد يتحمل تبعتها بعض المدربين فيلحقون بمن سبقهم إلى المدرجات، وأخيراً أعتقد أن التوقف هذا جاء لينقذ الدوري الكروي من الخطر، فذروة كورورنا من المتوقع أن تلف ملاعبنا فتجعلها صماء بكماء خرساء لكن التوقف كان الحصن الحصين لها على أمل أن تنتهي هذه الذروة قبل أن يستأنف الدوري فلا يتأثر الجمهور بعدم الحضور.

حمى المنافسة
المنافسة على الصدارة مشتعلة بين الوحدة 10 نقاط والوثبة وتشرين وجبلة 8 نقاط والكرامة 7 نقاط، الجيش متأخر عن ركب الكبار وله 5 نقاط وهؤلاء هم الأجدر حتى الآن باستمرارهم في المنافسة ولو لفترة بعيدة.
ورغم أن الشرطة يقع على مقربة من الجيش ومثله النواعير ولهما خمس نقاط إلا أنهما لا يملكان شخصية المنافس ويكفيهما فخراً ما حققاه من نتائج مع فرق كبيرة.

ظروف طبيعية
الغيوم التي تجتاح الدوري هذه الأيام تعتبر ظروفاً طبيعية لن تؤثر في الفرق، فاستقالة رئيس نادي الكرامة وعضوين معه لم تأت نتيجة مشاكل فنية أو إدارية، إنما لدواعٍ شخصية، وغادروا وأبقوا النادي في أمان دون ديون، واللاعبون وكوادرهم في أمان مالي ونفسي، وما تبقى من إدارة فستتابع المهمة بالسياسة نفسها من دون أي تغيير أو ما يعكر المزاج، ولاشك أن فترة التوقف ستعيد الأمور إلى نصابها من خلال ترميم الإدارة بالمستقيلين وبذلك نقول: إن نادي الكرامة نجا من أي أثر سلبي كان من الممكن أن يحدث بالاستقالة التي تمت.
الجميع يعرف ظروف الوحدة، وكل يوم نسمع عن نبأ جديد فبعد استقالة مدربه، جاء دور أحد الداعمين لينسحب، ثم جاء أحد المستثمرين بحركة استفزازية قد لا تكون في محلها، هذه الظروف كلها لم تثن عزيمة الفريق الذي ما زال يقاوم الرياح الهوجاء التي تضرب أركان النادي، الوصول إلى الصدارة أمر جيد، لكن المحافظة عليها أمر صعب، لذلك فإن الوحدة أمام فترة ذهبية لمراجعة الذات ومعالجة أي مشكلة داخلية بالفريق سواء من جهة تعيين مدرب جديد أم الإبقاء على مدربه الحالي، وكذلك حل مشاكله الجانبية الأخرى سواء مع المستثمر أم غيره، ريثما تنظر القيادة الرياضية بأمر النادي بشكل جدي وواقعي.
إذا كان أنور عبد القادر هو العقبة في الفتوة فقد غادر النادي متمنياً له النجاح، ما يمر به الفتوة يأتي ضمن الظروف الطبيعية للنادي، فكل موسم نسمع الأسطوانة ذاتها، وكل موسم يختلف أبناء النادي حول النادي ودرجة محبتهم له، وكل موسم يضرب الفتوة الرقم القياسي باستبدال المدربين.
المشكلة هي أكبر من مدرب ولاعب، هي مشكلة الشللية، صحيح أن الجميع متفق على حب الفتوة، لكن الجميع يحارب الجميع، فمن هو خارج النادي يسعى لإفشال من هم داخله، وهكذا تدور الحياة في الفتوة، بين غاد ورائح، والضحية هو النادي.
في يوم من الأيام ستُحل مشكلة عفرين، سواء بتشكيل إدارة جديدة أم ترميمها أو بحفلة (تبويس شوارب) والفريق اليوم يدفع ضريبة الخلافات الإدارية والشخصية ومتى استقرت الأمور فقد يعود عفرين إلى ساحة المواجهة وتحقيق النتائج، وقد يكون ذلك في استراحة الدوري فلقاؤه القادم بعد استئناف الدوري مع جبلة أكثر من صعب.

تناقضات في المصالح
من الطبيعي أن أكثر الفرق تضرراً بتوقف الدوري كان فريق الوثبة الذي يعتبر في أفضل حالاته وهو في أوج عطائه وذاهب نحو الصدارة بقوة، هذا التوقف سيذهب حماس الفريق سدى وستكون مهمة مدربه الشمالي صعبة في إعادة هذا التوهج مرة أخرى، فالملل الذي سيصيب الفريق في هذا التوقف أمر لا علاج له ورغم وجود المباريات الودية إلا أنها لن تكون ذات جدوى وأهمية.
ومن المتوقع أن تبتعد الفرق في هذه الفترة خشية كورونا وبذلك ستحرم الفرق فرصة استعداد ستضاف إلى سوء التوقف هذا.
جبلة بالموقف نفسه بعد أن حقق انتصارين متتاليين وكان سيستقبل عفرين بمشاكله، وكان يتوق لتحقيق فوز متوقع إن استغل حالة اللاتوازن في فريق عفرين، لكن الظروف لم تخدم جبلة وما عليه إلا الانتظار، بالمقابل قد يستفيد مدرب الفريق من هذا الوقت بمعالجة أمور الفريق الهجومية التي باتت مصدر قلق واضح بالفريق.
الشرطة من الفرق التي كانت متوهجة وقد حقق النتائج الجيدة في الفترة السابقة وبات على مدربه العمل على تكثيف جهوده لمعالجة بعض الأخطاء سواء في الخط الخلفي أم الخط الأمامي.
الكلام نفسه ينطبق على النواعير الذي حقق المفاجأة تلو الأخرى.

معالجات سريعة
تشرين بكل الأحوال مستفيد من التوقف من أجل شفاء لاعبيه من الكورونا وهو أمر خارج عن السيطرة، والأمل أن تكون الإصابات طفيفة وأن يعود اللاعبون إلى تمارينهم بقوة وبأسرع وقت.
الفرصة جيدة لفريق الجيش لمعالجة الأخطاء الدفاعية الكثيرة وخصوصاً أن الفريق يتلقى في كل مباراة هدفين وهذا لم يحدث مسبقاً مع فريق الجيش، كذلك ظهرت مشكلة العقم الهجومي بمباراة النواعير وقد تكون ناجمة عن الاستهتار والرعونة وبالتالي تحتاج للمعالجة.
أكثر الفرق سيكون سعيداً بالتوقف فريق الاتحاد، فنتائجه هذا الموسم بحاجة إلى إعادة نظر والمزيد من التحضير والجاهزية ليعود قلعة شامخة وركناً من أركان الكرة السورية، فهل يستفيد الفريق من هذه الفرصة ويصل إلى ما يتمناه كل عاشق للفريق؟
فريق حرجلة بحاجة ماسة إلى ضبط دفاعه وقد تبين من خلال المباريات السابقة أن الفريق يفتقر للتوازن الدفاعي وقد دخل مرماه ثمانية أهداف في أربع مباريات وكانت الأخطاء الدفاعية سبباً مباشراً في خسارة الفريق لمبارياته الثلاث.
الطليعة وحطين من الفرق التي ستستفيد من التوقف لأنها بحاجة إلى وقت لتهيئة اللاعبين وخصوصاً الشبان من أجل التأقلم مع أجواء الدوري الممتاز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن