سورية

حشود في جبل الزاوية للنظام التركي.. و«قسد» تحتمي بعلمي سورية وروسيا من قصف الأخير … قمة روسية- تركية حاسمة غداً في «سوتشي» وإدلب تتصدر المباحثات

| حلب- خالد زنكلو - حماة– محمد أحمد خبازي - دمشق– الوطن– وكالات

يجمع منتجع سوتشي الروسي يوم غدٍ الأربعاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، في قمة يعوّل عليها أن تجد حلاً للعديد من المشاكل والأزمات بين البلدين لوضعها على سكتها الصحيحة، وفي مقدمتها الأزمة السورية التي ستتصدر إدلب المباحثات الخاصة بها، وقد استبقتها موسكو بتوسيع مروحة نيران سلاحها الجوي لتصل إلى شمال الحسكة التي دكّت فيه موقعاً لما يسمى «الجيش الوطني» التابع للنظام التركي، بالتزامن مع مواصلتها الغارات على بنك أهداف محكم في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وما تسمى منطقة «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب.

ورأى مراقبون لمجريات القمة المرتقبة في «سوتشي» لـ«الوطن»، أن مباحثات الرئيسين ستكون حاسمة لجهة حل بعض الإشكالات العالقة في الملف السوري سواء من خلال اجتراح حلول جذرية لبعضها أم إيجاد تصورات مستقبلية لبعضها الآخر، كما هو حال منطقة «خفض التصعيد» في محافظة إدلب والتي استعصت حلولها جراء تهرب النظام التركي من استحقاقات الاتفاقات الثنائية الخاصة بها بين الجانبين، وكذلك تعقيدات المشهد في مناطق الشمال الشرقي من البلاد والتي سببها وجود قوات الاحتلال الأميركية والتركية في مناطقها.

وبين المراقبون، أن إدلب ستأخذ حيزاً واسعاً من المفاوضات بين بوتين وأردوغان، نظراً لتأثر العلاقات بين البلدين بها لكونها الملف الساخن الذي قد يؤثر على المنطقة برمتها نتيجة لاحتوائها على أعداد غفيرة من مسلحي تنظيم «القاعدة» الإرهابي وتحت جناح الفرع السوري للتنظيم بقيادة «جبهة النصرة» المدرجة على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية وحاضنتها ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على معظم مساحة المحافظة، وفي ظل مماطلة النظام التركي عن الوفاء بالتزاماته التي نصّ عليها «اتفاق موسكو» الذي مضى على توقيعه أكثر من عام ونصف العام و«اتفاق سوتشي» الذي مضى أكثر من ثلاثة أعوام على دخوله حيز التنفيذ من دون تطبيقه من قبل النظام التركي.

وتوقعوا، أن يوضع اتفاقا «موسكو» و«سوتشي» على طاولة المباحثات للخروج بـ«تفاهمات» ملزمة للجانب التركي ووفق جدول زمني جديد قصير الأمد ولا يقبل التأويل، وينص على وضع طريق عام حلب – اللاذقية المعروفة بـ«M4» في الخدمة مع خلق منطقة آمنة على طول ضفتيه ومساره الذي يصل إلى ٧٠ كيلو متراً مع فصل مسلحي «القاعدة» عن التنظيمات والميليشيات الممولة من النظام التركي في ريف إدلب الجنوبي، ولاسيما من غرفة العمليات المسماة بـ«الفتح المبين»، والتي تقودها «النصرة» وتنشط بشكل خاص في جبل الزاوية جنوب إدلب وجنوب «M4».

خبراء عسكريون، أوضحوا لـ«الوطن»، أن الضغط العسكري الروسي الذي يصنعه سلاح الجو ضد أهداف تتبع لتنظيمات وميليشيات نظام أردوغان بغية إرغامه على تقديم تنازلات وتوجيه رسائل نارية بضرورة الركون والانصياع إلى حلول جذرية مقترحة ومفروضة، بلغ أوجه بعدما وسع مروحة استهدافه لتصل أول من أمس إلى الحسكة شمال شرق البلاد في المنطقة المسماة «نبع السلام»، والتي دكّ فيها موقعاً لما يسمى «الجيش الوطني» التابع للنظام التركي في قرية الدردارة التابعة لمنطقة تل تمر بريف المحافظة الشمالي الغربي، بالتزامن مع مواصلة غاراته على بنك أهداف محكم في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وما تسمى منطقة «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب.

الخبراء لفتوا إلى أن النظام التركي، وكما يبدو، رافض للاستكانة والنزول عند رغبة موسكو بتقديم تنازلات، إذ واجه التصعيد الجوي الروسي بحشد المزيد من جيش احتلاله في إدلب، وخاصة في جبل الزاوية قريباً من خطوط التماس مع الجيش العربي السوري، وذلك لتأمين خطوط دفاعه مع خطوط دفاع إرهابييه في المنطقة بغية توجيه رسالة بأنه قادر على صد أي تقدم للجيش العربي السوري وبدعم من القوات الجوية الروسية في حال شن عمل عسكري محتمل ومرتقب للسيطرة على جبل الزاوية وعلى المناطق الواقعة في سهل الغاب الشمالي الغربي جنوب الطريق السريع بين حلب – اللاذقية في المنطقة الممتدة بين سراقب وجسر الشغور.

وذكروا أن ما يزيد عن خمسة أرتال عسكرية لجيش الاحتلال التركي اجتازت معبر كفرلوسين شمال إدلب منذ مطلع أيلول الجاري، آخرها دخل الحدود السورية مساء أول من أمس ويحتوي مجنزرات ودبابات حديثة وتمركز في نقطة المراقبة بقرية بليون في جبل الزاوية، كما رفع جيش الاحتلال من تعداد جنوده لتناهز ١٣ ألف عسكري يتمترس معظمهم في نقاط المراقبة الـ ١٤ في جبل الزاوية، والذي يتوقع أن تنطلق العملية العسكرية للجيش العربي السوري باتجاهه عقب مباحثات «سوتشي» غداً، ما لم تحرز تقدماً ملموساً باتجاه حلحلة الوضع في «خفض التصعيد» وفتح «M4» أمام حركة المرور والترانزيت من طلب سوري- روسي محق ومشروع.

في الأثناء، كثّفت وحدات الجيش العربي السوري العاملة بقطاعي ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد»، من قصفها لمواقع الإرهابيين ونقاط تمركزهم في سهل الغاب الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي، وفق مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن»، ولفت إلى أن الجيش استهدف برمايات من صواريخه ومدفعيته الثقيلة، مواقع للإرهابيين في الزيارة بسهل الغاب الشمالي الغربي.

وأوضح المصدر، أن الجيش دكّ بالمدفعية الثقيلة أيضاً، نقاط تمركز الإرهابيين في مجدليا وسان والفطيرة بريف إدلب الجنوبي، في حين شنّ الطيران الحربي الروسي غارات مركزة على مواقع للإرهابيين، في محيط كنصفرة وكفرعويد بريف إدلب الجنوبي أيضاً.

وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي، أغار صباح أمس على مواقع وتحركات لتنظيم داعش الإرهابي في عمق البادية السورية.

وأوضح أن الغارات طالت مخابئ للدواعش في مثلث حماة- حلب- الرقة، وما بين باديتي حمص ودير الزور، مؤكداً أن الغارات منذ بداية الأسبوع الجاري، كبّدت التنظيم الإرهابي خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.

من جهة ثانية، رفعت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي ترفض تسليم الأراضي التي تسيطر عليها للجيش العربي السوري، علمي الجمهورية العربية السورية وروسيا على نقاطها في منطقة شرق الفرات شمال البلاد، والمواجهة للمنطقة التي يحتلها النظام التركي والممتدة بين مدينتي رأس العين شمال الحسكة وتل أبيض شمال الرقة، وفق ما ذكر موقع «الخابور» المحلي.

وذكر الموقع، أن «قسد» أنزلت علمها عن نقاطها في منطقة أبو راسين على خطوط الجبهة المقابلة لما يسمى «الجيش الوطني» ورفعت بدلاً عنه علمي سورية وروسيا.

ولفت إلى أن خطوة «قسد» جاءت بهدف تجنيب مواقعها القصف من قبل قوات الاحتلال التركية والتي تقصف المنطقة بشكل متواصل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن